رغم الضربات الإسرائيلية المتتالية على مواقعه، يستمر #حزب_الله اللبناني بمحاولاته الهادفة لإخضاع محافظة #القنيطرة وجعلها تحت سيطرته الكاملة، وذلك عبر العديد من الأساليب، بدءاً من توظيف المال وشراء العقارات والأراضي، مروراً بالهيمنة على مفاصل القرارات داخل الدوائر الرسمية والأمنية، وصولاً لمحاولات ضم شباب ورجال ضمن تنظيمه في تلك المنطقة، تحت مسمى “حزب الله السوري”.

رفض الدروز دعم الحزب
محاولات حزب الله للتوسع في القنيطرة ليست بالجديدة، وتعود إلى بدايات العام 2014 حين أوفد الضابط في صفوف الحزب والذي قتل في أحد الغارات الإسرائيلية “سمير القنطار” في محاولة لإقناع أبناء الطائفة الدرزية لتشكيل ميليشيا طائفية تحارب إلى جانب الحزب ضد فصائل المعارضة، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل نتيجة اتخاذ معظم أبناء الطائفة الدرزية موقف “الحياد” من الحرب في سوريا، ولم يتحقق ذلك لا للقنطار ولا للنائب اللبناني “وئام وهاب” الذي أُرسل قبله في محاولة لإقناع القرى الدرزية بضم وتجنيد الشبان فيها للقتال. وبعد ذلك سعى القنطار إلى تجنيد عشرات الشباب من أبناء ريف دمشق لاستخدامهم في الحرب على جبهات القنيطرة.

المدنيون دروعاً بشرية
تفادياً للضربات الإسرائيلية، يتخذ الحزب من المناطق السكنية مواقعاً لتجمع عناصره وقياداتها في كلٍ من مدينة البعث وبلدة خان أرنبة، فضلاً عن بعض المراكز الصغيرة والمراصد السرية التي أقامها الحزب بغرض الرصد بالقرب من الحدود الإسرائيلية، إلا أن ذلك الانتشار محكوم دائماً بالقلق والخوف من استهداف إسرائيل التي لم تتوان حتى الأن من قصف مواقع للحزب وإيران حتى لو كانت ضمن لائحة المواقع المشتبه بها فقط.

هذا الأمر منع العشرات من أبناء المنطقة من الانضمام للحزب وغيره من المليشيات، خاصة أن إسرائيل قتلت شخصاً من آل “زيدان” قبل أشهر، كان بمثابة عراب حزب الله لتجنيد أبناء قرى القنيطرة.

تجنيد خجول في درعا والقنيطرة
وبعد انتهاء تواجد فصائل المعارضة في الجنوب السوري اقتصرت عمليات تجنيد حزب الله على عشرات الشبان من أبناء ريف درعا والقنيطرة، أكثرهم كان من عناصر ما يسمى بـ “المصالحات” ممن تمت تسوية أوضاعهم، إلا أن تلك العناصر الجديدة ارتضت الدخول ضمن تلك المليشيا منعاً من استهدافها من قبل أجهزة الأمن السورية وأيضاً بدافعٍ من أسباب اقتصادية، حيث يمنح التنظيم رواتب شهرية لا تتجاوز 60 ألف ليرة في أكثر تقدير.

“جيش الجنوب” المتعثر
بداية أيلول/ سبتمبر الجاري، سرت أنباء عن عقد اجتماعات ضمت قيادات سابقة من فصائل المعارضة ممن غادروا درعا والقنيطرة إلى الأردن، بعد سيطرة قوات الجيش السوري النظامية والمليشيات الموالية لها على الجنوب السوري.

كان هدف تلك الاجتماعات دراسة إعادة تشكيل كيان عسكري جديد تحت مسمى “جيش الجنوب” تكون مهمته محاربة التواجد الإيراني في الجنوب السوري بدعم من غرفة (الموك)، إلا أن الأمر لم يتعدى الدراسة بعد، حيث يتم إجراء مشاورات واجتماعات قد تترجم على أرض الواقع خلال الفترة المقبلة، لكن يعتقد أن أكثر المعوقات أمام التشكيل الجديد هو عدم قدرة الدول الراعية لغرفة (الموك) سابقاً على اتخاذ قرارٍ بهذا الشأن دون موافقة أميركا، التي يعتقد أنها تفضل التفاهم مع روسيا حول مستقبل المنطقة الجنوبية.

وكان قد تم تجميد العمل في غرفة (الموك) برغبة أميركية، نتيجة تغلغل بعض الفصائل الإسلامية داخل تشكيل الجبهة الجنوبية. وجاء فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية ليقضي على أمل إعادة إحياء تشكيل الجبهة الجنوبية، حيث كانت المعطيات تشير في ذلك الحين إلى أن مرشحة الرئاسة هيلاري كلنتون كانت ترغب بدعم وإعادة هيكلة الجبهة الجنوبية، لولا خسارتها في تلك الانتخابات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.