خاص- الحل العراق

وسط موجة غضب شديدة، يستعد آلاف من العراقيين للخروج بتظاهرة كبيرة يوم 25 من الشهر الجاري، للمطالبة بإسقاط الحكومة العراقية وإصلاح الأوضاع الخدمية والاقتصادية.

التظاهرات تتجدد بعد حملة قمع كبيرة شهدتها تظاهرات الأول من أكتوبر الحالي، تمثلت بمقتل وإصابة أكثر من 6 آلاف مواطنٍ، نتيجة استخدام العنف المفرط من قبل الأجهزة الأمنية العراقية.

الحكومة العراقية من جهتها، قامت بمجموعة إصلاحات اعتبرها أوساط واسعة من العراقيين، بأنها ترقعية ولا ترقى لحجم المشكلة التي يعاني منها الشعب، والتي تتمثل بانعدام فرص العمل والنقص الكبير في الخدمات، بالإضافة للفساد المستشري في منظومة الدولة.

استقالة الحكومة لا تكفي

المحلل السياسي أحمد الأنصاري، أكد أن المتظاهرين لن ترضيهم الإجراءات الترقيعية التي اتخذتها الحكومة، وسيكونون أكثر إصراراً رغم محاولة ركوب الموجة من قبل العديد من الأحزاب والشخصيات السياسية.

الأنصاري قال لمراسل “الحل العراق”: إن «محاولة الحكومة و #الفصائل_المسلحة قمع التظاهرات مرة أخرى يعني إدخال #العراق إلى نفق مظلم ومصير مجهول».

وأضاف أن «دخول شخصيات سياسية في التظاهرات لن يغير من مجراها، لأن الشعب بات يحمل درجة عالية من الوعي ولن تنطلي عليهم محاولات سرقة ثورتهم العفوية والشعبية».

25 من أكتوبر يحمل سيناريوهات متعددة

من جانب أخر بينت الإعلامية هناء رياض، أهم السيناريوهات التي ستحدث يوم 25 من أكتوبر الحالي، لافتةً أن «الشارع العراقي عاقد العزم على إسقاط الحكومة الحالية، بينما الأصوات البرلمانية والحزبية مازالت تبدو وكأنها تغرد خارج السرب تماماً».

وأوضحت رياض في حديثها لـ الحل العراق، أن «هناك من يطالب باستقالة #عادل_عبد_المهدي وكأنه الوحيد المسؤول عن كل هذا الخراب منذ 16عاماً، وهناك من يطالب بتعديل #الدستور، وكأن بتعديله مع بقاء الرئاسات سنصل لنقطة خلاص».

وأشارت إلى أن «البرلمانيين من لهم باعٌ طويل في #الفساد والفتنة، يطالبون رئاسة الوزراء بالانصياع لمطالب المتظاهرين، وكأنهم المنزهين عن كل مدنس».

وتابعت الرياض بالقول: «على جانبٍ آخر تبدو الصورة مشوشة في الشارع العراقي، فلا خطابات موحدة، ولا خطة مستقبلية، ولا مقترحات لحلول، فيما يبدو الكثير من أبناء الشعب تائهاً، بين مطالب خدمية وأخرى جذرية»، مبديةً خشيتها في الوصول إلى «نقطة الصفر ونتوقف عندها».

التيار الصدري سيشارك بالتظاهرات بقوة

إلى ذلك أكد النائب عن تحالف #سائرون #رامي_السكيني، أن #التيار_الصدري يساند مطالب الشعب في الخلاص من منظومة الفساد التي سيطرت على مفاصل الدولة بكاملها.

السكيني قال لمراسل “الحل العراق”: إن «جماهير التيار الصدري جزءً لا يتجزء من مظلومية الشعب العراقي، الذي عانى من الظلم والفساد وسوء الخدمات ولا يستطيع أي أحد أن يمنع هذه التظاهرة المليونية، من الخروج والمطالبة بإصلاح الأوضاع الحالية».

لافتاً إلى أن «زعيم التيار الصدري #مقتدى_الصدر، سيبقى مسانداً للتظاهرات ولمطالبها، وتحالف سائرون سيتبنى تلك المطالب في #مجلس_النواب، ولن نرضى بالحلول الترقيعية التي أعلنت عنها الحكومة».

بغداد تعيش حالة من الهلع والترقب

في سياق متصل، تعيش العاصمة العراقية حالة من الهلع والترقب، لانتظار ما سيحدث يوم 25 من أكتوبر الحالي، حيث بدأت العديد من العوائل بالمغادرة صوب #إقليم_كردستان، فيما تشهد الأسواق المحلية زخماً كبيراً لشراء المواد الغذائية والوقود تحسباً للحالات الطارئة، كفرض حظر التجوال أو قطع الطرق من قبل الأجهزة الأمنية.

مصادر أمنية كشفت لـ الحل العراق، أن «الحكومة العراقية اتخذت سلسلة إجراءات أمنية مشددة، بينها حالة الإنذار (ج)، ومنعت الإجازات والنزول لجميع أفراد وعناصر الأجهزة الأمنية».

وأضافت أن «الحكومة ستنتظر حجم التظاهرات، وفي حال كانت أعدادها كبيرة فستقوم بقطع #الانترنت وفرض حظر التجوال، بينما تستعد الفصائل المسلحة للنزول للشارع ومنع المتظاهرين من الوصول للمنطقة الخضراء، بعد ما أعلنوا عن عزمهم للعبور باتجاه المنطقة المحصنة والتي تضم مقر الحكومة العراقية و #البرلمان».

واتخذت الحكومة العراقية سلسلة إجراءات، من بينها إعلانها العزم عن توزيع الآلاف من قطع الأراضي على شريحة الفقراء، وتخصيص رواتب للعاطلين عن العمل وإعفاء العديد من قادة الأجهزة الأمنية التي اتهموا بأنهم قاموا بقمع التظاهرات، ومع ذلك فإن تلك الإجراءات، لم ترضِ اللجان التنسيقية التي أعلنت عن عزمها على الخروج يوم 25 من الشهر الحالي لإنقاذ العراق من الأوضاع الحالية.

تقرير- علي الحياني – بغداد

تحرير- سيرالدين يوسف

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.