ريف دمشق (الحل)_ يواجه سكان الغوطة الشرقية بريف دمشق محاولات متواصلة من قبل حكومة دمشق وأجهزتها الأمنية، لتغيير معالم المنطقة، بعد تهجير قسم كبير من أهاليها، والعمل على صقل هوية جديدة لها تتناسب وتوجهات النظام السوري والميليشيات المساندة له.

وتتمثل محاولات قيادات نظام دمشق، لتغيير معالم المنطقة، بانتهاكات واضحة، شملت تغيير أسماء شوارعٍ فيها، واستغلال الأنفاق لتلميع صورة رموز النظام، ومحاولة بيع مقابر دُفن فيها العشرات من أبناء المنطقة، دون النظر في رمزيتها بالنسبة للأهالي الذين يحاولون الحد من تلك الانتهاكات دون جدوى.

أنفاق الحصار باب للتمجيد القيادة.

لم تحاول قوات النظام طمس أدوات الانتهاكات الإنسانية التي كانت تمارسها بحصار عشرات الآلاف من المدنيين داخل الغوطة الشرقية، بل اعتبرتها وسيلةً يجب استغلالها لتلميع صورة النظام ورموزه، إضافةً لاستخدام بعضها لتوفير المال والجهد الذي سيكون في حالة إعادة الإعمار.

ولعلّ الأنفاق التي كان يستخدمها الأهالي وفرق الإسعاف للتنقل بعيداً عن قصف الطيران الحربي والروسي، هي أبرز ما بقي من آثار الحصار الذي فرضته القوات النظامية على المنطقة، وبدلاً من ردمها وإعادة إعمار ما حولها سمحت حكومة النظام لفرق فنية موالية باستخدامها كمعارض للنحت والرسم، ودون أدنى تردد رسمت ونحتت تلك الفرق في تلك الأنفاق صوراً لرموز النظام والميليشيات التي ساندته خلال حربه على الغوطة.

إضافةً لذلك لم تنفذ حكومة النظام أية إصلاحات خدمية متعلقة بالأنفاق التي باتت تُشكل خطراً على السكان، حيث تم تسجيل إنهيار أحد الشوارع في المنطقة بسبب وجود نفق أدناه، إضافةً لتخوّف الأهالي من تجّمع المياه فيها مع حلول فصل الشتاء.

تغيير معالم وأسماء الشوارع
استغل الموالون في مدينة (كفربطنا) موقف القوة الذي يعيشونه في ظل الدعم الذي يتلقونه من النظام، بعد عودتهم إلى المنطقة، وطالبوا بتغيير اسم الحي المعروف “حي الشيخ ابراهيم” ليصبح “حي العرين”  وهو مالم تمنعه مؤسسات النظام أو حتى تعرقله، بل سارعت لإعلان ذلك عبر احتفالٍ صورته للأهالي على أنّه إنجازٌ للمدينة.

وبحسب مصادر أهلية، فقد أصبح حي “العرين” أو “الشيخ ابراهيم” سابقاً، منطقة خاصة بآل “دفضع” الذين ساهموا بشكل كبير باقتحام قوات النظام للغوطة الشرقية عبر قتال فصائل المعارضة من الداخل تزامناً مع قصف القوات النظامية  المكثف وزحفه من خارج الغوطة.

مقابر الشهداء في مزادات للبيع
فاجأ مجلس مدينة حرستا التابع لحكومة دمشق الأهالي بطرحه أرضاً فيها مقبرةً للمدنيين الذين قتلوا جراء حملة النظام العسكرية، للبيع عبر مزاد علني، دون أي اعتبار لرمزية المكان المعروض للبيع لدى الأهالي الذين قالوا إنّ أبنائهم “لم يجدوا الراحة أحياءً ولا حتى أموات”.

وعبّر أهالي القتلى المدفونين في “أرض الزعرورة” في مدينة حرستا عن غضبهم الشديد من هذه الخطوة التي أقدم عليها مجلس المدينة، والذي قال إنّه سوف يتفق مع المستثمر على إيجاد حل بخصوص نقل الجثامين إلى مكان آخر، ما دفع بعض السكان لتهديد المجلس بشكل مباشر على صفحته عبر موقع فايسبوك في حال الاقتراب من أرض المقبرة أو التفكير بنقل جثامين أبناء المدينة منها.

وبحسب المتحدث باسم “مركز الغوطة الإعلامي” فإنّ المزاد الذي تم الإعلان عنه لبيع “أرض الزعرورة” لم يكتمل، إذ لم يهتم بشراء الأرض أي شخص بعد معرفة حقيقة المقبرة الموجودة فيها، إلّا أنّ مجلس المدينة الذي فتح باب المزاد، قد يقوم ببيعها بشكل سري ويستعين بالأجهزة الأمنية لمواجهة غضب الأهالي.

ويبقى أهالي الغوطة الشرقية في ترقب حذر لما ينتظرهم من تحدياتٍ جديدة، مع استمرار سعي النظام وأجهزته الأمنية والحكومية لتغيير معالم المنطقة بشكلٍ كامل، فهل سينجحون بالتغلب على تلك المخططات ، أم أنّهم سوف يستسلمون في نهاية المطاف و يرضخون لها أو يصبحون جزءاً منها خوفاً من بطش الأجهزة الأمنية؟.

إعداد: سليمان مطر
الصور: إنترنت

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.