عراقيون يرفضون الربط السككي مع الكويت ويصفون المشروع بـ”المؤامرة الكبرى”

عراقيون يرفضون الربط السككي مع الكويت ويصفون المشروع بـ”المؤامرة الكبرى”

قوبل حديث بعض الأوساط السياسية العراقية عن إمكانية مشاركة العراق دولة #الكويت بمشروع ربط سككي بين البلدين، بموجة رفض شعبية وسياسية، تمثلت بمواقف سياسية رافضة، وتظاهرات شعبية في #بغداد والبصرة جنوبي البلاد، ويتهم المعارضون السياسيين العراقيين بمحاولة فرض المشروع وتمريره، ويعتبرونه تضييعاً لحقوق العراقيين، وقتلاً لمشاريع البلد الاستراتيجية.

 

ميناء “مبارك” يخنق ميناء “الفاو”

باشرت الكويت، في العام 2011، بإنشاء ميناء “مبارك الكبير”، في جزيرة “بوبيان” القريبة من السواحل العراقية، ما أثار خشية العراق من إمكانية تأثير المشروع على خطوط الملاحة والإبحار الحر في المياه الاقليمية المشتركة بين الدولتين.

وفي الوقت الذي اعتبرت فيه الكويت بناء الميناء شأناً محلياً، أبدت رغبة فعلية لإنجاحه عبر إجراء ربط سككي مشترك مع العراق، الأمر الذي اعتبرته بعض الفاعليات السياسية العراقية قتلاً لميناء “الفاو” العراقي، الذي توقف العمل به بسبب الأزمة المالية.

وحسبما يقول “عامر عبد الجبار”، الخبير البحري ووزير النقل العراقي الأسبق، لموقع «الحل نت»، فإن «مشروع الربط مخالف لقانون البحار الدولي لسنة 1982، الذي منع الدول في البحار المغلقة وشبه المغلقة من تشييد أي منشأة تضرر الطرف الآخر جغرافياً».

“عبد الجبار”، الذي يعدُّ من أبرز الشخصيات العراقية الرافضة للاتفاق السككي، يصف الحديث عن المشروع بأنه «تواطؤ مفضوح ومخالف للاتفاقيات الدولية، ويتحمله النظام السياسي في العراق»، معتقداً بأن «الميناء الكويتي أُسس ليكون يكون بديلاً عن الميناء العراقي».

موقف الوزير الأسبق، الذي «يحذر من انتهاك سيادة العراق، والسيطرة على خيراته، وتدمير اقتصاده»، لا يختلف عن موقف “تحالف الفتح”، بزعامة “هادي العامري”ـ الذي تحدث في بيان صحفي عما أسماه «ضغوطاً أميركية-خليجية لتمرير الربط السككي»، معتبراً أن الأمر «لم يعد بإرادة العراق».

 

مواقف شعبية منددة

وفور تردد الأنباء عن عزم العراق إبرام مشروع الربط مع الكويت، تصاعدت انتقادات شعبية،  منددة بأي اتفاق سياسي «يصادر مصلحة البلد».

“علي اللامي”، مواطن من سكان محافظة #البصرة، يقول إن «الصفقات المشبوهة لن تمر، والعراقيون لها بالمرصاد»، حسب تعبيره,

“اللامي”، الذي يعتبر المشروع المزمع «تدميراً ممنهجاً للموانئ العراقية»، يقول لـ«الحل نت» إنه «ليس من مصلحة العراق المضي بمثل هذا الاتفاق، الذي يمثل تجاوزاً على المياه الإقليمية العراقية، واستحواذاً على خيرات البلد».

“اتحاد الغرف التجارية” في العراق سجّل هو الأخر تحفظه الكبير على المشروع، ووصفه بأنه يسعى إلى «إحداث أضرار بالمصالح العليا للبلاد».

ويقول “عبد الرزاق الزهيري”، رئيس “اتحاد الغرف التجارية” في العراق: «المفاوض العراقي، طيلة السبعة عشر عاماً الماضية، لم يكن جديراً بالدفاع عن المكتسبات الوطنية، وأضحت مواقفه عرضة للبيع والشراء»، حسب وصفه.

ويضيف قائلاً لموقع «الحل نت»: «ليس من حق أي دولة التجاوز علينا، وسنحتفظ بحقنا القانوني بالدفاع عن أراضينا واقتصادنا ومستقبل أبنائنا».

ويختم “الزهيري” حديثه بالقول: «الوعي الشعبي المتنامي في العراق سيكون شوكة في عيون كل المتآمرين، ولن تمرر مشاريعهم»، حسب تعبيره,

وكان مواطنون في محافظة البصرة قد احتشدوا، الأسبوع الماضي، في تظاهرة شعبية وسط المدينة، عبّروا من خلالها عن «رفضهم القاطع لمشروع الربط السككي»، محذرين #الحكومة_العراقية من «المضي بالمشروع قبل إنجاز ميناء “الفاو” الكبير».

واتهم متظاهرو البصرة بعض دول الجوار «بتعطيل مصالح العراق، ما يجعله سوقاً استهلاكية لبضائعهم، وممراً لهم للوصول إلى مختلف بقاع الأرض».

 

رفض برلماني

“عالية نصيف”، النائب عن تحالف “دولة القانون”، تقول إن «من يروّج للمشروع من السياسيين هم من أصحاب المواقف السياسية التي تباع وتشترى»، داعية الشعب العراقي إلى «تمييزهم واسقاطهم انتخابياً».

وقالت “نصيف”، في اتصال هاتفي مع موقع «الحل نت»: «نستغرب مثل هذه الدعوات، وندعو إلى مراجعة المواقف السياسية، وتغليب المصالح الوطنية».

من جهته يبدي الكاتب والمحلل السياسي “عقيل الموسوي” خشيته من «محاولات استهداف الاقتصاد العراقي»، معتبراً أن «مشروع ميناء “الفاو الكبير”، إذا ما استُكمل، فستكون مدخلاته تضاهي الحاصل من الصادرات النفطية»، حسب قوله.

وأضاف في حديثه لموقع «الحل نت»: «تحاول بعض الدول اللعب بورقة الاقتصاد، وشراء بعض الذمم»، محذراً من «مشاورات حكومية مع بعض الكتل السياسية الرامية لقتل مشروع “الفاو”».

 

 نفي حكومي

ردود الأفعال الشعبية والسياسية الرافضة لمشروع الربط السككي دعت محافظ البصرة “أسعد العيداني” إلى اصدار بيان صحفي، قال فيه إن «الربط السككي مع الكويت لن يتم إلا بعد إكمال مشروع ميناء “الفاو”»

البيان الذي أصدره “العيداني”، عقب لقائه مع بعض القيادات السياسية في بغداد، أوضح أن «رئيس الجمهورية العراقية “برهم صالح”، ورئيس مجلس الوزراء مصطفى #الكاظمي، يدعمان إكمال إنجاز مشروع ميناء “الفاو”، ويدعوان إلى تخصيص جزء من الموازنة لإكماله».

موقف محافظة البصرة أكدته وزارة النقل العراقية، التي أصدرت بياناً نفت فيه «وجود مشاريع للربط السككي مع الكويت، وأن ما هو موجود مجرد دراسات فقط».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.