تعتبر “سمسرة العقارات” اليوم من بين المهن الرائجة في #تركيا، خصوصاً مع وجود أكثر من 3،6 مليون لاجئ سوري، يعاني معظمهم مشكلة عدم الاستقرار، وذلك لأسباب عدّة تتعلق غالباً بظروف لجوئهم وطبيعة أعمالهم أو أوضاعهم القانونية.

مع بدء موجة لجوء السوريين إلى #تركيا عام 2012 ، انتعشت مهنة سمسرة العقارات التي تتلخص بتقاضي السمسار أو المكتب العقاري عمولة من المستأجر، مقابل مساعدته في العثور على منزل معروض للإيجار.

ساهم ازدياد الطلب من #اللاجئين_السوريين على العقارات المعروضة للإيجار- خصوصاً جنوب تركيا- في تنشيط عمل سماسرة أتراك وسوريين، لاسيما بعد ارتفاع أسعار الإيجارات بشكل لافت.

ويتحدث سوريون مقيمون في #تركيا إلى الحل نت عن انتشار مهنة السمسرة بالعقارات، وكيفية استغلاها من قبل بعضهم للاحتيال على اللاجئين في بداية لجوئهم، وكيف باتت اليوم من المهن التي تُدرُّ على العاملين فيها أموالاً وفيرة وسط استغلال واضح لحاجة #اللاجئين_السوريين.

البدايات البسيطة

لم تكن مهنة السمسرة العقارية رائجة في الولايات التي توزع فيها #اللاجئون_السوريون وبالأخص جنوب #تركيا، لكن مع قدوم اللاجئين نشطت بشكل ملحوظ، ليبدأ عدد من الأتراك بالإضافة إلى سوريين تعلموا المحادثة باللغة التركية في العمل بهذه المهنة.

من جهته يعمل أبو أحمد (32 سنة) كسمسار عقاري منذ عام 2013 في غازي عنتاب، ويقول عن مهنته للحل نت: “كانت المهنة رائجة وأرباحها جيدة، نؤجر منزلاً في اليوم أحياناً، ونتقاضى عمولة بسعر إيجار المنزل لشهر، لكن عملي كان في المناطق الشعبية والإيجارات رخيصة هناك لذلك كانت العمولة قليلة”.
ويتابع :” ارتفع عدد السماسرة خاصة أن المهنة باتت مربحة، وأصبح السماسرة ينشرون عروض المنازل على فيس بوك ويتقاضون عمولتهم، وهناك من بات يعمل مع المكاتب العقارية التركية حيث يجلب زبائن للمكاتب ويتقاضى عمولة قليلة مقابل ذلك.”

وبات هذا العمل “مهنة من لا مهنة له” وفق أبو أحمد، حيث يؤكد أن العمل بهذا المجال، لا يتطلب سوى معرفة مناطق المدينة والتعامل مع مكتب عقاري واحد على الأقل، ومن ثم التسويق لعروض الإيجار المتوفرة لديهم.

انتشرت فيما بعد مكاتب عقارية سورية، باتت تعمل في مجالي الإيجار والبيع والشراء، ولكن عددها قليل للغاية، فحسب بحثنا في #غازي عنتاب على سبيل المثال، وصلنا إلى ما لا يزيد عن 20 مكتب عقاري سوري في الوقت الذي تنتشر فيه مئات مكاتب العقارات التركية.

في السياق، لم ترتفع إيجارات المنازل بشكل كبير، سوى في الولايات المكتظة #باللاجئين_السوريين مثل #غازي عنتاب و#إسطنبول وهاتاي وأورفا ومرسين وولايات أخرى.

بعيداً عن السماسرة

اتجه العديد من اللاجئين السوريين في #تركيا إلى البحث عن طرق أخرى لإيجاد منازل للإيجار، وذلك بعيداً عن السماسرة الذين يفرضون عمولة تعادل قيمة إيجار المنزل لشهر، مقابل المساعدة بإيجاد عقار مناسب لاستئجاره.

ويبدو أن معظم #اللاجئين_السوريين خسروا كثيراً من الأموال بسبب إيجارات المنازل، فعند انتقالهم إلى منزل استأجروه حديثاً، لابد أن يدفعوا غالباً إيجار أول شهر إضافةً إلى تأمين يعادل قيمة الإيجار لشهر أيضاً، عدا عن عمولة بذات المبلغ، فإذا كان إيجار المنزل 1000 ليرة تركية سيدفع المستأجر في الشهر الأول 3000 ليرة تركية، أما مبلغ التأمين فيسترده بعد مغادرته للمنزل.

ويقول أبو علي وهو شاب سوري في العشرينات من عمره يقيم في مرسين للحل نت إن :”البحث عن منزل للإيجار في تركيا بات أسهل من ذي قبل، الآن هناك الكثير من العروض رغم ارتفاع أسعار الإيجارات بسبب انخفاض قيمة الليرة التركية، ولكن بإمكانك البحث بعيداً عن السماسرة”.
ويؤكد الشاب أنه استأجر منزلاً من صاحبه مباشرة دون اللجوء للسماسرة، ولم يدفع حينها سوى إيجار أول شهر ونصف قيمته كتأمين.

وعن أفضل الخيارات التي يمكن اللجوء إليها بعيداً عن السماسرة، يجيب: “هناك مواقع تركية على الانترنت مثل مواقع صاحبندن وحرييت إملاك وزينغات وعشرات المواقع الأخرى، حيث توفر للزوار عروض إيجارات بعض منها يتيح التواصل مع المؤجرين مباشرة، كما يمكن البحث عن عقارات للإيجار عبر اللافتات التي تكتب للإيجار وتكون معلقة على شرفات المنازل”.

في المقابل، باتت مواقع التواصل الاجتماعي تتيح التواصل مباشرة بين البائعين والمشترين، مثل فيس بوك الذي أضاف متجراً يعرض فيه المستخدمون يومياً عشرات المنازل للبيع والإيجار ضمن خانة “عقارات للإيجار”.

الجدير بالذكر أن هذه المواقع توفر على المستأجرين دفع العمولة الإضافية، وتوفير المزيد من المال عند الإقدام على استئجار منزل في #تركيا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.