الخضر النحيل، الأرداف الكبيرة، الخدود المحمرة، الشعر الطويل، الصدر الممتلئ، مقاييس الجمال الأنثوي على مر العصور، لكن هل فكرنا مرة من وضع هذه المقاييس؟ ولماذا الخصر النحيل والأرداف الكبيرة هو دليل على جمال الجسد وليس العكس مثلاً.

عندما تتكون بويضات إناث الشمبانزي وتكون جاهزة للتزاوج والحمل، تنتفخ وتحمر أعضاؤها التناسلية وتنطلق منها رائحة تجذب الشمبانزي الذكور، أي أن مهمة اختيار الشريكة الخصبة سهلة للغاية بالنسبة للشمبانزي، على عكس عملية الاختيار بالنسبة لذكر الإنسان الذي كان يبحث عن شريكة خصبة تمكنه من التكاثر، لذلك وجد نفسه مضطراً إلى وضع مقاييس تمكنه من معرفة المرأة الخصبة.

اعتماداً على ملاحظة النساء القادرات على الحبل، حدد أجدادنا مقاييس جمال المرأة وفقاً لقيمتها الإنجابية وبناءً عليه صارت هذه الصفات هي مقاييس الجمال التي تندرج تحت بندين أساسيين، يحددهما عالم النفس “دايفيد باس” في كتابه الشهير (علم النفس التطوري)، بشباب المرأة وصحتها على اعتبار أن المرأة المسنة أو المريضة أقل قدرة على الإنجاب.

لماذا يفضلون المرأة الشابة؟

يوضح “دايفيد باس”، أن الشباب مفتاحاً حاسماً عند اختيار الشريكة، حيث لاحظ الأجداد أن قيمة المرأة الإنجابية تزداد بداية من عمر الـ 15، وتنحدر باضطراد بعد تجاوز المرأة لعمر العشرين، وتصبح قدرة المرأة الإنجابية متدنية في عمر الأربعين، وتكون عند مستوى الصفر في سن الخمسين، ولذلك ليس مستغرباً أن تكون النساء الصغيرات هن الأكثر تفضيلاً اليوم على اساس أنهن أكثر جمالاً، وفي الماضي لأنهن أكثر خصوبة.

الشفاه المكتنزة الشعر الطويل والبشرة النقية

يوضح “باس”، أنه إذا كانت الحكمة الشعبية تقول بأن الجمال هو في عيون الناظر، فإن العلم يؤكد أن تلك العيون والعقل الكامن وراءها قد تم تشكيله خلال آلاف السنين من التطور البشري، وبأن عيون الناظر اختارت الجمال على اساس الشفاه المكتنزة، البشرة النقية، العيون الصافية، جودة توزع دهون الجسم، إضافةً إلى المشية الشابة المفعمة بالحيوية ومستوى عالي من الطاقة، وهذه المقاييس تدل على صحة وشباب صاحبتها وبالتالي على قدرتها الإنجابية العالية.

ويضيف عالم الأنثروبولوجيا “برونيسلاو مالينوفسكي”، الشعر الطويل والغزير، والعيون البراقة إلى قائمة صفات الجمال (التطوري) لدى الرجال، لأن المرأة  الشابة  تمتلك  عيون براقة و شعر غزير وطويل على عكس المرأة المسنة وبالتالي فهي أكثر قدرة على الإنجاب، كما أن البشرة النقية تدل على  صحة المرأة وسلامتها من الأمراض المعدية، وأيضاً من مقاييس الجمال عند الأسلاف هي دقة عظام الوجه أي الذقن والفكين الدقيقين وصغر محيط الخصر مقارنة بالوركيين، واكتشف العلماء أن دقة عظام الوجه ترجع إلى ارتفاع منسوب الأستروجين وهو هرمون المبيضين الذي يتلازم مع الخصوبة، كما أن صوت المرأة الرقيق يدل على صغر سنها على عكس صوت المرأة العجوز المرتجف ولذلك هو من مقاييس الجمال.

الملفت أن مقاييس الجمال لا ترتبط بثقافة محددة فعندما طلب عالم النفس “مايكل كاننغهام”، من رجال، من أعراق وثقافات مختلفة أن يحكموا على مقدار جاذبية نساء آسيويات وإسبانيات وصاحبات بشرة سوداء وبيضاء من خلال صور فوتوغرافية، اختار أغلب الرجال، النساء اللواتي يتمتعن بالصفات السابقة لأن هذه الصفات عند رجال اليوم تعني أن صاحبتها امرأة جميلة، فأغلب رجال اليوم لا يعرفون أن مقاييس جمال المرأة التي يبحثون عنها حددها لهم أجدادهم القدماء.

خبر سار لمدمنات علميات التجميل

يشير العالم “دايفيد باس”، أنه منذ عام ١٩٣٠ ازدادت أهمية جاذبية النساء والرجال وازداد اهتمام الجنسين بالمظهر الخارجي بشكل كبير، وذلك بسبب إدخال التلفزيون والمجلات والإعلانات والانترنت، متغيرات جديدة على المجتمعات إلا أن المعايير الجمالية بقيت ذاتها، الأمر الذي يفسر اهتمام السيدات بعمليات التجميل في عصرنا الراهن، أما الخبر السار لمدمنات عمليات التجميل هو أن تأثر الرجل بالمرأة الجميلة غالبا هو ذاته سواء أكان جمال المرأة طبيعي أو ناتج عن عمليات تجميلية.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.