خالد حبوباتي… صهر الشهبندر وعراب كازينو دمشق والهلال الأحمر

خالد حبوباتي… صهر الشهبندر وعراب كازينو دمشق والهلال الأحمر

“خالد حبوباتي” أحد رجال الأعمال المقربين من الفئة الحاكمة في سوريا، ومالك “نادي الشرق” الشهير في “دمشق”، الذي كان مقصداً للنخب السياسية والاقتصادية منذ تأسيسه مطلع الخمسينات من القرن الماضي، وأحد مالكي “كازينو دمشق”.


ولعب دوراً مهماً في دعم السلطات #السورية، وحصل على امتيازات كبيرة حيث تسلم رئاسة منظمة #الهلال_الأحمر السوري، وكان له نصيب من #اقتصاد الحرب.


حبوباتي سليل أسرة ثرية.. وصهر شهبندر تجار سوريا


ينحدر حبوباتي (مهندس معماري – 60 سنةً) من عائلة دمشقية ثرية، ارتبط اسمها بـ “نادي الشرق” أحد معالم العاصمة السورية، والذي كان مقصداً للنخب السياسية والاقتصادية والعسكرية، منذ تأسيسه على يد والده “توفيق حبوباتي” عام 1951، الأمر الذي أتاح للعائلة إقامة علاقات وطيدة مع تلك النخب منذ ذلك الحين.


ارتبط بعلاقة مصاهرة مع شهبندر تجار سوريا “راتب الشلاح” حيث تزوج ابنته، مما زاد من سطوع نجمه في عالم الأعمال.


ترأس نادي الوحدة الدمشقي أحد أكثر الأندية السورية جماهيرية بين عامي (2002- 2004)، وساهم بإدخال تجربة الاحتراف في لعبتي كرة السلة والقدم إلى البلاد.


من نادي الشرق إلى كازينو دمشق


تسلم “#خالد_حبوباتي” في عام ١٩٨٨ إدارة “نادي الشرق”، واستمر بإدارته حتى عام ٢٠٠٨، حيث قام ببيعه إلى رجل الأعمال السوري المقيم في الكويت “موفق القداح”، بمبلغ قدره مليار ليرة فقط أي ما يعادل ٢٠ مليون #دولار أمريكي آنذاك.


سُلط الضوء على “خالد حبوباتي” من جديد في ٢٠١٠، وذلك بعد انطلاق كازينو بالقرب من مطار دمشق الدولي من خلال شركة نادي المحيط (التي أسسها مع الفنان التشكيلي ياسر حمود المقرب من السلطات السورية).


واعتبر ذلك الأمر نتيجةً للانفتاح الاقتصادي، الذي بدأ مع إعلان حزب البعث الحاكم، الانتقال من #الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق الاجتماعي.


وقد أثار افتتاح الكازينو ردود فعل مستهجنة من قبل رجال الدين بدمشق ومجلس الشعب، على الرغم من نفي رئيس الحكومة آنذاك “محمد ناجي عطري” صدور ترخيص بهذا الأمر.


إلا أنه تم إغلاق الكازينو بعد زيارة وفد برئاسة الشيخ “محمد سعيد رمضان البوطي” للرئيس “بشار الأسد”، وذلك بالتزامن مع بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا في آذار ٢٠١١.


وكان والد “خالد حبوباتي” يمتلك 3 كازينوهات، هي كازينو بلودان، وكازينو فندق المطار، وكازينو الشرق، وتم إغلاقها عام 1977 من قبل رئيس الوزراء آنذاك “عبد الرحمن خليفاوي”، بعد شكاوى من رجال الدين، وحالات إفلاس كثيرة لرجال أعمال.


استثمارات في مجال السيارات والسياحة والاستيراد والتصدير


يعتبر حبوباتي شريكاً، ومؤسساً في العديد من الشركات في معظم القطاعات الاقتصادية، وبخاصة قطاع السيارات، والسياحة.


ومن تلك الشركات  “الرخاء للتجارة”، حيث يعتبر شريكاً مع كل من راتب وعمر الشلاح، وتختص الشركة باستيراد وتوزيع وتوريد وبيع السيارات، وقطع غيارها، وصيانة السيارات، وتقديم خدمات ما بعد البيع، وهذه الشركة هي وكيلة لسيارات نيسان ولادا.


كما أن حبوباتي شريك ومؤسس لكل من “شركة ميرا للخدمات” المتخصصة بإقامة المشاريع التجارية، والخدمية، وتقديم خدمات الإطعام الخارجي، وإقامة الحفلات والمناسبات الخارجية، والمعارض، والمؤتمرات، والاستيراد والتصدير.


و”شركة ميرا للاستثمار السياحي” المتخصصة بإقامة وتشغيل واستثمار المشاريع السياحية والخدمية، من مطاعم وفنادق، وتجهيزها وفق القوانين والأنظمة النافذة لدى #السياحة، وتقديم خدمات الإطعام الخارجي، وإقامة الحفلات والمناسبات الخارجية، والمعارض والمؤتمرات، وتمويل الطائرات والبواخر الخاصة والتجارية، وإقامة مستودعات التخزين، والحصول على حقوق الامتياز للمطاعم العالمية وتسويقها، بالإضافة إلى شركة لينا للاستثمارات.


حبوباتي.. داعم للسلطات السورية ومقرب جداً منها


يعتبر حبوباتي مقرباً من الحلقة الضيقة الحاكمة، من خلال الامتيازات التي حصل عليها في السنوات الأخيرة، فضلاً عن علاقاته بالنخبة السياسية والاقتصادية.


وكان حبوباتي مقرباً لـ “باسل الأسد” شقيق “بشار الأسد”، كما كان مرشحاً لرئاسة غرفة تجارة دمشق خلفاً لـ “راتب الشلاح” عام 2008، إلا أنه فضل عدم الترشح لتبقى علاقاته جيدة مع مجتمع الأعمال والحكومة، بحسب وثيقة مؤرخة في كانون الأول عام 2008 بعنوان “غرفة تجارة دمشق: التغيير الذي نحتاجه؟، والتي نشرت على موقع ويكيليكس.


وتشير تقارير إلى أن حبوباتي لعب خلال سنوات الحرب، دوراً مهماً في إقناع رجال الأعمال بالوقوف إلى جانب السلطات السورية، كما حاول تسوية أوضاع العديد من الذين عارضوها، أو وقفوا على الحياد، وإقناعهم بالعودة إلى #دمشق.


وفي 27 كانون الأول عام 2016، أصدر رئيس الحكومة “عماد خميس” قراراً بتعيين خالد حبوباتي رئيساً للهلال الأحمر السوري، خلفاً لرجل الأعمال “عبد الرحمن العطار” الذي ترأس المنظمة منذ عام 1981.


وتعرضت منظمة الهلال الأحمر للانتقاد من قبل البعض باعتبار أن السلطات أصبحت تتحكم بسير عملها، مشيرين إلى أن #المنظمة شهدت في السنوات الأخيرة حملة إقصاء، وإزاحة لعدد كبير من المتطوعين، والموظفين وحتى بعض كبار الإداريين في المنظمة وفقاً لرغباتها.


كما اتهمت المنظمة بأنها غير ملتزمة في عملها بمبادئها السبعة، وهي الإنسانية، عدم التحيز، الحياد، الاستقلال، الخدمة التطوعية، الوحدة، والعالمية.


وتأتي أهمية “الهلال الأحمر” باعتباره أحد مصادر المساعدات الإنسانية، التي يحصل على جزء كبير منها من منظمات التابعة للأمم المتحدة.


وكانت مجلة Foreign affairs أشارت في عام 2018 إلى أن السلطات السورية حصلت على مساعدات أممية قدرت بنحو 30 مليار دولار.


كما أشار تقرير لـ “المركز السوري لبحوث السياسات” إلى أنه في عام 2017، كانت النفقات الإنسانية الإجمالية للمجتمع الدولي في سوريا، بما في ذلك مصادر التمويل التابعة للأمم المتحدة وغير التابعة للأمم المتحدة، تعادل نحو 35 % من الناتج المحلي الإجمالي للبلد.


هل استفاد حبوباتي من اقتصاد الحرب؟


على الرغم من عمله برئاسة الهلال الأحمر، إلا أن أحد الدراسات أصدرها برنامج “مسارات الشرق الأوسط”، الذي يشرف عليه مركز “روبرت شومان” للدراسات العليا التابع لمعهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا مطلع العام الحالي أشارت إلى أن حبوباتي حصل منذ أواخر العام ٢٠١٦، على عقد ترسيم معبر خربة غزالة في “درعا”، في العام ٢٠١٧، كمكافأة له لدعمه الحكومة، وتعويضاً عن الخسائر التي طالته منذ ٢٠١١.


ويعتبر “الترسيم” أحد أنشطة اقتصاد الحرب، الذي شمل أنشطة أخرى كـ “التعفيش”، و”الترفيق” وغيرها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.