في غياب التحالف الدولي: العراق يواجه الارهاب مجدداً و”داعش” يعود إلى أطراف “كردستان”

في غياب التحالف الدولي: العراق يواجه الارهاب مجدداً و”داعش” يعود إلى أطراف “كردستان”

في كانون الاول من عام 2017، أعلن “حيدر العبادي”، رئيس الوزراء العراقي السابق، تحرير الأراضي العراقية بالكامل من سيطرة تنظيم #داعش، إلا أن ذلك لم يتحقق بشكل كامل على أرض الواقع، بقت جيوب التنظيم وخلاياه النائمة مسيطرة على بعض المناطق، وتنفذ هجماتها بين فترة وأخرى، مستهدفة المدنيين والنقاط الأمنية للقوات العراقية.

ظلت تحركات التنظيم بعد ذلك، كما في بدايات ظهوره، مقتصرة على مناطق معينة وأهداف محددة، حتى تفشي وباء #كورونا في البلاد، وتخلي القائد العام للقوات المسلحة طوعياً عن رئاسة الحكومة، بعد إعلانه استقالته في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، كل هذه الأسباب ساهمت بعودة “داعش” إلى الواجهة مجدداً.

 

الأراضي المتنازع عليها بوابة العودة

إستعاد تنظيم “داعش” هذه المرة نشاطه في المناطق التي تشهد صراعاً سياسياً بين #إقليم_كردستان والحكومة المركزية في #بغداد، بعد استهداف ناحية “كولجو” الواقعة بين محافظتي “السليمانية” و”ديالى”. ليخرج “شورش إسماعيل”، وزير #البيشمركة في إقليم “كردستان”، عن صمته، عبر مؤتمر صحفي، قال فيه إن «تنظيم “داعش” أعاد ترتيب صفوفه في تلك المناطق، وبدأ بفرض الإتاوات، وأعاد تشكيل محاكمه، إضافة لحصوله على دعم من جهات تمكّنه من توفير مرتبات مقاتليه».

واضاف “إسماعيل” إن «ضعف التنسيق بين “البيشمركة” والقوات العراقية، أدى لخلق فرصة ذهبية للتنظيم، لاستعاده نفوذه».

وتابع أن «الأمر بحاجة إلى تشكيل لجنة تنسيقية مشتركة بين قوات “البيشمركة” والقوات المسلحة العراقية، لإنهاء الفراغ في تلك المناطق».

إلى ذلك حذّر اللواء “قارمان كمال”، نائب رئيس أركان قوات “البيشمركة”، من «كارثة أمنية قد تحصل في المناطق المتنازع عليها، بسبب ازدياد نشاط “داعش” بالآونة الاخيرة».

ويؤكد “كمال”، خلال حديث لموقع «الحل نت»، أن «خطر “داعش”، في المناطق المتنازع عليها بمحافظتي “ديالي” و”كركوك”، يتزايد بشكل كبير». لافتاً أن «قوات “البيشمركة” تنتظر تحركاً حاسماً من قبل القوات المشتركة العراقية، قبل تدهور الوضع بشكل كبير».

 

عمليات الذئاب المنفردة

يفرض “داعش” نفسه في المناطق التي يسيطر عليها، عبر عمليات “الذئاب المنفردة”، بحسب حديث مصدر أمني في وزارة الداخلية العراقية لموقع «الحل نت». ويؤكد المصدر أن «أغلب عناصر التنظيم عاودوا نشاطهم في محافظة #كركوك، بعد تهريبهم من سجون أربيل بإقليم “كردستان”».

ويشير إلى أن «عدداً كبيراً من عناصر التنظيم، الذين تم تهريبهم من السجون أو أُطلق سراحهم، أعادوا تنظيم أنفسهم في منطقة “الزاب” وناحية “الحويجة” والقرى المحاذية لها، مثل “سن الذبان” و”البطمة” و”قرية الرسولية”».

ويضيف أن «”داعش” يشنّ بشكل متواصل عمليات على النقاط الأمنية المتواجدة في هذه المناطق، تنفذها مجاميع صغيرة لا يتجاوز عددها خمسة أفراد».

ويبّن المصدر أن «هناك مناطق باتت تحت سيطرة التنظيم بشكل كامل، فضلاَ عن سيطرته على بعض الطرق الرئيسة في ساعات الليل، لتتم استعادتها من القوات العراقية في ساعات النهار».

من جهته كشف “إدريس حاج عادل”، عضو #الاتحاد_الوطني_الكردستاني، عن أماكن تواجد التنظيم في بعض المناطق التي تشهد انفلاتاً أمنياً.

وقال “عادل” لـ«الحل نت» إن «داعش يتواجد في جنوب “كركوك” بشكل ملفت، ويتخذ من مناطق وقرى “الرشاد” و”الحويجة” وناحية “الرياض” مقرات له».

وأضاف أن «التنظيم يتواصل  مع عناصره عبر الطرق الوعرة، امتداداً من “وادي الشاي” وصولاً الى قضاء “داقوق”  جنوب محافظة “كركوك”».

وبيّن أن «هذه المناطق لم تشهد استقراراً أمنياً منذ سنوات طويلة، فالتنظيم يتحرك فيها كيفما يشاء، وبكل سهولة».

وأشار عضو “الاتحاد الوطني الكردستاني” إلى أن «هذه المناطق معرّضة للسقوط مجدداً بيد تنظيم  “داعش”». لافتاً إلى «وجود مخطط ينفذه مئات من عناصر التنظيم، لمهاجمة محافظة “كركوك”، خلال الايام القادمة».

 

غياب التحالف الدولي أزّم الموقف

“أثيل النجيفي”، القيادي في “جبهة الإنقاذ والتنمية”، يرى أن غياب قوات #التحالف_الدولي عن المشهد الأمني ساعد بشكل كبير في عودة تنظيم “داعش” إلى بعض المناطق العراقية في الآونة الأخيرة.

ويقول “النجيفي”، في حديث خاص لـ«لحل نت»، إن «عودة التنظيم لها أبعاد سياسية أكثر منها أمنية أو عسكرية، ولتحقيق أهداف خارجية تصبّ في مصلحة #إيران»، حسب تعبيره.

ويقول إن «الجميع يعرف أن القضاء على “داعش” كان بالتعاون مع التحالف الدولي، عبر تقديمه معلومات استخباراتية دقيقة عن عناصر التنظيم، إضافة للغطاء الجوي الذي وفّره. نفتقد حالياً لهذا الدعم، بعد القطيعة التي حصلت مؤخراً مع التحالف، ومطالبته بالخروج من الأراضي العراقية».

وأشار أن «الحكومة العراقية قررت السير بالتوافق مع سياسة المحور الإيراني، عندما أرادت إخراج قوات التحالف الدولي من العراق».

واردف “النجيفي”: «إلى جانب الأسباب المذكورة أعلاه فإن هناك سبباً مهماً لا بد من الحديث عنه، وهو أن الحكومة العراقية قضت على “داعش” عسكرياً، لكنها لم تعالج الأسباب الأولية التي أسهمت بظهور التنظيم في عام 2014. ولم تعط للمجتمعات السنية الحق بحماية نفسها بنفسها، فظلت تشعر بالخطر من تواجد المجاميع المسلحة الشيعية في مناطقها»، حسب تعبيره.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.