(الحل) – انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس، تسجيل مصور لعلم “#داعش”، مرفوع فوق أرض سورية، ليعيد إلى أذهان الأهالي صورة سوداء ظنوا أنهم لن يرونها ثانية بعد القضاء على مقاتلي الجماعة المتشددة.

وعلّق أطفال في #مخيم_الهول علماً لـ “داعش” على عامود إنارة، وسط تجمع للخيام، هو عبارة عن قطعة قماش سوداء كُتب عليها بخط اليد، وفق مصادر من المخيم.

نساء “داعش” أخطر من رجاله
“انتهى داعش في سوريا”، عبارة صرحت بها أمريكا أولاً، ثم حاولت روسيا والحكومة في دمشق أن تنسبا الفضل لقواتهما بتحقيقها، وذلك بعد سلسلة معارك قوية، امتدت من حلب وريفي حمص وحماه إلى الرقة، وانتهت في الباغوز بالمنطقة الشرقية، آخر معقل رسمي لـ “داعش” في سوريا.

عمد التنظيم المتشدد خلال أوج حكمه إلى غسل أدمغة الأطفال، سياسة يبدو أنها أجدت نفعاً بالنسبة لـ “داعش”، لكن الأمر الأكثر خطورة يبقى “نساء التنظيم”، فهن مناصرات للجماعة المقاتلة، لكن معظمهن لا يحملن السلاح، بل يربين جيلاً قد يكون أشد خطراً على البشرية.

ويعد الهول أكبر مخيم في مناطق الإدارة الذاتية، فهو يأوي 73 ألف مقيم، بينهم 35 ألف عراقي، جرى بداخله تخصيص قسم خاص لعوائل “داعش”.

وتعاني إدارة المخيم من صعوبة في التعامل مع المقيمات فيه من نساء “داعش”، فهن لا يخفين انتماءهن للجماعة المتشدة، وقد هاجمت بعضهن صحفيين وزائري المخيم، وطعنت إحداهن عنصراً من الحرس في حادثة وقعت هذا الشهر.

إعادة الأسرى “الدواعش” إلى بلادهم للمحاكمة واجب
دعت أمريكا في شهر شباط (فبراير) الماضي في بيان رسمي، الدول التي ينتمي إليها مقاتلو تنظيم “داعش” المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية (#قسد) إلى استقبال هؤلاء العناصر، بغية محاكمتهم.

وقالت الخارجية في بيان: إن “الولايات المتحدة تقدر الجهود التي تبذلها قسد نيابة عن #التحالف_الدولي في هزيمة داعش. خلال قيامهم بتحرير المناطق الخاضعة لداعش بشجاعة، قام مقاتلو قسد بأسر مئات الأجانب من داعش، عناصر ينتمون إلى عشرات الدول، وبفضل تلك الجهود، داعش قد أصبح ضعيفاً… والعالم بات مكاناً أكثر أماناً”. وتابعت الوزارة “قسد قامت بتقديم التزام بإبقاء هؤلاء الأسرى تحت احتجاز محكم، وإنساني. الولايات المتحدة تدعو الدول التي ينتمي إليها هؤلاء العناصر لإعادتهم، ومحاكمتهم”.

ولم تنكر الولايات المتحدة، التي نعت التنظيم بوقت سابق، أنه مازال يشكل تهديداً لأمن العالم، وقالت محذرة: “رغم تحرير مناطق داعش في سوريا والعراق، فإن التنظيم يبقى يشكل تهديداً، والجهود الموحدة ضده حاجة ملحة أمام الأمن الدولي”.

وكشفت “قسد” نهاية العام الماضي، عقب هزيمة “داعش”، أن لديها حوالي ألف مقاتل من التنظيم تحت الحجز، إضافة إلى نسائهم وأطفالهم، وذكرت أنهم ينتمون إلى 48 جنسية، وشددت على أن إعادتهم إلى بلادهم للمحاكمة أمر واجب، تعمل على إنجازه بالتعاون مع المجتمع الدولي، لكن يبدو أن مبادرتها حتى الآن لم تلق استجابة كافية.

بعد فناء الرجال البغدادي يلجأ للأطفال
أبو بكر البغدادي، اسم كان له وزن ضخم في 2014، بعد أن خرج “بشجاعة” من أكبر مساجد الموصل ليعلن دولة الخلافة، التي كانت قبلة لآلاف المهاجرين الأجانب، الذين قُتل معظمهم، أو عادوا إلى بلادهم بعد اكتشاف حقيقية التنظيم، أو باتوا يقبعون في السجن بعد أن خسروا المعركة عسكرياً.

البغدادي الذي يختبئ في جحر بالبادية، داخل منطقة صحراوية نائية في سوريا أو العراق، خسر مقاتليه، فبات كما يبدو يحاول أن يعتمد على الأطفال كبديل، لإحداث بلبلة، وحصد نتائج عمليات “غسيل الدماغ” التي طبقها خلال معسكرات “الأشبال” الخاصة بالأطفال، يقول مصدر محلي لـ (الحل).

وقدم المصدر، وهو من المنطقة الشرقية، مثالاً واضحاً عن استغلال “داعش” للأطفال مؤخراً، حيث “جنّد التنظيم المتشدد الشهر الفائت أطفالاً مقابل مبلغ 1000 دولار لزرع عبوات ناسفة في الشحيل، لاستهداف سيارات عسكرية لقسد”، بحسب ما أكده.

“داعش” انتهى عسكرياً لكن خطره باقٍ
وشهدت الأشهر والأسابيع الأخيرة عمليات إنزال جوي نفذها التحالف الدولي، لانتزاع آخر بقايا تنظيم “#داعش”، إحداها كان لمسؤول مهمته توزيع الرواتب لأسر قتلى التنظيم، وآخر كان لممول عمليات “داعش” ضد “قسد”، التي غالباً تحصد أرواح مدنيين، ما يؤكد أن الجماعة المتشددة رغم نهاية قوتها العسكرية، فهي حاضرة، فكرياً على الأقل.

الهول اليوم يمثل “قنبلة موقوتة”، فرغم تشديد كاميرات المراقبة، مازال هناك خطر حقيقي بحال حدوث تمرد، في منطقة قد تكون مبعث جديد لـ “داعش”، في حال استمرار الدول في تجاهل أهمية إعادة مقاتليها إلى بلدهم لتتم محاكمتهم لتحقيق العدالة لضحايا التنظيم.

إعداد: سامي صلاح

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.