نشرت “خلية الإعلام الحربي” العراقية، عبر موقعها الرسمي، في الثالث عشر من آب/أغسطس الحالي، خبراً عن «اعتقال واحد وثلاثين شاباً سورياً من محافظة #الرقة، كانوا ينوون دخول العراق وبحوزتهم صواعق وأسطوانات تحوي على مواد متفجرة من نواع TNT»، وأرفقت الخبر بصور للشبان مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين.

إلا أن ناشطين ومصادر محلية من محافظة الرقة أكدت على مواقع التواصل الاجتماعي أن «المعتقلين هم مدنيون باحثون عن العمل، وليسوا إرهابيين كما رُوّج الإعلام العراقي».

التقى موقع «الحل نت» بعضاً من ذوي المعتقلين، ونقل شهاداتهم حول القضية، وأوضاع الشبان المعتقلين .

 

باحثون عن الرزق وليسوا دواعش

“ياسر الابراهيم”، والد أحد المعتقلين، قال لموقع «الحل نت» إن «المعتقلين لدى السلطات العراقية هم مجموعة شبان من أحياء الرقة، تجمعوا وقرروا التوجه للأراضي العراقية بحثاً عن عمل، وبلغ عددهم، عند استقلالهم  الحافلة، اثنين وأربعين شاباً، وانقطع الاتصال بهم في اليوم ذاته مساءاً، لنتفاجأ بأن السلطات العراقية اعتقلتهم، وأدعت بأنهم “دواعش”، وبأنها ضبطت بحوزتهم مواداً متفجرة وصواعق، إلا أن حقائبهم كانت مليئة بالملابس والمؤن فقط»، وفق قوله.

تقول “فريال الحمود”، البالغة من العمر ثمانية وعشرين عاماً، وهي شقيقة أحد المعتقلين، إن «شقيقها البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً يعمل منذ عام في محافظة #نينوى، وعاد منذ أشهر لقضاء إجازة العيد بين أهله، وعقب إنتهائها عاد مع أقاربه إلى في العراق، بدافع العمل وكسب الرزق، فهو المعيل الوحيد لعائلته، المكوّنة من ستة أخوة، بعد وفاة والديه».

وأشارت، في حديثها لموقع «الحل نت»، إلى أنه «بإمكان السلطات العراقية التواصل مع الأشخاص الذين كان أخوها يعمل لديهم، وزملائه في الأراضي العراقية، لتتأكد من أنه ورفاقه مجرّد عمّال، اضطروا للسفر بطرق غير شرعية، بعد إغلاق الحدود بسبب انتشار جائحة “كورونا”».

وناشدت “الحمود” «السلطات العراقية وهيئات حقوق الأنسان بالإفراج عن شقيقها ورفاقه، فهم مدنيون لا ينتمون إلى #داعش أو أية جهة أخرى، بل ذهبوا لكسب قوت يومهم، بعد أن ضاقت بهم سبل الحياة في مناطقهم»، وفق تعبيرها.

من جهته تحدث “عبد الحميد هنداوي”،  ابن عم أحد المعتقلين، لموقع «الحل نت»، قائلاً إن «معظم شبان الرقة يقصدون الأراضي العراقية بحثاً عن فرص العمل المتوفرة بكثرة في محافظة نينوى، فغالبيتهم يعملون في مجال الزراعة والبناء والمهن الصناعية، ويقيمون عند أقاربهم أو أصدقائهم في العراق، بغرض العمل وتأمين لقمة العيش لعوائلهم. لقد تعرّفنا على معظم الشبان الظاهرين في الفيديوهات، التي عرضتها القوات العراقية، وتبيّن أن معظمهم من سكان حي “الرميلة”، وليسوا إرهابيين كما وُصفوا».

 

مخاوف من تسليم المعتقلين للسلطات السورية

«يتخوّف ذوو المعتقلين لدى السلطات العراقية من تسليم أبنائهم إلى السلطات السورية، ولا سيما عقب التظاهرات الأخيرة التي خرج فيها معظم شبان الرقة، رافضين عودة #القوات_النظامية لمدينتهم»، بحسب “شريف العلو”، الناشط من مدينة الرقة، الذي أكد لموقع «الحل نت» أن «الاهالي يتخوّفون من تسليم أبنائهم للحكومة السورية، لأن غالبيتهم إما مطلوب للخدمة الإلزامية، أومطلوب لموقفه المعارض من النظام الحاكم في سوريا، وفي كلتا الحالتين ترى #الحكومة_السورية، والمليشيات الموالية لها، أن جميع الشبان خارج مناطق سيطرتها مسلحون وإرهابيون معارضون لها»، وفق تعبيره.

وأضاف “العلو”: «ازدادت مخاوف الأهالي عقب نشر أحد الناشطين محادثة مع ضابط في القوات العراقية، ذكر بأن #الحكومة_العراقية ستقوم بتسليم من لم تثبت إدانتهم إلى الحكومة السورية».

 

ممارسات غير إنسانية

وأصدرت “الهيئة السياسية في محافظة الرقة” بياناً أدانت فيه «الممارسات غير الإنسانية بحق تسعة وثلاثين شاباً من الرقة، قامت السلطات العراقية بتعذيبهم وتصويرهم على أنهم إرهابيون». وحمّلت الهيئة الدولة العراقية «المسؤولية الكاملة عن حياة هؤلاء الشبان» وطالبت بـ«المحاكمة العادلة لهم»، محذرة من «تسليمهم إلى الحكومة السورية، التي ستعيد اعتقالهم، ولا يخفى على أحد  فظاعة الممارسات المتبعة في  سجونها»، بحسب بيان الهيئة.

وكان الكولونيل “مايلز كاغينز”، المتحدث الرسمي لقوات #التحالف_الدولي، قد أكد في مقابلة مع موقع “المونيتور”، أن «التحالف سلّم أبراج حراسة حدودية، مجهّزة بمعدات حديثة للعراق، في الثاني عشر من آب/اغسطس الجاري، ثُبتت في مناطق تكثر فيها مسالك التهريب، تزامناً مع تزويد الأمن العراقي بمعدات وأدوات استكشاف أي عمليات عبور غير شرعية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.