في الحسكة: العطشُ يتفوّق على كورونا.. وقطعُ المياه يُجهِض جهود الوقاية من الفايروس

في الحسكة: العطشُ يتفوّق على كورونا.. وقطعُ المياه يُجهِض جهود الوقاية من الفايروس

تستمر أزمة المياه في مدينة #الحسكة وريفها لليوم الحادي عشر على التوالي، رغم وصول التيار الكهربائي منذ السبت الماضي إلى #محطة_علوك بريف #رأس _العين-(سري كانييه) التي سيطرت عليها #القوات_التركية أواخر  2019.

أثّرت أزمة المياه بشكلٍ كبير على التزام الأهالي بالتدابير الاحترازية ووقاية أنفسهم من فايروس #كورونا. في وقتٍ لم تشهد المدينة أيّ تجمّعات أو مناسبات اجتماعية (حفلات زفاف- خيم عزاء) إلا أن الأزمة  تسببت بعودة التجمعات حول المناهل والآبار الخاصة في الأحياء وحول صهاريج بيع المياه .

تؤكد “مهاباد خليل” من سكان حي الصالحية بمدينة الحسكة لـ (الحل نت)، «أن العطش، أنسا السكان فايروس كورونا منذ عشرة أيام من عمر أزمة المياه، بعد أن صار  تأمين احتياجاتهم من مياه الشرب، هو الأهم».

مُضيفةً  أن السكان «باتوا يخرجون لتأمين حاجتهم من المياه، الأمر الذي يرونه أكثر إلحاحاً من البقاء في المنازل والالتزام بالحظر».

وأشارت “خليل” إلى وجود عدة آبار في #حي_الصالحية، حُفِرت مؤخراً بعد اشتراك عدد من الجيران، وهي تكفي لتأمين احتياجات أصحابها وبعض بيوت الحي.

ولفتت إلى أن حجم الاختلاط بين السكان في الأيام الأخيرة «زاد بشكلٍ كبير، على إثر التجمعات  حول الآبار ، كما في حي الصالحية، وأيضاً التجمعات التي تتشكّل حول صهاريج بيع المياه التي ما أن تصل إلى الحي، حتى يبدأ السكان بالتجمع».

الأمر ذاته يؤكّده “دلوفان محمد”، من سكان #حي_المشيرفة بمدينة الحسكة، لافتاً إلى أن جميع الجهود التي بُذِلت خلال الفترة الماضية لفرض الحظر على سكان المدينة «ذهبت سدىً ولم يعد الكثير منهم يهتمون بخطر الإصابة بكورونا».

يأتي ذلك، مع ورود أنباءٍ عن إعادة القوات التركية، تشغيل محطة “علوك”  بريف مدينة رأس العين-(سري كانيه)، فيما يؤكد مسؤولو الإدارة الذاتية أن المياه لم تصل إلى مدينة الحسكة رغم مرور 24 ساعة على انتشار خبر تشغيل المحطة.

ويضطرّ السكان على تعبئة خزان مياه بسعة خمسة براميل، بمبلغ يتراوح ما بين 5 إلى 7 آلاف ليرة سورية، بحسب تسعيرة أصحاب الصهاريج.

وتُعدّ مدينة الحسكة من أكثر المدن التي سجّلت إصابات بفايروس كورونا، حيث تشير أرقام هيئة الصحة في الإدارة الذاتية إلى تسجيل 15 حالة خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين. فيما يتحدّث السكان عن احتمالية انتشارٍ أوسع مغايرة  للأرقام الرسمية.

“تل تمر” ليست بأفضل من الحسكة

وفي بلدة #تل_تمر التي تبعد 40 كلم شمال غربي الحسكة، لا يختلف الوضع كثيراً عن أحياء الحسكة، رغم أن مديرية المياه في البلدة تحاول تأمين المياه للأهالي من قرية #عين_العبد بريف البلدة، ولكنها مالحة وغير صالحة للشرب.

رغم ذلك، يضطرّ سكان البلدة لتعبئة خزانات المياه خاصتهم بمبالغ قليلة، لا يكلف سوى ألف ليرة سورية، لكن تأمين مياه الشرب يُكلفهم أكثر بكثير، فمياه الآبار السطحية مالحة أيضاً، وهو السبب الذي يدفعهم إلى شراء المياه المعبئة من المحال التجارية.

يقول “صلاح الدين عبدالرحمن” من سكان “تل تمر” لـ (الحل نت)، إن أزمة مياه الشرب في البلدة «أثّرت بشكلٍ كبير على التزام السكان بالتدابير الاحترازية والحظر المنزلي».

مؤكّداً أنه «من الصعب إقناع الأهالي المنشغلين بتأمين المياه، بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج خشية انتقال عدوى كورونا».

منظماتٌ دوليّة ومحليّة تنتقد استخدام تركيا المياه كسلاح حرب

وكانت منظمة الطفولة في الأمم المتحدة (اليونيسف) قد أدانت خلال آذار/مارس الماضي استخدام تركيا للمياه كسلاح حرب خلال تضافر الجهود الدولية لمواجهة تفشي وباء كورونا.

وفي وقتٍ سابق، انتقدت 29 منظمة حقوقية ومدنية تعمل في مناطق شمال شرقي سوريا، ما وصفته بـ«صمت التحالف الدولي، والضامن الروسي، رغم بعض المحاولات الخجولة التي أفشلها التعنت التركي».

وأشارت المنظمات إلى أن «قطع المياه يتزامن مع تزايد حالات الإصابة بفايروس #كورونا في المنطقة، التي تفتقر إلى البنية التحتية ونقص الكادر البشري الطبي المختص والمستلزمات الطبية والمشافي، إضافةً إلى توقف المساعدات الإنسانية بعد إغلاق معبر اليعربية-(تل كوجر) مع #العراق».

وقال “خالد حمي” الرئيس المشترك لدائرة المياه ببلدة تل تمر لـ (الحل نت): «إن القوات التركية شغّلت يوم السبت الماضي، 9 آبار في محطة علوك من أصل 30 بئراً، ليتم تعبئة خزان المياه في المحطة، لكنها لم تسمح بضخ المياه للحسكة وريفها حتى الآن».

مُشيراً إلى أن صهاريج دائرة المياه «تعمل على تأمين مياه الشرب لسكان البلدة منذ بداية الأزمة من آبار قرية “عين العبد”، إلا أنها لا تكفي لتغطية احتياجاتهم التي تفوق إمكاناتنا».

ووفي وقتٍ سابق، أكّدت “سوزدار أحمد” الرئيسة المشتركة لمديرية المياه التابعة للإدارة الذاتية بمدينة الحسكة خلال حديثٍ لـ (الحل نت)، أن المديريّة «بصدد تزويد مدينة الحسكة بالمياه خلال ثلاثة أيام».

لافتةً إلى أن «محطة الحمة التي كانت الإدارة الذاتية قد جهزتها بريف المدينة كبديلٍ لمحطة علوك بريف سري كانيه-(رأس العين)، ستدخل الخدمة خلال ثلاثة أيام».

موضّحةً أن «المحطة التي تضم 50 بئراً، ستدخل الخدمة بشكلٍ كامل خلال فترة قصيرة، وأن من شأن ذلك المساعدة في تأمين احتياجات السكان من المياه».

وتُشغّل القوات التركية بموجب اتفاقٍ رعته القوات الروسية، محطة “علوك” وضخ المياه إلى الحسكة وريفها، مقابل الحصول على كمية من التيار الكهربائي.

وقالت منظمة “هيومن رايتس وتش” في تقرير لها خلال شهر آذار/مارس الماضي  إن السلطات التركية قطعت إمدادات المياه عن المناطق الأكثر ضعفاً في سوريا.

وأضافت حينها أن «تركيا تقول إن الجهات المسيطرة على #المبروكة و#سد_تشرين منعت الكهرباء عن محطة ضخ المياه، ومدينة رأس العين الخاضعة للسيطرة التركية، لكن قال عمال الإغاثة إن المبروكة لا تخدم محطة الضخ وثمة كهرباء كافية لتشغيل محطة المياه».

وللمرة الثامنة، تقطع القوات التركية المياه عن الحسكة وريفها، حيث يتواجد فيها نحو 110 آلاف نازح، يقيمون في 4 مخيمات و72 مركز إيواء.

وقالت منظمة (سوريون من أجل الحقيقة والعدالة) في تقرير صدر أواخر نيسان/أبريل الفائت، «إن سياسة قطع المياه عن أكثر من 600 ألف شخص في مناطق شمال شرقي سوريا من قبل الجيش التركي، تعيق خطط الاستجابة الملحّة لحماية المدنيين خلال وباء كورونا».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.