دير الزور (الحل) – على أبواب أحد الأبنية في حي العمال تقف أم عمار (32 عاماً) ومعها طفلاها في طابور انتظار طويل من أجل مراجعة طبيب أطفال مختص، هذا المبنى اتخذ موقعاً بديلاً لمستشفى النور الذي دمر بقصف جوي سابق أثناء الحملة العسكرية الأخيرة التي تزامنت مع سيطرة النظام على مدينة #دير_الزور.

تقول أم عمار، إنها “قدمت من قرية #الجفرا على أطراف المدينة، لأنها لا تستطيع تحمل كلفة العيادات الخاصة باهظة الثمن القريبة من منطقتها، وهي تقف في الدور منذ أكثر من ثلاث ساعات بانتظار الدخول”.

وتعرضت جميع مستشفيات مدينة دير الزور لدمار كبير بنسب متفاوتة في الحرب الأخيرة لشدة القصف الجوي والمدفعي آنذاك، تلاه نهب منظم من عدة مليشيات موالية للنظام، لما تبقى فيها من أجهزة طبية وأثاث وحتى أغراض عادية، وفقاً لسكان محليين.

وفي تصريح سابق لمدير الصحة السابق في حكومة النظام بدير الزور «عبد نجم العبيد» لتلفزيون الخبر الموالي للنظام، قال إن “نسبة الدمار في المشافي الواقعة في أحياء دير الزور تقارب الـ 85% في المشافي الخاصة والمراكز الصحية، وتقارب الـ 95% في المشافي والمراكز الصحية بريف المدينة الشرقي (الميادين)، وهي خارجة أيضاً عن الخدمة ومعرّضة للانهيار”.

وأضاف العبيد أن “بناء مديرية الصحة الموجود في الأحياء التي سيطر عليها تنظيم داعش فيما مضي بداخل المدينة، والذي يضم حوالي 100 غرفة، جميعها أيضاً مدمّرة، باستثناء العيادة السكرية، فهي بحالة لا بأس بها، وتحتاج إلى ترميم”.

وتابع العبيد “يحتاج مركز العيادات الشاملة، ومركز معالجة السل الواقع في شارع 8 آذار، إلى إعادة تأهيل، أما ما تبقى فنسبة الدمار فيها عالية جداً”.

يقول محمد العكلة (طبيب عام من مدينة دير الزور) في حديث لموقع «الحل»، إن “هناك تكدساً على المستوصفات الصحية العاملة الآن بداخل الأحياء المدمرة، وتعدادها ثلاثة فقط، موزعة في حي الحميدية والعمال والعرضي بالإضافة إلى العيادات الخاصة، والتي لا يستطيع معظم الأهالي مراجعتها بسبب غلاء خدماتها، فيضطرون إلى الحضور إلى النقاط الصحية البديلة مبكراً من أطراف المدينة وبعض القرى المحيطة بها، تجنباً للتكاليف الباهظة”.

ويخالف العكلة تصريح مدير الصحة بقوله إن “البنية التحتية الطبية في كافة المناطق التي خرجت سابقاً عن سيطرة النظام مدمرة بنسبة 99%، الأمر الذي ترك الكثير من الأهالي بدون الحصول على رعاية طبية جيدة، ليكونوا ضحية لاستغلال أصحاب المشافي الخاصة”.

وقالت ميساء الخميس (من سكان حي هرابش) لموقع «الحل»، ساخرة من الوضع إنه “عليك تناول المسكنات حيال أي وعكة صحية قد تصيبك أو أحد أفراد عائلتك، فهي المتوفرة والمتاحة حالياً، وقد تجنبك تكلفة المشافي والعيادات الخاصة” وفق تعبيرها.

وعن تعداد المشافي العاملة والخارجة عن الخدمة داخل أحياء المدينة، يقول العكلة، إن “المشفى الوحيد العامل في أحياء المدينة المأهولة والمخصص لاستقبال الجميع هو مشفى الأسد الواقع على طريق ديرالزور- دمشق، لكنه غير معد لاستقبال كافة الحالات المرضية، لافتقاره للعديد من التجهيزات والكوادر الطبية، كما ويوجد أيضاً المشفى العسكري والمخصص لجرحى عناصر النظام والمليشيات التابعة له فقط، ويمنع استقبال المرضى المدنيين”.

مشيراً إلى أسماء المشافي التي تعرضت لدمار كامل أخرجها عن الخدمة بداخل المدينة، وهي مشفى الفرات ومشفى السعيد والساعي ومشفى النور، إضافة لدمار أكثر من 6 مراكز صحية بشكل كامل.

من جانبها أوضحت الطبيبة (نورهان طعمة) أن “وزارة الصحة لم تدعم مستشفيات المدينة بالشكل المطلوب سوى بالوعود المتكررة على مدار العامين الماضيين دون تنفيذ أي شيء منها”، لافتتًا أن “إعادة إعمار مستشفيات المحافظة لن يتم إلا بجهد دولي كبير”.

وتختتم الطعمة بقولها إن “إعادة إعمار المستشفيات في المحافظة وإعادتها إلى وضعها السابق سيستغرق سنوات طويلة، إذا ظل الحال على ما هو عليه”.

إعداد: حمزة فراتي – تحرير: مالك الرفاعي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.