(الحل) خاص – تغيّرت طقوس شهر #رمضان من عام لآخر نتيجة الأحداث التي مرّت على #دمشق، فبعد أن كان في العامين 2011 و2012 شهراً للمظاهرات والاحتجاجات الليلية، تحوّل في الأعوام اللاحقة لشهر تبدأ فيه عمليات عسكرية وهجومات متبادلة بين فصائل المعارضة وجيش النظام، وبقي في موسميه الأخيرين شهراً للقصف والقذائف على ضفتي الصراع.

لكن ماذا بعد أن غابت #القذائف والطائرات والمدفعية.. بماذا يختلف موسم رمضان المقبل بعد أيام عن المواسم السابقة؟

تسود أجواء الهدوء على دمشق بعد مرور عام ونيّف على انتهاء #المعارك إثر ترحيل النظام لفصائل الغوطة والآلاف من سكانها باتجاه الشمال السوري، ووئد كل العمليات العسكرية في محيط العاصمة، لكن الفرح يغيبُ أيضاً عن وجوه الناس التي اعتادت أن تحتفي بالشهر الكريم وتستعد له قبل أسابيع.

في سوق البزورية الشهير وسط دمشق القديمة، تجولت مراسلة موقع (الحل) لتعاين #الأسواق وحركة البيع والشراء، وتلاحظ خلو معظم المحال من المتبضعين، وازدحام السوق بالمارة الذين لا يحملون أكياساً، ولا يفعلون سوى مشاهدة البضاعة ومعاينة الأسعار والتقاط بعض الصور.

ويؤكد عدد من تجار سوق البزورية تراجع المبيعات هذه السنة عن السنة الماضية بنسبة 35% على الأقل، ويعوزون ذلك إلى «ارتفاع #الأسعار الشديد، وانخفاض قيمة الليرة»، ويقول أبو عماد، (أحد تجار البهارات في البزورية)، «تخيّل أن #الليرة فقدت من قيمتها حوالي 20% من العام الماضي حتى اليوم، والاسعار ارتفعت حوالي الثلث، لكن الرواتب والمدخولات الشهرية بقيت على حالها، بل نقصت في بعض الأحيان».

ويبرر أبو عماد انخفاض حركة السوق إلى انخفاض حركة رأسمال ويقول «أنا شخصياً لا أشتري الكثير من البضاعة خشية كسادها أو ارتفاع سعرها لاحقاً، وكذلك معظم التجار يفضلون حالياً الحفاظ على أموالهم بجيوبهم وليس في المشاريع أو التجارة».

وفي اتصال هاتفي مع موقع الحل، شرح محلل اقتصادي مقيم في دمشق، وفضّل عدم الكشف عن اسمه، الحالة التي يعيشها السوق وقال «الاستقرار هو العامل الأساسي للاستثمار، سواء كان بدكانة أو بمشروع صغير، والبيئة حالياً غير مستقرة من ناحية قيمة العملة، ومن النواحي السياسية والاقتصادية التي انعكست على عودة الكثير من التجار، بل دفعت البعض منهم للسفر خلال الأشهر الماضية، ولا نستطيع تجاهل النقص الحاد لموارد أي مشروع، من كهرباء ومحروقات ويد عاملة، وكلها مفقودة في سوريا».

وفي سياق متصل، أكد المحلل الحائز على درجة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي «العمل في مشاريع إعادة الإعمار حول دمشق متوقفة منذ أكثر من ستة أشهر، وحتى مشاريع ترحيل الأنقاض متوقفة، البلد كلها مجمدة وتنتظر انفراجاً سياسياً ينعكس على الوضع الاقتصادي».

وينشغل الناس في هذه الأيام بتأمين #البنزين والمازوت على اعتباره أولوية على مواد أخرى اعتادوا على شرائها أو ادخارها لشهر رمضان، مثل الحلويات واللحومات والمشروبات الباردة.

ولا يبدو أن الحال مختلف كثيراً لدى تجار الخضراوات والفواكه، فهم يعانون أيضاً قلة المبيعات مقارنة مع السنوات الماضية، ويقول أحد الباعة «كانت تصلنا الألبان والأجبان من الغوطة طازجة عبر طرق التهريب، والكثير من الخضروات، وكنا نبيعها في دمشق، أما اليوم فمعظم هذه البضاعة تذهب إلى الأردن عبر معبر نصيب، ما أدى لارتفاع سعرها بنسبة 100%».

ويتابع البائع الذي يعمل في سوق الخضرة بمنطقة الشيخ سعد «الناس هذه السنة تخاف من انقطاع الكهرباء، ذلك لم تقم بتموين البازلياء والفول خشية أن تفسد في البراد، وفضلت شراءها بالكيلو».

ويقول البائع أخيراً «يقولون دائماً على قناة سما أنه عاد الأمن والأمان، لكن ذهبت البركة من دمشق بعد أن رحل الكثير من سكانها، أعيدوا لنا البركة.. والأمن والأمان على الله».

إعداد: سعاد العطار – تحرير: سامي صلاح

الصورة  من الأرشيف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.