تكررت في الآونة الأخيرة حالات هرب عناصر تنظيم #داعش، المعتقلين في سجون #قوات_سوريا_الديمقراطية (قسد) بمحافظة #الرقة، مستغلين حالة الانفلات الأمني، وانعدام الحراسة المشددة على السجون، نظراً لانتشار وباء #كورونا، وما لحقه من حظر تجول، وتخفيض عدد الحراس، للوقاية من إصابتهم بالفيروس.

وتضاعفت حالات الهرب، عقب اشتداد وتيرة القصف التركي على القرى المجاورة للسجون، وتقليل “قوات سوريا الديمقراطية” عدد العناصر المكلفة بالحراسة، ونقلهم إلى جبهات #تل_أبيض، لمجابهة الحملة التركية، ومنع تقدم الفصائل السورية الموالية لها إلى المدينة.

 

استماتة تنظيم “داعش” لتهريب عناصره

“أحمد السلطان”، ناشط من مدينة #الطبقة، قال لموقع «الحل نت» إن «انتشار وباء “كورونا”، وانشغال عناصر “قسد” بمعركتهم ضد الفصائل المسلحة بـ”تل أبيض”، شكّل فرصة ثمينة للتنظيم، استغلها لتهريب بعض من عناصره وقادتهم المحتجزين بسجون المدينة، خاصة وأن المعتقلين لديهم خبرة كبيرة بكيفية التعامل مع حالة الفوضى، وإحداث الشغب بداخل المعتقلات».

ويضيف “السلطان” أن «هجمات “داعش” الأخيرة استهدفت سجن “عايد” بمدينة “الطبقة”، الأسبوع الماضي، بعد التنسيق مع السجناء. فهاجم مقاتلو التنظيم حرّاس السجن، وأحدثوا ثغرة، تمكّنت عبرها  مجموعة من المعتقلين من الفرار، بعد قتلهم عنصراً من “قسد”»، وفقاً لقوله.

منوهاً إلى أن «”داعش” عملت على استهداف عدة نقاط أمنية لـ”قسد” في الوقت ذاته، في مناطق متفرقة من المدينة، بهدف تشتيت الانتباه عن السجن. إذ استهدف مقاتلو التنظيم حاجزاً لـ”الأسايش” عند دوار “العجراوي”، وقتلوا اثنين من عناصره، كما فجروا عدة عبوات ناسفة في شوراع المدينة الفرعية أيضاً، وتزامن ذلك مع استنفار أمني لعناصر “قسد”، وتحليق لطيران #التحالف_الدولي المروحي بسماء المدينة، بحثاً عن مقاتلي “داعش”، والفارين من السجن».

وتبنى تنظيم “داعش”، عبر معرفاته على مواقع التواصل الاجتماعي، مسؤوليته عن الهجوم على حاجز “العجراوي”، وعملية استهداف السجن خلال الأسبوع الماضي، دون التطرّق لتفاصيل فرار المعتقلين.

وفي ذات السياق أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن مجموعة من سجناء التنظيم حاولوا الهرب، أواخر شهر نيسان/أبريل الفائت، من سجنهم بداخل مدينة الرقة، لكن قوات “قسد” تمكنت من التصدي لهم، واستعادت الهدوء في السجن، بدعم من طيران التحالف الدولي.

ونقل المرصد الحقوقي، عن مصادر له لم يسمها، بأن قوات مكافحة الإرهاب التابعة لـ”قسد”، انتشرت حول السجن، الواقع بالقرب من الملعب البلدي بوسط المدينة، وعلى سطحه، بعد محاولة هروب السجناء، مستعينة بالغطاء الجوي الذي يوفره طيران التحالف، فتم حصر جميع المحتجزين، بعدما تعاملت “قسد” «بشكل سلمي» مع الواقعة، حسب تقرير المرصد.

 

محاولات هروب متكررة

لم تقتصر محاولات الهروب على عناصر التنظيم المحتجزين في سجون الرقة فحسب، بل وشهد سجن “الصناعة” بحي “غويران” في #الحسكة، أواخر آذار/مارس الماضي، محاولة هرب عدد من معتقلي التنظيم.

وأعلن القائد العام لـ”قسد” حينها سيطرة قواته على السجن، وإنهاء تمرد السجناء، نافيأ فرار أي منهم.

وأفادت مصادر محلية من داخل حي “غويران” لموقع «الحل نت» بأن «قوات أمن السجن لم تتمكن من السيطرة على الاستعصاء سلمياً، ووقعت عدة اشتباكات بالأيدي والعُصي مع عناصر التنظيم المعتقلين، إلى أن تمّ فضّ الاستعصاء بدعم من قوات التحالف».

ونظمت قوات التحالف الدولي، خلال الشهر الماضي، تدريبات مكثفة لعناصر حماية السجون في “قسد”، بهدف تطوير قدرات التعامل مع حالات العصيان، والهجمات التي تتعرض لها السجون من خلايا تنظيم المنتشرة في المحافظة والمناطق الأخرى، بحسب “نورس العبود”، وهو مقاتل في “قسد”.

ويضيف “العبود”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «عناصر “قسد” بالتعاون مع قوات من التحالف الدولي، تصدوا لعدة هجمات استهدفت السجون، التي تضم معتقلي “داعش” في محافظة الرقة، خلال شهر رمضان الفائت. كما نفذت “قسد” عدة عمليات نوعية ضد خلايا التنظيم، كان أبرزها اعتقال خلية مؤلفة من خمسة أشخاص في بلدة “عثمان” بريف الرقة، واعتقال عنصرين من داعش، بعد إنزال جوي للتحالف على بلدة “الجرنية” بالريف الغربي، خلال الشهرين الماضيين».

وأشار “العبود” إلى «اعتقال اثنين وثلاثين شخصاً، خلال الأسبوع الماضي، من القرى والبلدات المجاورة لسجن “عايد”، للاشتباه بمساعدتهم لخلايا التنظيم على استهداف السجن».

 

“قسد” تفرج عن معتقلي “داعش” والأهالي متخوّفون

في الوقت الذي تواصل فيه “قسد” حملات اعتقال بعض الأشخاص، بتهمة الانتماء لتنظيم “داعش”، تقوم في الوقت ذاته بالإفراج عن عناصر للتنظيم من سجونها.

يقول “حسن العبد الكريم”، من وجهاء بلدة “المنصورة”، لموقع «الحل نت» إن «”قسد” تفرج عن عناصر لـ”داعش”، ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، ولم تسجّل بحقهم جرائم قتل أو تعذيب، وذلك بعد قضائهم مدة الأحكام التي صدرت بحقهم، والتي تراوحت بين العام والعامين، وبواساطات شيوخ ووجهاء عشائرهم ومناطقهم، وأغلب المفرج عنهم كانوا يعملون في البلديات والمراكز المدنية التابعة للتنظيم»، على حد وصفه.

من جهته قال “محمد الرجب”، من سكان مدينة الرقة، لموقع «الحل نت» إن «الإفراج عن عناصر “داعش” جريمة بحق الأهالي، ونحن نتخوف من أن يعودوا لارتكاب الجرائم من جديد، فغالبيتهم استخدموا السلطة والمنصب ضد الأهالي أثناء فترة سيطرة التنظيم، ولن يعفوا الأهالي عمّن سلبهم أموالهم، وتسبب بتشريدهم، وفرض الإتاوات عليهم»، حسب تعبيره.

ويرى “الرجب” أن «لـ”قسد” غايات عملية من الإفراج عن معتقلي التنظيم، أبرزها تحقيق مطالب وجهاء وشيوخ عشائر المنطقة بالإفراج عن أقاربهم، لضمان ولائهم، والاستفادة من نفوذهم في المنطقة؛ والتخفيف من التكاليف المالية لاحتجاز عناصر التنظيم؛ وتوفير أماكن جديدة للمعتقلين الجدد».

وكان مسؤولون من المناطق الخاضعة لـ”الإدارة الذاتية” قالوا إن «احتجاز مئات من عناصر التنظيم وأسرهم يمثل عبئاً، لا يمكن للإدارة تحمله وحدها». وطالبوا الدول التي ينتمي إليها المقاتلون الأجانب باستلامهم، وهي قضية أثارت جدلاً في كثير من البلدان الأوربية، التي أشارت حكوماتها إلى اعتبارات أمنية تُعقّد اتخاذ هكذا قرار.

وتحتفظ “قوات سوريا الديمقراطية” بأعداد كبيرة من عوائل مقاتلي التنظيم، في مخيمات بمناطق #الإدارة_الذاتية، لاتوجد احصائيات دقيقة بأعدادهم، إلا أن هنالك معلومات تفيد بأن مجموع من تحتجزهم “قسد” قد يصل لحوالي عشرة آلاف مقاتل، واثنين وأربعين ألف امرأة وطفل، منهم أجانب وعرب وسوريون.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.