تسع سنواتٍ مرت ولم تزل سوريا ترزح تحت نيران الحرب المستعرة بالبلاد، ودون أن يلوح أي أمل بحل سياسي يخلّص السوريين من ويلات الموت والنزوح واللجوء في دول الجوار ودول العالم.

حربٌ قد تنسينا ويلاتها ،أحياناً، الحديث عن بداياتها النبيلة، حين انطلقت الانتفاضة السورية في آذار 2011 بمطالب مشروعة، تهتف بالكرامة والعيش الكريم، ضد الحكم وإجراءاته التعسفية وقوانينه القمعية.

انتفاضة حمل لواءها آلاف المتظاهرين السلميين والمعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب في السجون والمعتقلات لكن، أمام الاستخدام المفرط للعنف من قبل السلطات، تحوّلت إلى حرب طاحنة راح ضحيتها قرابة  384 قتيل وضحية، ومئات الآلاف من الإصابات وما يقارب 7 ملايين مشرد ونازح ولاجئ، دون أن تنجح في إنهاء حكم الرئيس “بشار الأسد” أو تغيير نهج سلطة الأجهزة الأمنية المتحكمة بمفاصل القرار الأمني والإداري في البلاد.

وما يزيد الوضع في #سوريا تعقيداً هو أن البلاد تحولت لمسرح صراع بين الدول، منها #إيران التي عملت مذ نهاية 2012 على تشكيل واستقدام ميليشيات تحارب لتأمين مصالحها ودعم سلطات دمشق.

وتمكنت طهران متمثلة بـ #الحرس_الثوري الإيراني من وضع العديد من القيادات الأمنية والعسكرية السورية تحت إمرتها، كالفرقة الرابعة والمخابرات الجوية وغيرها.

 في حين كان لدخول #روسيا إلى مشهد الأحداث في نهاية 2016، الدور الأكبر في إعادة ترجيح كفة الغلبة للسلطات في دمشق، فكانت معركة #حلب بمثابة المشهد الأول للتدخل الروسي العسكري المباشر، وبداية لمسيرة استعادة السلطات السورية السيطرة على مناطق كانت قد خسرت خلال الحرب.

ومنذ ذلك الحين باتت موسكو المنافس الأبرز لإيران للاستحواذ على مفاصل القرار السوري.     

وتنشط في سوريا اليوم 5 جيوش نظامية تتبع لقوى دولية، وتسعى لتحقيق أهدافها ومصالحها الخاصة. فبالإضافة للقوات التي تقودها إيران كـ #حزب_الله ومقاتلين عراقيين وإيرانيين وحتى أفغان، تتحكم القوات الروسية عبر طائراتها وعسكريها بنفوذ العديد من المناطق منها الساحل السوري وتحاول الانتشار في الجنوب السوري.

بينما تنتشر في شمال شرق سوريا قوات أميركية، بالإضافة لانتشار القوات التركية في شمال وشمال غرب سوريا وشنت نهاية العام الماضي حملة ضد مناطق شمال شرق سوريا بدافع القضاء على #الإدارة_الذاتية التي تعتبرها أنقرة عدوها الأول تحت ذرائع قتال (المجموعات الكردية).

وما يزيد تعقيدات الوضع في سوريا، هو بقاء نشاط المجموعات الجهادية، كهيئة تحريرالشام، سليلة تنظيم القاعدة، بالإضافة لاستمرار نشاط خلايا تنظيم داعش باستهداف المدنيين والعسكريين، بالإضافة لوجود العديد من الجماعات الإسلامية المتشددة التي سبق أن وجدت بالفوضى المنتشرة في سوريا بيئة خصبة للتعبير والإعلان عن هويتها (الجهادية).

وأمام كل ذلك يبقى المجتمع الدولي عاجزاً أو غير راغباً بفرض أي حلول من شأنها الانتقال بالبلاد إلى مرحلة جديدة، تنهي عذابات الشعب السوري وتمكن من بناء مستقبل يرضي طموحاته.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة