بالتفاصيل: منفذ هجوم نيوزيلندا يكره المهاجرين بلا حدود وخطط للعملية منذ عامين

بالتفاصيل: منفذ هجوم نيوزيلندا يكره المهاجرين بلا حدود وخطط للعملية منذ عامين

وكالات (الحل) – استيقظ العالم اليوم على وقع مذبحة جديدة من نوعها على الجزء الجنوبى من الكرة الأرضية، حيث كان مسرح الجريمة، مدينة «كرايستتشيرش» فى#نيوزيلندا، حيث أقدم مسلحون بفتح النار على مصلين في مسجدين أحدهما للنساء في داخل المدينة، مما تسبب بسقوط 40 ضحية ضمنهم أطفال وإصابة آخرين بعضهم في حالة حرجة ما يرجح زيادة عدد القتلى.

وبث أحد المسلحين عملية القتل في مسجد النور، الواقع في المدينة المذكورة، بواسطة كاميرا «غو برو» على موقع التواصل الاجتماعي الـ«فيسبوك»، بحسب مصادر عديدة، أشارت أيضا إلى أن الحساب يعود لشخص اسمه «برينتوتتارانت».
ويبلغ «تارانت» 28 عاماً، وهو أسترالي لأبوين بريطانيين، حيث نشر بياناً مثيراً حول معتقداته ونواياه يتألف من 94 صفحة، أو نحو 16 ألف كلمة، بحسب ما ذكرت صحيفة ذي صن البريطانية.

كره بلا حدود للمهاجرين
وهومن أشد المعادين للمهاجرين، إذ عبر في حسابه على تويتر، عن غضبه من «الغزاة المسلمين» الذين يحتلون الأراضي الأوروبية. كما أنه يؤمن أيضاً بتفوق العرق الأبيض، وقال في حسابه على «تويتر» إن «صدمة ما بعد أفعالي سيكون لها تداعياتها في السنوات المقبلة، وعلى الخطاب السياسي والاجتماعي وستخلق جواً من الخوف، والتغيير وهو المطلوب». واحتوت صفحته على تغريدات مثيرة ضد المسلمين ومعدل الولادات بينهم.
وبعد انتهاء المذبحة، نشر «تارانت» بياناً عبر الإنترنت، شرح فيه «دوافعه للجريمة»، وأقر فيه بأنه أقدم على الإجرام بدافع الإرهاب.
واعتبر في بيانه أن تدفق المهاجرين على الدول الغربية يشكل أخطر تهديد لمجتمعاتها، ويرقى إلى ما وصفه بـ«الإبادة الجماعية للبيض»، وأن وقف الهجرة وإبعاد «الغزاة» المتواجدين على أراضيها ليس «مسألة رفاهية لشعوب هذه الدول، بل هو قضية بقاء ومصير».
وفيما يتعلق بأهداف الهجوم، يؤكد «تارانت» أنه جاء من أجل «إقناع الغزاة بأن أراضينا لن تصبح لهم أبدا»، وانتقاما لـ«ملايين الأوروبيين الذين قتلهم الغزاة الأجانب عبر التاريخ وآلاف الأوروبيين الذين قضوا في هجمات إرهابية على الأراضي الأوروبية».

يخطط للهجوم منذ عامين
كشف «تارانت» عن أنَّه كان يخطط للهجوم منذ عامين، مشيراً إلى أنَّه قرر تنفيذه في مدينة كرايستتشيرش منذ ثلاث أشهر. وقال إنَّ نيوزيلندا لم تكن «خياره الأصلي لتنفيذ الهجوم»، لكنَّه وصفها بـ«بيئة غنية بالأهداف مثل أي مكانٍ آخر في الغرب».
وأضاف: «سوف يلفت وقوع هجوم في نيوزيلندا الانتباه إلى الحقيقة التي تشير إلى الاعتداء على حضارتنا، وأنَّه ليس هناك مكان آمن في العالم، وأنَّ الغزاة موجودون في جميع أراضينا، وحتى في أبعد مناطق العالم، وأنه لم يعد هناك أي مكانٍ آمن وخال من الهجرة الجماعية». وادعى أنَّه يمثل «الملايين من الأوروبيين والشعوب القومية الأخرى»، مضيفاً: «يجب أن نضمن وجود شعوبنا، ومستقبل أطفالنا البيض».

رحلة إلى فرنسا ألهمته فكرة الجريمة
قال الرجل إنَّ رحلة إلى فرنسا عام 2017 ألهمته أيضاً لتنفيذ الهجوم: «كنت أقرأ منذ سنوات عديدة عن غزو فرنسا عن طريق غير البيض، واعتقدت أنَّ كثيراً من هذه القصص والشائعات مبالغ فيها، وأنَّها اختُلقت لطرح رواية سياسية (محددة). لكن عندما وصلت إلى فرنسا، لم أجد القصص حقيقية وحسب، بل إنَّها أقل من الواقع بكثير. ففي كل مدينة فرنسية، وفي كل بلدة فرنسية، كان الغزاة موجودين». تحدث القاتل عن وجوده في فرنسا قائلاً: «عندما كنت داخل موقف السيارات أجلس في سيارتي المؤجرة، شاهدت سيلاً من الغزاة يدخلون من البوابة الأمامية للمركز التجاري. ومقابل كل رجل فرنسي أو امرأة فرنسية، كان هناك ضعف هذا العدد من الغزاة. لقد رأيتُ ما يكفي، وغادرت المكان من الغضب، ورفضتُ البقاء أكثر من ذلك في هذا المكان الملعون وتوجهت إلى البلدة المجاورة».

بمن اقتدى لتنفيذ العملية
وفقاً للصور المتاحة وما ظهر في البث الحي عن سلاح « تارانت» وما نشره على حسابه في موقع «توتير» خلال الأيام التي سبقت الهجوم ، فقد كتب على بندقيته عبارات وأسماء عدّة، تبيّن أنها لبعض المسلّحين الآخرين الذين قاموا بهجمات مسلحة سابقاً على مسلمين، بينما كانت العبارة التي أثارت تساؤلاً هي عبارة «فيينا 1683»في إشارة إلى تاريخ معركة فيينا التي خسرتها الدولة العثمانية ووضعت حدا لتوسعها في أوروبا…

وكتب على سلاح يبدو كبندقية رسالةً تقول: «إليكم ميثاق الهجرة الخاص بكم». فيما كتب في واحدةٍ من الصور: «من أجل روثرهام، وألكسندر بيسونيت، ولوكا ترايني»وقد حُكم على بيسونيت بالسجن 40 عاماً لقتل ستة أشخاص بالرصاص في 2017، بعد أن أطلق النار على مسجدٍ في مقاطعة كيبك.

فيما يقضي «ترايني» عقوبة السجن لـ12 عاماً لإطلاق النار على 6 مهاجرين أفارقة في هجومٍ ذي دوافع عنصرية وقع في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

ذكر اسم المسجد الذي يخطط للهجوم عليه
أوضح القاتل أنَّ الهدف الأصلي كان المسجد الكائن في مدينة «دنيدن النيوزلندية»، لكنَّه غير رأيه بعد زيارة مساجد في كرايستتشيرشولينوود. وقال أيضاً إنَّه يتحرك وحده، وأنَّه ليس نازياً أو معادياً للسامية، وأنَّه اعتنق معتقداته عن طريق الإنترنت، مضيفاً: “لن تعثروا على الحقيقة في مكان آخر”. وأشار إلى تواصلٍ قصير أجراه مع «أندرس بهرنغ بريفيك»، وهو إرهابي يميني متطرف قتل 77 شخصاً في النرويج عام 2011.
وأكد أيضاً على عدم تأثره بالعائلة أو الأصدقاء، الذين وصفهم بكونهم «أستراليين تقليديين، غير مبالين، وأغلبهم غير مهتمين بالسياسة. ولا يهتمون حقاً إلا بالأمور المتعلقة بحقوق الحيوانات، وحماية البيئة، وفرض الضرائب». وبعد أن زعم أمله في النجاة بعد الحادث، أكد كاتب البيان على أنَّ «الموت مؤكد». وأعلن في البيان أنَّ «قيمة حياتك» تُقاس بـ«أفعالك خلالها». ونصح المتابعين بـ«تقبل الخزي… حتى يتحقق النصر».
«تارانت» أنه لا يشعر بالندم، و«يتمنى فقط أن يستطيع قتل أكبر عدد ممكن من الغزاة والخونة أيضا»، وأنه «ليس هناك من بريء بين المستهدفين، لأن كل من يغزو أرض الغير يتحمل تبعات فعلته».

فما قصة الأغنية الأولى أثناء قيادة سيارته لتنفيذ الهجوم؟
تعود الأغنية إلى فيديو موسيقي ودعائي أنتجته مجموعة من 3 جنود بالجيش البوسني الصربي، ويطلق عليها: “Serbia Strong” وأنتج هذه الأغنية عازف بوق وعازف أكورديون وعازف أورغ، تمجيداً للسياسي البوسني-الصربي السابق رادوفان كاراديتش، المدان بارتكابه جرائم حرب خلال الحرب البوسنية بين عاميّ 1992 و1996. وعقب تداولها بشكلٍ كبير على الإنترنت عام 2006، نال الفيديو الموسيقي غضباً عالمياً بسبب لهجته القومية المتعصبة.

أما الأغنية الثانية التي كان يستمع لها أثناء إطلاق النار
لها قصة أخرى أيضاً وتحمل عنوان “Fire” تعود هذه الأغنية إلى عام 1968، وكتبها آرثر براون، وفينسينت كرين، ومايك فاينسلفر وبيتر كير. وغنتها المجموعة الموسيقية The Crazy

وليس من الواضح ارتباط الأغنية باليمين المتطرف، لكنها أصبحت رقم 1 في بريطانيا وكندا في أغسطس/آب 1968، وكذلك حطمت أرقاماً قياسية في الولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا وفرنسا، وغيرها من الدول، كما بيعت أكثر من مليون نسخة منها، وفازت بجائزة الأسطوانة الذهبية.

من هم مسلمو نيوزيلندا؟
1- يصل عدد المسلمين في نيوزيلندا إلى 60 ألف شخص بينما كانوا 200 شخص فقط منذ 50 عاما.
2- تبلغ نسبتهم إلى إجمالي عدد السكان 1.04% وينتمون (للسنة، والشيعة).
3- وصلوا في هجرات من جنوب شرق آسيا لا سيما من جزر فيجي.
4- أسلم عدد من النيوزلانديين من أصل أوروبي، ويرجع أصول بعض المسلمين هناك إلى الهند، وباكستان، وسريلانكا، وألبانيا، وتركيا، ويوغسلافيا، وأندونسيا، ومن العرب.
5- يتجمع المسلمون الآن في ثلاث مناطق، في منطقة أوكلاند وخاصة في مدينة أوكلاند، وفي جنوب الجزيرة الشمالية يوجد عدد لا بأس به من مسلمي نيوزلاند، وفي جنوب شرقي الجزيرة الجنوبية في مدينة «كريست تشرش» التي وقعت فيها الهجوم.
6- معظم المسلمين من الطبقات الكادحة والقليل منهم من الفنيين المدربين ومنهم بعض الأعيان.
7- يوجد مركز إسلامي بالعاصمة النيوزيلندية، ويلينغتون، ويرأسه المصري الشيخ محمد حسين زوادة، كما يوجد مركزين آخرين أحدهما تابع لرابطة العالم الإسلامي في مدينة «كرايس تشيرش»، التي تعرضت للهجوم.
8- لهم بعثة حج رسمية وتؤدي فريضة الحج كل عام، واستضاف الملك سلمان بن عبدالعزيز، العام الماضي، 10 من الشباب النيوزيلنديين ممن اعتنقوا الإسلام حديثا لأداء فريضة الحج.

ضحايا عرب
نقل موقع “Stuff” النيوزيلندي، عن أحد المصلين في مسجد النور، إن بين الضحايا، عرباً قتلوا في هجوم اليوم، وقال الرجل الذي لم يذكر الموقع اسمه، إنه على معرفة ببعض من قـتلوا.
وأضاف: «أحدهم كان لاجئاً سوريّاً جاء إلى نيوزيلندا مع عائلته، زوجة وثلاثة أطفال (رائعين)، منذ حوالي 6 أشهر».
وكان من بين الضحايا أيضاً شخص آخر أردني، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أن من بين ضحايا الهجوم الإرهابي اليوم، مواطن أردني وإصابة خمسة آخرين.
من جانبه أعلن سفير دولة فلسطين لدى أستراليا ونيوزلندا عزت عبدالهادي، عن وجود معلومات أولية تشير إلى «مقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين في الهجوم الإرهابي على المسجدين بمدينة كرايست تشيرتش بجزيرة ساوث آيلاند في نيوزيلندا».

وأكد السفير أنه تم إبلاغه بمقتل مواطن فلسطيني على الأقل، وإصابة عدد آخر في الهجومين، بحسب ما نقلته وكالة «وفا» الفلسطينية. موضحاً أن السفارة تتابع اتصالاتها مع الجهات المختصة في نيوزيلندا للحصول على معلومات وبيانات رسمية.

إعداد: حمزة فراتي – تحرير: معتصم الطويل
المصدر: وكالات

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.