دمشق (الحل) – لم يكن غريباً على سكان دمشق دوي أصوات انفجارات بعد منتصف الليل، فهي العادة الإسرائيلية في القصف والاستهداف الصاروخي، لا سيما بعد انتهاء كامل المعارك في العاصمة السورية، ولن يكون هناك سببٌ آخر لهذه الأصوات، إلا قصف إسرائيلي بات اعتيادياً ومتكرراً لدرجة أن الناس لم تعد تلتفٌ له.

وفي كل مرة كان يحصل القصف، يخرج الإعلاميون الإسرائيليون ليسخروا من مقدرات الجيش السوري في الرد، لكن من النادر جداً أن يخرج مسؤولٌ إسرائيلي، ويقرّ بشكل رسمي استهدافه لأهداف داخل الأراضي السورية.

الأمر الذي حصل يوم أمس، إذ صرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفخاي أدرعي، بأن الصواريخ الإسرائيلية طالت أهدافاً إيرانية قرب دمشق، «لمنع هجمات قاتلة بطائرات بدون طيار»، كانت تنوي الإغارة على أهداف إسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القصف استهدف “عناصر تابعة لفيلق القدس وميليشيات شيعية” في سوريا.

وفي ذات الوقت، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إيران “ليس لديها حصانة في أي مكان وأن إسرائيل ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها وأراضيها”.

وجرت العادة أن يرفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الضربات المتتالية التي حصلت في سوريا، لكن هذه المرة كان التعليق مباشراً ورسمياً!
يرى المحللون أن إسرائيل بإعلانها الأخير، تسخر بشكل فاضح من الدفاعات الجوية السورية ومن خلفها القوات السورية والإيرانية بأكملها، فهي هذه المرة لا تلمّح ولا تشير ولا تناور، بل تصرّح مباشرة، وتتحدّى السلطات السورية وحلفائها بأي رد لو استطاعوا!

وفي هذا إعلان حرب متكرر من قبل إسرائيل، دون أن يلقى أي صدى لدى الجيش السوري، الذي يكتفي ببيانات التنديد والتوعد بالرد «في الزمان والمكان المناسبين».

وأثارت الحادثة السخرية بين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب أحدهم ساخراً «هذه الضربات الاسرائيلية هدفها الحد من تقدم الجيش في إدلب، وهي تعرقل حرب السوريين ضد الإرهاب!».

وكتب آخر «من المحزن أننا لم نعد نتأثر بالضربات الإسرائيلية، ولم نعد نكترث لها، لقد تألمنا كثيراً فيما مضى على أنفسنا وعلى الدماء التي سالت، ولم يعد يعنينا ما يجري بعد اليوم»

وتشكل الضربات الإسرائيلية مساحة للجدل الدائم بين الأطياف السورية، فيرى فيها بعض المعارضين فرصة للسخرية من السلطات السورية، التي بدّدت كل قوتها في قمع التظاهرات والاحتجاجات، وشتت جيشها وجعلته مرهوناٌ بالقرارات الروسية والإيرانية، فيما يعتبر الموالون ذلك خيانة عظمى، وخطاً أحمر لا يجب تجاوزه مهما كانت الاختلافات السياسية.

لكن المفارقة الكبرى كانت صباح اليوم، حين تحدّث أحد المحامين على صفحته الشخصية على فيسبوك عن ضربات إسرائيل، ليردّ عليه آخر بالتعليقات «شيلني من إسرائيل.. بتعرف انو الدولار اليوم بـ 630؟؟»

إعداد: رحاب عنجوري

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.