يقولُ مسؤولو المخابرات العراقية، إن شقيق زعيم تنظيم #داعش #أبو_بكر_البغدادي سافر عدة مرات إلى #إسطنبول، أكبر مدينة في #أوروبا، من شمالي سوريا في الأشهر التي سبقت مقتل زعيم التنظيم.

وأكد مسؤولان في المخابرات العراقية بأن “جمعة” وهو أحد أشقاء البغدادي الثلاثة، كان رسول زعيم التنظيم الموثوق به لتقديم وأخذ المعلومات حول عمليات التنظيم في سوريا والعراق وتركيا.

وقد انتهى البحث عن مهندس (داعش) المراوغ وزعيمها، الرجل الذي كان يُعرف سابقاً بـ “الشيخ غير المرئي”، في 26 تشرين الأول / أكتوبر في عمليةٍ سرية للقوات الأميركية الخاصة على (فيلته) المعزولة في قرية #باريشا بمدينة #إدلب الحدودية شمال غربي سوريا.

وقال الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” حينها بأنه قتل نفسه بتفجير سترته الناسفة عندما دخل نفقاً دون أن يتمكن من الهرب.

والآن، يمكن لصحيفة (ذا ناشيونال) الكشف عن تفاصيل متعلقة بتحركات عضو رئيسي في الدائرة المقربة من البغدادي، وكيف قام بعدة رحلات ذهاباً وإياباً بطول 2300 كيلومتر في عمق أراضي إحدى الدول الأعضاء في حلف الناتو.

ويقول مسؤولون أمنيون: «إن زعيم تنظيم (داعش) السابق، استخدم أسلوباً متشدداً وقديماً للتهرب من الكشف عن مكانه أثناء توجيه التنظيم من الظل، حيث اجتمعت الأجهزة الأمنية في الغرب والشرق الأوسط لإيجاد أثرٍ يمكن أن يقودهم إلى أحد أكثر الرجال المطلوبين في العالم».

ويقول مسؤول كبير في المخابرات العراقية: «كنا نراقب شخصاً كان يعمل كرسول للبغدادي وكان يسافر كثيراً إلى تركيا ويعود. لقد كان شقيق البغدادي».

وكانت الأجهزة الأمنية العراقية قد اكتشفت لأول مرة عبور “جمعة” الذي يُعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة، الحدود السورية التركية في نهاية عام 2018، قبل ظهوره في اسطنبول.

وهاجم مسلحو تنظيم (داعش) أو المتعاطفون معه، ملهى ليلي في المدينة ليلة رأس السنة، والسياح في ساحة السلطان أحمد التاريخية بالقرب من #آيا_صوفيا، ومطار أتاتورك الدولي المغلق الآن.

وقالت أجهزة الأمن العراقية: «إنها عملت مع المخابرات الأميركية في مراقبة “جمعة” داخل الأراضي التركية». ولم يرد مكتب الرئاسة التركية ووزارة الداخلية التركية على طلب للتعليق بخصوص هذا التعاون.

وقال عميل استخبارات عراقي، عمل في عملية التعقب هذه، إن “جمعة” «استمر في الظهور مرة أخرى في الأشهر التالية، حتى آخر زيارة مسجلة له إلى اسطنبول في شهر نيسان / أبريل. ويُعتقد أنه عاد إلى شمال غربي سوريا، قبل أشهر من الكشف عن مكان منزل أخيه الآمن».

ويرى العميل المذكور أنه «من غير المحتمل أن يكون قد تم تهريبه عبر الحدود، لكنه تحرّك عبرها بحرية».

وقامت أجهزة الأمن العراقية بزراعة مخبر في اسطنبول؛ ليطّلع على تفاصيل رحلات “جمعة” في المدينة وما قام به نيابةً عن البغدادي.

ويقول العميل، الذي تعامل مباشرة مع المخبر: «كان جمعة على اتصال برجل في تركيا كان يقابل مصدرنا»، مؤكداً بأن “جمعة” «قام بعدة رحلات إلى اسطنبول للقاء هذا الشخص».

والتقى المخبر ساعياً كان يقوم بتسليم الرسائل والطرود إلى وسيط، ثم يقوم بتسليمها إلى شقيق البغدادي لتسليمها إلى القائد في شمالي سوريا.

وتُبين محتويات الرسائل والطرود كيف أصرّ البغدادي على توجيه التنظيم والأبعاد التي وصل إليها ليواكب تقدمه دون أن يكتشف خلال سنوات من الاختباء، بعد شهور من خسارة كل المدن السورية والعراقية التي كان سيطر عليها التنظيم.

ويقول العميل عن الرسول: «كان يسلم رسائل من قادة (داعش) في العراق: حالة قواتهم وأموالهم ولوجستياتهم وطرقهم. وكان على اتصال بالقادة هنا».

لكن لم يكن العراق وحده هو محطّ اهتمام البغدادي، حيث يقول مسؤول استخباراتي كبير: «إن “جمعة” كُلّف أيضاً بمهمة نقل الرسائل وإيصالها ذهاباً وإياباً إلى عناصر (داعش) داخل تركيا».

ويضيف بأن العراقيين والأميركيين «أجروا عملاً استخباراتياً مشتركاً لتعقب “جمعة” لمدة خمسة أشهر»، لكن لم يتضح ما إذا كان يسلم الطرود إلى البغدادي شخصياً، وما إذا تم ذلك في إدلب.

فقد كانوا يفقدون أثره عندما يدخل محافظة إدلب، حيث عثر على البغدادي في النهاية. وقد ارتبك المسؤولون من سبب انتهاء أثره في كل مرة في إدلب، لأنهم اعتقدوا أن البغدادي كان مختبئًا في محافظة #دير_الزور الشرقية.

وتساءلوا كيف يستطيع “جمعة” عبور الأراضي التي يسيطر عليها النظام السوري أو قوات سوريا الديمقراطية، لإيصال رسائل إلى شقيقه.

ويقول مسؤولو المخابرات: «لقد تعقبناه وهو يمر عبر الحدود، لكننا بعد ذلك بدأنا نفقد المسار. من تركيا سافر جنوباً عبر إدلب، لكن يبدو أنه لم يسافر أبعد من ذلك، الآن نعتقد أنه جاء عبر خمس نقاط بعيداً عن الحدود لمقابلة البغدادي. ولا نعرف ما إذا كان الأتراك يعرفون ذلك أم لا. عند طهي المعكرونة، يتم تصفيتها في مصفاة. لسوء الحظ، كانت حدود تركيا على هذا النحو لفترة طويلة».

ويُعتقد أن البغدادي انتقل إلى إدلب في ربيع 2019، في وقت الهجوم لانتزاع #الباغوز، آخر جيبٍ لتنظيم (داعش)، من أيدي باقي مقاتليه.

لكن المصادر العراقية تشير إلى أنه كان من الممكن أن يكون قد انتقل إلى هناك قبل ذلك الوقت، أو على الأقل في مكانٍ ما أقرب إلى إدلب وأبعد عن شرقي سوريا مما كان يُعتقد سابقاً.

ولا يُعرف سوى القليل عن “جمعة” حيث لا توجد صورة له متاحة للجمهور ولا توجد تفاصيل عن مظهره أو عمره أو مكان وجوده الحالي أو حتى اسمه الحركي. ومع استمرار محاولات تتبع تحركاته، تظل الكثير من المعلومات عنه سرية.

وقد ألقت القوات الخاصة الأميركية القبض على رجلين في غارة (باريشا) على مخبأ البغدادي، لكن من غير الواضح ما إذا كان “جمعة” أحدهم، أو ما إذا كان موجوداً في المنزل الآمن في ذلك الوقت.

ويقول المسؤولون العراقيون، إنهم ليس لديهم تحديد واضح لمن قُتل أو من أُسِر في الغارة التي نفذتها #قوات_دلتا التابعة للقوات الخاصة الأميركية.

وكان “جمعة” وأحد أفراد العائلة المتدينة نفسها من مدينة #سامراء العراقية، على الضفة الشرقية لنهر دجلة، يمارس مذهب متشدد من الإسلام حتى قبل أن يقيم البغدادي تنظيم دولته.

وفي وقتٍ من الأوقات، يُعتقد أنه أصبح الحارس الشخصي لأخيه وكان أقرب إخوته الثلاثة إليه. لكن رواية المسؤولين تكشف أنه عمل، على الأقل في الأشهر الأخيرة، كحامل لأوامر البغدادي لكبار الشخصيات في تنظيم (داعش) في تركيا والعراق.

ولا تزال طرق سفر “جمعة” من شمالي سوريا إلى اسطنبول والعودة والطريق الذي سلكه غير معروفة. لكن أن يتمكن عضو بارز في (داعش) من السفر إلى مدينة أوروبية كبرى بحرية لمقابلة أعضاء آخرين، سيثير مرة أخرى أسئلة حول الأجهزة الأمنية التركية وما تعرفه عن الأشهر الأخيرة للبغدادي، وتحركات أقرب المقربين إليه.

وقال ضابط سابق رفيع المستوى في الجيش التركي: «من المستحيل بالنسبة للمخابرات التركية ألا تعلم بوجوده على بعد 5 إلى 7 كيلومترات من الحدود التركية».

الاتهامات الموجّهة لأنقرة، لم تكن مدعومةً بأدلةٍ دامغة، لكن كثيرين في الدوائر الأمنية يشيرون إلى موقف سلبي للأجهزة الأمنية التركية تجاه تنظيم (داعش)، مما سمح له ببناء شبكات متطورة داخل البلاد.

وتواجه حكومة الرئيس #رجب_طيب_أردوغان انتقادات بعد العثور على البغدادي بالقرب من الحدود التركية. كما أنها مُتّهمة بتشجيع تنظيم (داعش) من خلال هجومها على الأكراد السوريين في شمال شرقي سوريا، باستخدام مرتزقة من المعارضة المسلحة والمتهمين بارتكاب جرائم حرب.

وقد تسبب هذا الهجوم، الذي قالت أنقرة إنه يهدف إلى قمع تهديد #حزب_العمال_الكردستاني، إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص.

كما قالت تركيا إنها ألقت القبض على “رسمية عواد” شقيقة البغدادي البالغة من العمر 65 عاماً، قرب بلدة #أعزاز السورية.

لكن مسؤولين سابقين قالوا إنها ربما لا علاقة لها بعمليات التنظيم وإنها كانت محاولة من جانب أنقرة للظهور على ما يبدو ضد (داعش) لتجنب الانتقادات.

يقول “أحمد يايلا” رئيس شرطة مكافحة الإرهاب التركي السابق والزميل الآن في برنامج جامعة #جورج_واشنطن حول التطرف: «بالنسبة للمخابرات الوطنية التركية، أو حتى الشرطة التركية، (داعش) ليس العدو الحقيقي».

ويضيف مؤكداً: «إنهم لا يبحثون بجدية عن هؤلاء الأشخاص، لكن أردوغان في وضع يحاول فيه إثبات أنه يقاتل تنظيم (داعش). وهذا هو السبب في أنهم يتفاخرون بالقبض على شقيقته البالغة من العمر 65 عاماً. وعلى الأرجح لا علاقة لها كثيراً بالقضايا هناك أو بما كان يفعله أخاها، لكنهم يقومون بدعاية ضخمة لها في وسائل الإعلام التركية».

وإحدى النظريات حول اختباء البغدادي على بعد كيلومترات فقط من الحدود التركية، هي أنه كان يحاول نقل عائلته إلى تركيا. ووفقاً لأيمن جواد التميمي، الباحث البارز في أسلوب عمل الجماعات المتطرفة السورية، فإن «هذا لم يكن معروفاً بين مسؤولي وقادة تنظيم (داعش)».

وفيما يتعلق بحرية السفر الواضحة لـ “جمعة”، أعرب “يايلا” عن تحفظاته من أن شخصاً قريباً  من البغدادي كان بإمكانه القيام برحلة طويلة إلى إسطنبول لتسليم أو اخذ الرسائل دون أن يتم اكتشافه.

حيث يقول: «كيف لم توقف تركيا هذا الشخص؟ من الخطر أن يذهب شخص مثله إلى اسطنبول. هذا عالم غريب وأي شيء يمكن أن يحدث، لكنني لا أتوقع مثل هذا الخطأ الجسيم من شخص مثله».

ومع ذلك، ربما كانت إسطنبول موقعاً أكثر احتمالية لقيادة تنظيم (داعش) العليا للبقاء غير مكتشفة، مقارنةً ببؤر المتطرفين المعروفة في جنوب تركيا. فلطالما كانت اسطنبول منطقة آمنة نسبياً للسفر، وهناك الكثير من اللاجئين، حيث يقول العميل العراقي: «من السهل أن تضيع وسط الزحام».

ويقول رئيس جهاز مخابرات غربي سابق: « في مدينة لا يقل عدد سكانها عن 15 مليون نسمة، يمكنك توقع درجة عالية من عدم الكشف عن هويتك. أما في المحاور الجنوبية الأصغر مثل #غازي_عنتاب، سيكون من الصعب جداً التأكد من عدم متابعتك أو رصدك».

كما يرى “جويدو شتاينبرغ” باحث في المعهد الألماني للدراسات الدولية والمستشار السابق في مكافحة التطرف للمستشار الألماني (جيرهارد شرودر)، إن السفر عبر تركيا «ليس مشكلة كبيرة بالنسبة لسوري أو عراقي أو شخص من نفس المظهر ليس لديه سجل جنائي ولديه الأوراق الصحيحة».

ويقول موضّحاً: «على الرغم من أنها ألف كيلومتر، إلا أنها لا تعتبر مسافة طويلة بالنسبة للأتراك. تستقل الحافلة وهذا كل شيء. فلديك اتصالات مباشرة بإسطنبول من كل مدينة».

ويقول “يايلا” إن تنظيم (داعش) لديه قائد في جهاز استخباراته “أمني” في تركيا، وهو مسؤول عن العمليات الخارجية للتنظيم، وآلاف من المؤيدين يطورون شبكات سهّلت نقل الأشخاص والأموال في جميع أنحاء البلاد. لذلك، ربما كان من المنطقي أن يستخدم البغدادي سفيراً آخر لهذا المنصب.

لكن “جمعة” كان قد بات «أحد الأشخاص القلائل الذين يثق بهم البغدادي»، بحسب العميل العراقي.

ومع تضاؤل أراضي تنظيم (داعش) وشخصيات قيادته، تضاءل كذلك اعتماد البغدادي على ما تبقى من قادته وجنوده، وهم شخصيات ربما وصلت إلى العراق أو سوريا قبل ست سنوات فقط.

ويقول “أمارناث أماراسينجام” الخبير في شؤون (داعش) وزميل باحث في معهد الحوار الاستراتيجي في لندن: «يبدو واضحاً الآن أنه في النهاية، لم يثق البغدادي إلا ببعض أفراد الأسرة المقربين جداً. ويبدو أيضاً أن المعلومات الأساسية التي أدت إلى القبض عليه، جاءت من الأشخاص الذين وضع ثقته بهم في النهاية».

ويرى “كولين كلارك” باحث في #مركز_صوفان، إنه على الرغم من تعقبه من قبل أجهزة أمنية أخرى، إلا أن ملف “جمعة” المحدود «كان من الممكن أن يساعده على تجنب اكتشافه من قبل أجهزة الأمن التركية أثناء سفره عبر البلاد».

ويقول متابعاً: «أفترض أن لديهم شبكة الأسرة التي تم تعيينها ولكن ليس البغدادي نفسه. إذن ما مدى شهرة أقاربه؟ وكيف يبدون؟».

ومع ذلك، لم يؤد تتبع “جمعة” إلى القبض على البغدادي. فالمخبر الذي زرعه الأكراد السوريون داخل الدائرة المقربة من البغدادي والعديد من الاعتقالات الحاسمة لرفاقه، قد تكون سبب سقوطه.

لكن تعقب “جمعة” يكشف عن خيطٍ آخر من المعلومات الاستخبارية التي كانت الأجهزة الأمنية تتبعها على أمل القبض على البغدادي.

ويعد استخدام “الرسول” وسيلة إرهابية مجربة ومختبرة لتجنب الكشف، وهي واحدة من العديد من الطرق التي يستخدمها القادة المتطرفون في محاولة للعمل في الخفاء لمواصلة أنشطتهم.

لقد كانت واحدة من تقنيات زعيم القاعدة السابق #أسامة_بن_لادن، الذي كان يرسل المقربين لمسافات طويلة مع محركات أقراص وفلاشات إلى مقاهي الإنترنت لتمرير المعلومات.

ومنذ ذلك الحين، انتقلت تكتيكات المراوغة المتشددة من مسودات البريد الإلكتروني إلى خدمات البريد الإلكتروني الآمنة، ثم إلى تطبيقات المراسلة المشفرة مثل الواتس آب والتيليغرام وسينيال.

وأصبح البغدادي مهووساً بالسرية، حيث لجأ إلى الملاحظات المكتوبة بخط اليد أو حتى الكلمات الشفوية لإرسال رسائله، وفي بعض الأحيان كان يرتدي ملابس الراعي، وفقاً لزوج أخته المحتجز “محمد علي ساجيت” الذي أجرى مقابلة مع العربية الأسبوع الماضي.

وكان زائروه يمشون في بعض الأحيان معصوبي الأعين أثناء القيادة إلى موقعه، بينما أُجبر آخرون على نزع ساعات معصمهم وتسليم هواتفهم.

ويرى “جيسون بيرك” الخبير في التطرف، بأن العتمة، كما فعل بن لادن لمدة 10 سنوات، يمكن أن تكون سهلة، لكن القادة الإرهابيين يفشلون في التوفيق بين حاجتهم إلى التخفي وحاجتهم للتواصل كرؤساء لهذه التنظيمات.

ويضيف قائلاً: «يمكنك الخروج من الشبكة والبقاء خارجها، ولكن سيكون من الصعب التواصل. أولئك الذين يبحثون عنك في الأساس يخمنون، ولكن إذا كنت بحاجة إلى الوثوق بشخص ما كـ “رسول”، فسيكون من الممكن التعرف عليه».

ومع ذلك، لم يتحرك العراقيون والأميركيون باتجاه “جمعة”. فقد كانوا يأملون في أن يقودهم إلى موقع البغدادي، بنفس الطريقة التي تم فيها تعقّب “بن لادن” إلى مخبأه في أبوت آباد عام 2011.

وفي هذه الحالة، لم يكن الأخ هو الهدف، لقد كان مجرد وسيلة للوصول إلى الهدف، حيث يقول رئيس المخابرات الغربية السابق: «أعتقد أنه من المفهوم تماماً أن تدعه حراً وترى ما سيحدث. بعد ذلك، يمكنك المضي قدماً من هناك؛ لترى ما كان يفعله في كلا الطرفين».

وعلى الرغم من أن هذا كان القرار في حالة “جمعة”، فإن السهولة التي عبر بها إلى تركيا، مثل العديد من أعضاء تنظيم (داعش) الأقل رتبة قبله، من المرجح أن تثير قلق الأجهزة الأمنية الغربية والإقليمية، سواء كانت أنقرة على علم برحلاتهم أم لا.

وقد يقودونا كل ذلك، إلى نتيجةٍ مفادها، أن قادة التنظيم كانوا في حياةٍ رغيدة مع عوائلهم، من خلال حرية التنقل من بلدٍ إلى آخر، وتحلّيهم بأعلى درجات الرفاهية والأمان في مدنٍ وبلداتٍ بعيدةٍ عن البقع الساخنة.

بعكس عناصر التنظيم الذين كانوا يُترَكون في أراضي المعارك، سواء في سوريا أو العراق، ليلقوا حتفهم بعد أن يصبحوا أهدافاً مكشوفة أمام ضربات التحالف الدولي يسهل قنصها.

وما تحوّل نساء (داعش) المُحتجزات في مخيماتٍ شمال شرقي سوريا، إلى أرامل، خير إشارةٍ لما كان قادة التنظيم يخططون له، وفي مقدمتهم “أبو بكر البغدادي” الذي هرب من أرض المعركة وكان يُخطط للهروب نهائياً إلى تركيا.

 

المصدر: (The National)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.