في هذه الأيام، يحتفل الصابئة في #العراق برأس السنة المندائية، وهو الذي يعرف بـ “العيد الكبير”، “عيد الكرصة”، “عيد الكراص” أو “دهوا ربا”، وهو «بمثابة انتصار للخير والحق على الشر»، عندهم.

“العيد الكبير”، يستمر ثلاثة أيام، وتسبقه (الكرصة) أي التجاء المندائيين إلى الانزواء في بيوتهم وعدم الخروج منها لمدة /36/ ساعة، ويعد هذا العيد بداية السنة المندائية ويقع في منتصف شهر تموز/ يوليو من كل عام.

«لو كانت الظروف طبيعية لتمكنا من الابتهاج بعيدنا الكبير التي نحتفل به هذه الأيام وبطقوسه، لكن فيروس #كورونا ألغى جميع المراسيم الدينية». «هكذا تحدث الشاب المندائي “أحمد الكلمشي” مكتفياً بالاحتفاء مع عائلته بعيد رأس السنة المندائية في المنزل»، وفقاً لـ (الجزيرة نت).

“صبا” و”مندا”

«تعد الصابئة أو المندائية من أقدم الأديان في العراق. تمتد بجذورها لأكثر من ألفي عام، (…) وكلمة الصابئة مشتقة من “صبا” بمعنى انغمس، فيما تفسر المندائي أو “مندا” بالمعرفة، فيطلق عليهم اسم العارفين بدين الحق أو المتعمدين».

حسب تقرير (الجزيرة نت)، فإنه «بسبب قدم تاريخهم وتعرضهم لنكبات عديدة على امتداد المراحل الزمنية، لا يملك المندائيون تاريخاً مدوناً للحديث عن ماضيهم. تم إتلاف وحرق مدوناتهم بمرور السنين بسبب الاضطهاد الذي تعرضوا له».

“المفاهيم الخاطئة”

«الصابئة هم من أقدم الأديان، لكن بسبب كتابة كتبهم المقدسة بالآرامية وعدم ترجمتها انزووا قرب الأهوار والمياه الجارية لحاجتهم للتطهير»، وفق حديث رئيس طائفة الصابئة المندائيين الشيخ “ستار جبار الحلو” للموقع القطري.

“ستار الحلو” – (الجزيرة نت)

مُشيراً إلى «أنهم يتحملون هذا الأمر بسبب المفاهيم الخاطئة التي كانت تؤخذ بحق الصابئة، حتى تمت ترجمة كتبهم المقدسة. (…) حينها استطاع بعض المتشككين فهم أننا موحدون لله».

«لعدم اختلاط الصابئة بالأقوام والطوائف الأخرى، حافظ المندائيون على باطنية وسرية طقوسهم، فاختلفت نتيجة لذلك التفسيرات حولهم، لكنهم يؤكدون دائما إيمانهم بوحدانية الله خالق الأرض والسماوات»، وفقاً للتقرير.

الأصل

رئيس مجلس شؤون الطائفة “أكرم سلمان” يقول، إن «النظريات العديدة تختلف حول أصولنا، ومنها روايات توضح قدوم الصابئة من #فلسطين نتيجة تعرضهم للاضطهاد، ونزوحهم إلى حران وجنوب العراق، تحديدا قرب #الأهوار».

«فيما تؤكد روايات أخرى على أن أصل خليقتهم بدأ قرب نهري #دجلة و #الفرات، لارتباط جميع طقوسهم الحياتية بالماء»، حسب حديث “سلمان” في التقرير الذي أعدّته الصحفية العراقية “آية منصور”.

العيد الثالث

«الاحتفال بهذا العيد تم بشكل مبسط هذا العام لتزامنه مع تفشي “كورونا”، وتم داخل المعبد الخاص بهم وبعدد محدود للغاية من رجال الدين لا يتجاوز /10/  أشخاص وهم أصحاب الطقوس الدينية المهمة».

(الجزيرة نت)

«وذلك خوفاً من انتشار الفيروس التاجي، وتنفيذاً لتعليمات #وزارة_الصحة، فاقتصروا على الدعوات والصلوات وتوزيع طعام الغفران عن روح المتوفين». حسب الشيخ “ستار الحلو”.

مُضيفاً، أن «هذا العيد هو الثالث من أعيادنا الأربعة الأساسية طوال السنة المندائية، وهي البرونايا (عيد الخليقة) والدهفة ديمانة (يوم التعميد الذهبي) والدهفة ربه (العيد الكبير) والدهفة حنينا (عيد الازدهار)».

“كنزا ربا”

يتبع المندائيون كتاب “كنزا ربا” أو “الكنز الكبير”، وهو «يحوي صحف آدم الأولى وتعاليمه باللغة الآرامية الشرقية التي تعد لغة الصابئة، ويحوي جزأين، الأول: خاص بالأمور الدنيوية من وصايا وحكم ومفاهيم، والجزء الثاني: خاص بالنفس بعد وفاتها ورحلتها من الجسد الفاني إلى أصلها، وهو عالم النور».

“التشبث المتين”

تقول المديرة العامة السابقة لأوقاف الصابئة المندائيين “نادية مغامس”، إن «ما يميز الصابئة عن الطوائف الأخرى هو تشبثهم المتين بطقوسهم منذ أكثر من ألفي عام حتى اليوم، ورغم التغير الذي يطرأ على الأديان بفعل الكتب السماوية فإنهم تمركزوا حول طقوس واحدة لم ولن تتغير».

“مغامس”، «السيدة الأولى في تاريخ العراق ممن يتولى منصباً دينياً»، تُشير في حديثها مع (الجزيرة نت) إلى أن «كتبهم المقدسة ترجمت إلى العربية لأول مرة في التاريخ قبل /25/ عاماً؛ بهدف نشر حقيقة المندائيين، (…) وإثبات توحيدهم لله وحده».

“نادية مغامس” – (الجزيرة نت)

قائلةً، إن «للمندائيين أركان خمسة تشبه إلى حد كبير أركان الإسلام، أهمها “الركن الخامس”، «فهو التعميد الذي يعد ركناً أساسياً وولادة جديدة بالنسبة للإنسان، وهو فرض وواجب على الصابئي، ويرمز للارتباط بين العالمين المادي والروحي، والتقرب من الله من خلال المياه الجارية؛ لأنها ترمز إلى استمرار الحياة».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.