“جميلات روجآفا”.. من الواقع الافتراضي إلى بثّ الأمل والتكافل الاجتماعي

“جميلات روجآفا”.. من الواقع الافتراضي إلى بثّ الأمل والتكافل الاجتماعي

نظمت مجموعة نسائية نشطة تضم عشرات الآلاف من النساء، عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، 3حملات تبرع لمساعدات النازحين من مناطق رأس العين-( سري كانيه)، وتل أبيض- (كري سبي)، فيما يؤكد القائمون على المجموعة أنهم بصدد تنظيم حملة رابعة يوم غد الخميس.

المجموعة التي تحمل اسم “جميلات روجآفا” على موقع الفيس بوك، وتضم 50 ألف امرأة كانت قد تأسست قبل نحو سنتين ونصف من قبل نساء من #القامشلي من بينهن هيلين عثمان، التي تتولى إدارة المجموعة كـ “أدمن” ومنسقة على الأرض للمبادرات والنشاطات التي تنفذها المجموعة الافتراضية.

وقالت هيلين عثمان لموقع الحل نت إن “غروب جميلات روجآفا” نفذ حتى الآن 3 حملات مساعدة للنازحين من مناطق رأس العين-(سري كانيه) و تل أبيض-( كري سبي)، منها توزيع 260 معطف(جاكيت) شتوي للأطفال النازحين، كما وتوزيع 300 سلة غذائية، إضافة إلى إرسال 3 شاحنات محملة بالأمتعة والمستلزمات إلى مراكز الإيواء في #الحسكة.

وتؤكد الناشطة أن المجموعة قدمت المساعدات للعديد من العائلات في مدينة #عامودا والقامشلي بشكل عيني، كتقديم مبالغ مالية، بالإضافة إلى أدوات منزلية وأدوات مطبخ، بحسب ما تتوفر الامكانيات لمساعدة الحالات الطارئة يتم إخبارهم بها عن طريق بعض الأصدقاء وأعضاء الغروب.

وتقول عثمان أن آلية العمل والنشاط في المجموعة “بسيطة”, حيث يتم طرح فكرة حملة أو نشاط عبر منشور في المجموعة للنقاش وطرح تساؤل حول ما يمكن تقديمه من مساعدة من قبل الأعضاء، وهو ما تم اتبعناه أثناء الحملات الأخيرة، بحيث تتبرع كل عضو وفق امكانياتها إلى أن نصل إلى مبلغ أو كميات من المواد التي تمكننا من تقديم مساعدة “نراها جيدة”.

وأوضحت عثمان أن حملة التبرع بالسلات الغذائية جرى تنظيمها بشكل مشابه، حيث تبرعت بعض الأعضاء بكميات من المواد الغذائية، وأخريات تبرعن بمبالغ إلى أن تم تجهيز 200 سلة غذائية.

وتضيف الناشطة أن حملتهن الرابعة ستكون مخصصة للنازحين في مخيم “توينة”، الذي افتتح حديثاً لاستقبال النازحين على الطريق بين مدينة الحسكة وبلدة تل تمر، بحيث تشمل الحملة توزيع1100 قبعة(طاقية) شتوية و1100 جورب للأطفال النازحين، بحيث يتم تغطية جميع أطفال المخيم البالغين عددهم 1030 طفلا”، إضافة إلى تقديم 1100سروال شتوي للنازحات.

وتقول عثمان إن “جميلات روجآفا” لم تلفت نظر وسائل الإعلام إلا بعد تنظيمها لمسابقة خاصة بالمجموعة لاختيار ملكة جمال أثناء الاحتفال بذكرى تأسيس المجموعة العام الماضي، ما أساء نوعاً ما إلى عمل المجموعة وساهم في تقديم صورة سطحية عن عملها ونشاطاتها، رغم إن الغروب كان قد نظم حملات تبرع لمرضى السرطان، وأخرى لمرضى الشلل وغيرها لمساعدة الفقراء خلال الأعياد وخلال شهر رمضان قبل ذلك.

وترفض عثمان التوصيف الذي استخدمته بعض وسائل الإعلام مؤخراً، من أن “جميلات روجآفا” هن كرديات فقط، مؤكدة أنها تضم عضوات من مكونات أخرى، لافتة إلى أن العربيات منهن من أنشطهن في تقدم المساعدة والتبرع، خاصة في الحملة الأخيرة، كما إن المساعدات توزع بدون تمييز على المحتاجين أياً كان انتماؤهم أو دينهم.

وتوضح أن الاعضاء في المجموعة لا يقتصر تواجدهن داخل سوريا، بل هناك عضوات في أوربا وأمريكا ومن أفريقيا، بالإضافة إلى وجود بعض العضوات من جنسيات أخرى أصبحن صديقات ويتفاعلن ويساهمن بشكل جاد كما حالة الجزائريات.

وتعتبر “جميلات روجآفا” من المجموعات الافتراضية القليلة التي تنشط على أرض الواقع في مناطق الإدارة الذاتية، ذلك أن مجموعة الطلبة الكرد في جامعة حلب ايضا تعتبر من المجموعات التي نشطت سابقاً في مجال تقديم التبرعات، وتنظيم نشاطات جادة، كما يصل عدد أعضاءها إلى الآلاف.

لكن “جميلات روجآفا” تعتبر المجموعة النسائية الأولى في مناطق الإدارة الذاتية، من حيث تميز نشاطاتها وقدرتها على ترجمة وجودها الافتراضي إلى نتاج عملي يحظى بقبول اجتماعي وفق ما تتلقاه من ردود في المجتمع والواقع الافتراضي، ويقدم أوجه إيجابية لما توفره وسائل التواصل الاجتماعي من امكانيات لتقديم المساعدة للمحتاجين وبالتالي تعزيز التكاتف الاجتماعي في المنطقة وبين مختلف المكونات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.