في ظلِّ الاضطرابات التي تهزُّ #سوريا، يُعدُّ #مطار_دمشق_الدولي ومنذ سبعينيات القرن الماضي، «وكراً» لعمليات التهريب الصغيرة والكبيرة لسلالة الأسد، إضافةً لنقل الأسلحة والعمليات المخابراتية واعتقال المعارضين وقمعهم، بات هذا المطار اليوم مركزاً للهلال الشيعي في المنطقة.

“DAM”، هو رمز الآياتا (اتحاد النقل الجوي الدولي) لمطار دمشق الدولي. وترمز هذه الأحرف الثلاثة، في بيئة طبيعية، إلى الحرية والانفتاح على العالم والإمكانيات التي لا نهاية لها.

لكن ليس في عهد «ديكتاتورية الأسد»، حيث ينبعث من هذا المطار رائحة الخوف والسجن. فبالنسبة للعديد من السوريين، مثل “أسامة نصار”، يمكن لمطار دمشق أن يفتح أبواب الجحيم في جزء من الثانية.

من #غازي_عنتاب، في #تركيا، حيث تم نفيه، يتذكر هذا الناشط من #داريا، إحدى ضواحي العاصمة #دمشق، برعبِ ذلك اليوم من العام 2006 عندما ظهر اسمه على قائمة المطلوبين في كوة الجوازات في مطار دمشق.

فهذه مقدمة للمراحل الثلاث التي تنتظره وتصيبه بالهلع: التوقيف، والاستجواب من قبل المخابرات، ومن ثم الاختفاء في أحد مراكز الاعتقال.

ومع ذلك، فإن مكان الرعب هذا ليس سوى مجموعة متواضعة من المباني التي لا ترتفع كثيراً عن مستوى الأرض، على بعد 25 كيلومتراً جنوب غربي دمشق.

ولا تزال أراضي مطار دمشق، التي دُمّرت جزئياً، بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية بين عامي 2017 و 2019، مستمرة في استقبال رحلات تجارية، أو على الأقل يتم تصنيفها على هذا النحو.

أحد عشر ممراً، وأربعة مدارج وثلاث قاعات للمسافرين، يعتبر قليل جداً بالنسبة لما يسمى بمطار “دولي”. فقط الواجهة الخارجية، المزيّنة بالمشربية والشناشيل وصور #بشار_الأسد، هي التي تحتفظ ببعض الأناقة.

اعتقال المعارضين السياسيين وتهريب الأسلحة وعمليات التجسس

ديكور المطار، هو فقط تمويهٌ عملي لإخفاء ما يحدث في المبنى الذي تسيطر عليه المخابرات الجوية، والمعروفة بقسوتها، من اعتقال المعارضين السياسيين، وتهريب الأسلحة، وتبييض الأموال، ونقل المقاتلين من المليشيات الإيرانية، وعمليات التجسس. فالمهم هو أن يقوم الأسد الأب، وابنه من بعده، بأعمالهم المافيوية والاستبدادية بعيداً عن الأنظار.

الهلع، والعزلة في غرفة صغيرة، والاتهامات التي لا رأس ولا ذيل، لم ينس أبداً “أسامة نصار” ما مرّ به منذ أربعة عشر عاماً. «لقد كنت مغترباً في #دبي كمدير لشركة ملابس لمدة ثلاث سنوات وكنت عائداً إلى سوريا لقضاء عطلتي»، يتذكر الناشط، البالغ من العمر 28 عاماً.

ويتابع قائلاً: «اُعتُقلت عندما وصلت إلى مطار دمشق. وقال لي عنصر مخابرات جواز سفرك مزور، فأنت ممنوع من السفر! إذا كنت تريد مغادرة البلد مرة أخرى، يجب عليك الذهاب إلى فرع الأمن للحصول على وثيقة تسمح لك بذلك». وقد انتهى به الأمر باعتقاله واحتجازه، ومن ثم حُلِق رأسه وإرساله إلى خدمة العلم.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن الاعتقالات في مطار دمشق  كانت موجودة دائماً، لكنها زادت بشكل كبير منذ #الثورة_السورية، التي اندلعت في العام 2011.

وما بين شهر آذار 2011 وشهر أيار من العام الحالي، وثقت هذه المنظمة غير الحكومية ما لا يقل عن 694 حالة اعتقال في هذا المطار. «تم الإفراج عن 76 شخصاً، لكن 618 آخرين لا يزالون سجناء أو تم تغييبهم في مراكز الاعتقال، بما في ذلك طفلان وأربعة نساء»، يقول “فاضل عبد الغني”، مسؤول الشبكة المذكورة.

وهو رقمٌ يبدو صغيرا مقارنة بـ 130 ألف شخص منسي في غياهب سجون الأسد، لكنها رمزية المكان الذي تم فيه الاعتقال. حتى أنه اقتحم الخيال الجمعي عبر المسلسلات التلفزيونية، مثل المسلسل الكوميدي “بقعة ضوء”، حيث تم تصوير لوحة منه عند مدخل المطار وداخل الطائرة، وتضم الحلقة ثلاثة أصدقاء قرروا الذهاب إلى أوربا طلباً للجوء، وينتهي بهم الأمر في أيدي رجال المخابرات.

في الواقع، يُقبض على مُعظمِ المطلوبين عند عودتهم إلى دمشق، وليس عند مغادرتهم، مثلما حصل مع “أسامة نصار”. حيث يوضح هذا الناشط بأنه «يجب على أولئك الذين يغادرون البلاد المرور أساساً عبر جميع الحواجز ونقاط التفتيش للوصول إلى المطار. وإذا ما تمكّن الشخص من عبور هذه الحواجز، فهذا يعني أن اسمه “ربما” ليس مدرجاً في قائمة المطلوبين للمخابرات».

ولكن ليس لأنك خرجت من هذا “الصندوق الأسود”، الذي يدعى مطار، على قيد الحياة،  أنك لن تختف، على بعد أمتار قليلة، دون سابق إنذار. فالشيوعي “عبد العزيز الخير”، العضو في المعارضة “الداخلية” التي تتغاضى عنها #الحكومة_السورية، كان قد غادر إلى الصين في العام 2012 للقاء وزير الخارجية.

وعند عودته إلى دمشق، استقل سيارة عند خروجه من المطار، ودخلت هذه السيارة الطريق السريع المغطى بشجر السرو المتجه إلى وسط المدينة. ولم يعاود هذا الناشط الظهور من جديد.

مطارٌ نصفه سجن ونصفه منفذ غير شرعي

آخرون نفذوا من هذا المطار من خلال سبل لا يمكن اختراقها. وكان يمكن لناشط “داريا” أن يختبرها بفضل صديق يعمل في المطار كمهندس تكييف هواء.

يقول “نصار”: «بينما كنت آمل العودة إلى دبي، عرض علي الصعود على متن الطائرة مباشرة، بدون تفتيش ولا وثيقة رسمية، ودون أن يراني أحد. لا تسألني كيف! لقد رفضت، لكن ذلك يمنحك فكرة عما يمثله مفهوم المخابرات الجوية في هذا المكان».

حتى العاملين في أسفل السلم يمكنهم منح الامتيازات، “الواسطة” العربية الشهيرة. ويتابع “نصار”: «قام عامل تنظيفات، من مدينتي، بتمرير بعض المواد بدون فحص أمني، كذلك الحال عندما يكون وزن الحقائب زيادة. بل إنه يجلس أحياناً في برج المراقبة مع ضباط رفيعي المستوى. وهو مكان استراتيجي بكل الأحوال».

في بعض الأحيان منفذ غير شرعي، وأحياناً سجن، يعكس مطار دمشق كذلك صراعات السلطات في المنطقة، وحتى خارجها. فعندما تولى “أبو زياد” – وهو اسم مفترض – منصبه في عام 1973 في مؤسسة الطيران العربية السورية، كان مبنى المطار، الذي بنته مجموعة من الشركات الفرنسية، يعمل منذ ثلاث سنوات.

ثم حلّ محل المطار العسكري في #المزة، في الجنوب الغربي من المدينة. وكانت الترتيبات الصغيرة التي تشهد على ولاءات الرئيس الجديد #حافظ_الأسد تعمل بكامل طاقتها.

«أراد الرئيس توسيع الأسطول الوطني الذي كان لديه خمس طائرات فقط»، يقول المدير السابق في مؤسسة الطيران السورية واللاجئ في “غازي عنتاب”.

ويتابع مستذكراً: «في عام 1975، اقترح عليه الشيخ زايد، مؤسس اتحاد #الإمارات العربية المتحدة، أن يهديه خمس طائرات جديدة. لكنه لم يرغب في إعطائه المال نقداً، لئلا يبدد حافظ المال في مكان آخر، لذا تركه يختار خمس طائرات بوينغ 727 و 747، قائلاً له أنه سيدفع ثمنها مباشرة بنفسه».

وصول طائرات (بوينغ) بشكلٍ سرّي

لكن مع الآخرين، اضطرت الحكومة السورية إلى دفع ثمن الطائرات. فـ “في عام 1994، أجبرت روسيا سوريا على شراء ثلاث طائرات (توبوليف تو 154)، بحسب المدير السابق في المؤسسة السورية للطيران.

وكانت هذه الطائرات هي الأولى التي اشتراها “حافظ الأسد” بنفسه. فحتى ذلك التاريخ، كانت «الإمارات هي من يدفع بعض هذه “الهدايا” أدت إلى عمليات تهريب لا تصدق»، يقول “أبو زياد”، الذي قضى 36 عاماً في الخدمة. ويضحك مرة أخرى عندما يفكر في عمليات التهريب التي شهدها.

يقول: «في أواخر التسعينيات، تبرعت #الكويت بثلاث طائرات بوينغ 727 لـ حافظ الأسد، لكن الشركة الأميركية المصنعة، لم توافق على إعطائه إياها. فأرسل حافظ الأسد فريقاً إلى الكويت لإعادة طلاء بدن طائرات البوينغ بألوان مؤسسة الطيران السورية، وطيارين لنقل هذه الطائرات. ووصلت بعد ذلك تلك الطائرات سراً إلى مطار دمشق».

هدايا أو مشتراة بالإكراه، يبق الأسطول سخيفاً مقارنةً بعدد الموظفين الذين يشغلونه: من 3500 إلى 4000 لعدد قليل من الطائرات، وفقاً لـ “أبو زياد”.

يدٌ عاملة غير متكافئة، ولكنها تسمح لنظام الطاعة العلوي بإرضاء أبناء طائفته، كما هو الحال في كل مؤسسة مملوكة للدولة. ويتابع “أبو زياد”: «في البداية، عندما كنا نسافر مع الطاقم إلى الخارج أثناء الرحلة، وفي حال احتاجت الطائرة إلى إصلاحات، كان يحصل الجميع على بدل سفر. لكن شيئاً فشيئاً، بات العلويون فقط من يحصلون على هذه المكافأة».

“طريق الرحلات” بات ساحة حرب

استمر نظام المحسوبية هذا عندما تولى #بشار_الأسد السلطة في العام 2000، بعد وفاة والده. وباتت #مؤسسة_الطيران_السورية تمتلك هذه المرة ست طائرات فقط.

تم إرسال طائرتين بوينغ إلى #الرياض لإصلاحهما، لكنها لن تعودا أبداً إلى المدرج في مطار دمشق، بعد أن مُنعت الشركات الدولية من بيع قطع الغيار إلى سوريا منذ العام 2011.

ويقول “أبو زياد”: «اليوم، لم يعد يرتاد المطار سوى طائرات إيرانية وطائرتان فقط من شركة #أجنحة_الشام الخاصة المرتبطة بـ #رامي_مخلوف، ابن خال بشار الأسد، والذي يسعى للتخلص منه اليوم.

كما ساهمت الثورة السورية في تحوّل جغرافية المكان. فقد بات الشريان الذي يربط مبنى المطار بوسط المدينة، والذي كان يُطلق عليه اسم “طريق الرحلات” قبل عام 2011 بسبب مطاعمه ومجمعات اللعب المبهرجة، ساحة قتال ضاري، من 2012 إلى 2014، بين جيش الأسد ومقاتلي الجيش السوري الحر. «في ذلك الوقت، لم يكن هناك أي نشاط في المطار، حيث عاد أولئك الذين أرادوا السفر من بيروت»، يقول الناشط “نصار”.

وكان الاستيلاء على هذا المكان الاستراتيجي، الذي يشرف على قاعدة عسكرية، هو حلم مستحيل بالنسبة للثوار منذ البداية. ويقول “وائل علوان”، عضو سابق في المكتب السياسي للجيش السوري الحر: «تحضّر النظام لكل الأخطار التي يمكن أن تهدد المكان، حتى لو كلفه ذلك ذبح قرية (جديدة الخاص)، الملتصقة بجناح المطار الشرقي، في بداية الثورة، لحمايته! لذلك، لم يكن هدفنا احتلال هذا الطريق، لأنه كان مكشوفاً وكانت الطائرات ستضرب نقاط التفتيش لدينا ليلاً ونهاراً. لذلك كانت الخطة تتمثل بقطع هذا المحور لعبوره، ونقل الطعام بين المواقع الثورية. لكننا لم ننجح، وفقدنا العديد من الشهداء والمواقع».

وبعد استعادة بشار الأسد السيطرة على المنطقة، استأنف المطار عمله. ويقول “نصار” مؤكداً: «لم يتم استخدامه كمطار مدني، وإنما لأغراض عسكرية ونقل الأسلحة والذخائر والمقاتلين القادمين من روسيا وإيران».

المقر الجديد للحرس الثوري الإيراني

لتنسيق هذه الخدمات اللوجستية الجديدة، شهدت البنية التحتية لمطار دمشق تطوراً في عام 2016، على الجانب الغربي لمدخله، حيث ارتفع مبنى محصن من خمسة طوابق ويتألف من 180 غرفة، أطلق عليه اسم “البيت الزجاجي”.

المبنى الجديد ليس من عمل الحكومة السورية – التي لا تزال تسيطر على المطار من خلال أجهزتها الأمنية – ولكن من عمل #الحرس_الثوري الإيراني، الذي جعل منه مقراً له لتنسيق عملياته في سوريا.

جدرانٌ مقاومة للانفجار، وعيادة خاصة فيها 20 سريراً لاستيعاب الضباط المصابين، وغرف للصلاة، وصناديق يمكن أن تحمل ملايين الدولارات نقداً، «إنه مركز لوجستي كبير فيه مستودع ومخزن أسلحة ومرافق توزيع، بالإضافة إلى قبو تحت الأرض»، يوضح الجنرال الإسرائيلي “مايك هيرتسوغ”، وهو خبير في #معهد_واشنطن للأبحاث الأميركية.

واختير الموقع لقربه من مهبط للطائرات، حاملاً اسمي رَمزَي الشيعة، النبي محمد وابن عمه علي. وتضيف الباحثة “كارميت فالينسي”، المتخصصة في الشؤون السورية في معهد دراسات الأمن القومي في #تل_أبيب، موضحةً: «إن الهدف الأساسي لهذا الموقع هو السماح للقادة العسكريين الإيرانيين بتلقي الأموال والمعدات، وربما الفرار بسرعة إذا لزم الأمر».

ويتم نقل الأسلحة والأموال والمقاتلين من إيران عبر الخطوط الجوية الفارسية “ماهان إير”. ويقول “دافيد خلفا”، الباحث في مركز الأبحاث الأمريكي لاتصالات السلام: «قبل وقتٍ طويل من اندلاع الثورة السورية في عام 2011، أطلق الرئيس السوري يد طهران حرة لتنقل الأسلحة ذات الأهمية الكمية والنوعية عبر مطار دمشق الدولي، لنقلها فيما بعد إلى حزب الله اللبناني على وجه الخصوص».

من المفترض تجديد مطار دمشق بأموالٍ روسيّة

استُهدِف المطار عدة مرات من قبل #إسرائيل في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من الضرر الذي لحق به، فهو لا يزال يعمل. ووفقاً لتقرير أعده المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية  مع فصيل معارضة في المنفى، كانت هناك قوة مسلحة من “500 إلى 1000 رجل” لا تزال متمركزة في هذا المطار في شهر أيار الماضي، ولكن حصل بعض التغييرات.

«في الليل، يغادر معظم المقاتلين المباني ويظلون في أماكن أخرى. القائد المسؤول عن العمليات الميدانية ، “سيد جواد الغفاري” ، يزور المبنى بشكل متكرر، لكنه لا يقيم هناك، على عكس المسؤولين الآخرين في الماضي»، بحسب التقرير المذكور.

وفي غضون ذلك، تعرّض الحرس الثوري لضربة أخرى، اغتيال الجنرال #قاسم_سليماني، المسؤول عن العمليات الخارجية ،الذي قتل في شهر كانون الثاني الماضي بضربة جوية أميركية أمام #مطار_بغداد عندما عاد من دمشق.

وكان القائد المؤثر لـ #فيلق_القدس، وهي وحدة نخبوية من الحرس الثوري، قد انطلق مساءً على متن طائرة تابعة لشركة أجنحة الشام الخاصة دون أن يتم تسجيله كراكب.

ويقول الجنرال الإسرائيلي “مايك هيرتسوغ”: «كانت هذه الرحلة من دمشق إلى بغداد رحلة روتينية لسليماني، رصدتها المخابرات الأميركية. لم يكن حذراً كفاية، أو ربما اعتقد أن لا أحد يجرؤ على استهدافه».

وبعد أن دُمّر جزئياً بسبب الضربات الإسرائيلية، سيتم تجديد المطار بفضل دفعة سخية من المستثمرين الروس، وفقًاً لتصريحات نائب في #مجلس_الدوما في شهر كانون الثاني 2019.

ويقول “رضوان زيادة”، أحد المعارضين من #واشنطن، بأنه «لا توجد نقود لبناء مطار جديد. كما أن جودة الخدمة لا علاقة لها بنظيراتها في مطارات أخرى في المنطقة. فمنذ سنوات، انهار سقف صالة في مطار دمشق، ولا يزال ذلك السقف دون إصلاح».

ومع ذلك، نرى أن لـ بشار الأسد وجهة نظر أخرى، حيث تم الإعلان عن بناء مطار دولي جديد قبل عام ونصف، بهدف استقبال 15 مليون مسافر سنوياً، مقابل 5 ملايين حالياً.

وقال وزير النقل السوري “علي حمود” إن «سوريا ستصبح مركزاً جوياً لمختلف الدول العربية» وبطريقةٍ ما، قد يكون هذا هو الحال اليوم، بعد أن اجتاح فيروس #كورونا العاصمة دمشق قادماً من إيران عبر هذا المطار.

 

المصدر: (lejdd.fr)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.