يبدو أن العلاقة المتوترة بين الميليشيات الإيرانية وميليشيات النظام ريف دير الزور الشرقي بدأت خلال الأشهر الأخيرة تسير نحو المزيد من التصعيد والتوتر الشديدين، خاصة بعد هروب عناصر من الأخيرة وانضمامهم إلى ميليشيات الحرس الثوري دون إبلاغ قياداتهم، ورفض الأخيرة طلب قيادة الدفاع الوطني بتسليمهم العناصر الفارين.

الشاب “وسيم” (اسم مستعار) من عناصر الدفاع الوطني في مدينة #الميادين، قال لموقع (الحل): إن “المدينة شهدت مطلع الشهر الجاري اشتباكات عنيفة بين الطرفين بعد هروب 43 مقاتل وانضمامهم إلى ميليشيات ايران دون عِلم قياداتهم”.

المصدر أشار أيضاً إلى أن “قائد الدفاع الوطني في مدينة الميادين (محمد تيسير الظاهر) تقدم بطلب رسمي لقيادة الحرس الثوري في المدينة، بضرورة إعادة وتسليم العناصر الفارين، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، بحجة أن العناصر باتوا جزءاً من قوات الحرس الثوري وهم الآن يخضعون للتدريب في أحد المعسكرات القتالية”.
وكانت ردة الفعل على ذلك، اقتحام مقرات الحرس الثوري واندلعت بين الطرفين اشتباكات عنيفة استمرت لمدة ثلاثة أيام، استخدم فيها  الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وأسفرت عن مقتل 3 عناصر من الحرس الثوري و 5 عناصر من الدفاع الوطني وإصابة آخرين.

وعلى هامش تلك الاشتباكات نصب كل من الطرفين حواجز له عند مداخل الأحياء التي يسيطر عليها، بغرض اعتقال عناصر من الطرف الآخر.

الشاب “مازن” (اسم مستعار) وهو عنصر من الحرس الثوري من مدينة الميادين، تحدث لموقع (الحل) عن سبب آخر للخلافات، كاشفاً  أن “قيادة الحرس الثوري الإيراني تتهم عناصر الدفاع الوطني في المدينة بضلوعهم في تسهيل عمل خلايا تابعة لتنظيم (داعش) في المنطقة، لتنفيذ عملياتها التي تستهدف مقراتهم وحواجزهم، من خلال تسهيل مروهم عبر الأحياء التي يسيطرون عليها، حيث قامت خلية لداعش في 12 من الشهر الجاري بقتل عنصرين للحرس الثوري داخل مقرٍ لهم وسط المدينة، ما أثار غصب الأخيرة وعلى إثر ذلك حدث شجار بين الميليشيات، سرعان ما تطور لإطلاق نار متبادل دون وقوع إصابات”.

في المقابل تتهم ميليشيا الدفاع الوطني ميليشيات الحرس الثوري بالتستر على أفعال عناصر “داعش”، السابقين الذين انضموا إليها مؤخراً بعد إجرائهم مصالحات (تسوية لأوضاعهم) وبأنها تقدم غطاءً أمنياً وعسكرياً للعناصر الذين يقفون وراء عمليات اغتيال وتصفية، طالت عشرات العناصر من الدفاع الوطني مؤخراً في عموم محافظة دير الزور.

السيد “سعيد” (اسم مستعار) من مدينة الميادين اكتفى بذكر اسمه الأول، بيّن لموقع (الحل)، إن “الخلافات بين ميليشيات الدفاع الوطني والإيرانية تركزت مؤخراً في مدينة الميادين، في محاولة من الطرفين فرض سيطرته المطلقة على المدينة”.

وأوضح المصدر قائلاً: “شهد أواخر الشهر الفائت، اشتباكات عنيفة بين الطرفين، عقب مرور سيارة للحرس الثوري على حاجز للدفاع الوطني بالقرب من دوار الحزب وسط المدينة، حيث طلب الأخير أوراقاً رسمية من عناصر الحرس وتفتيش السيارة، الأمر الذي تطور إلى اشتباكٍ بينهما وإطلاق نارٍ كثيف  أدى إلى إصابة عناصر من الطرفين”.

وأضاف المصدر: “قبل أسبوعٍ بدأت مرحلة جديدة من الخلافات بين الطرفين، شملت استهداف سيارات عسكرية بشكل متبادل وأدت لوقوع قتلى وجرحى، وكذلك خطف متبادل للعناصر في المدينة وقرى أخرى مجاورة مثل الدوير والطيبة”.

وفي مطلع الشهر الفائت، أقدم عنصرٌ من الحرس الثوري على إطلاق النار بشكل مباشر على عنصرٍ في الدفاع الوطني في منطقة (عين علي) بريف مدينة #القورية، ما أدى إلى مقتله على الفور، وذلك بحجة تدخينه النرجيلة داخل مزار ديني “.

إعداد: حمزة فراتي. تحرير: سالم ناصيف
الصورة: إنترنت

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.