من بينها أجهزةُ الصّرع الصّوتيّة.. اليونان تمنع وصول اللاجئين إلى أراضيها بمختلف الوسائل

من بينها أجهزةُ الصّرع الصّوتيّة.. اليونان تمنع وصول اللاجئين إلى أراضيها بمختلف الوسائل

بعد أكثر من أربع سنوات من توقيع اتفاق (وقف تدفّق المهاجرين) بين #تركيا والاتحاد الأوروبي، والذي ينص على منع وصول اللاجئين من الأراضي التركية إلى أوروبا، تستخدم #اليونان عدّة طرق لمنع تسلّل اللاجئين إلى أراضيها.

تلك الطرق في معظمها، تنتقدها منظّماتٌ حكومية، لأنها تُعرّض حياة اللاجئين للخطر وتضعهم أمام خياراتٍ غير إنسانية، وتخالف المعاهدات والاتفاقيات الدولية المعنية باللاجئين.

يأتي ذلك، في ظلِّ التوتّرات السياسية بين تركيا واليونان جرّاء عدّة ملفّات، وعلى رأسها أزمة التنقيب عن الغاز شرق المتوسّط، ووجود مئات آلاف اللاجئين في تركيا، الذين يَسعَونَ للوصول إلى الأراضي الأوروبية.

وفي هذا التقرير، يرصد (الحل نت) أبرز الطرق التي تستخدمها اليونان لمنع وصول اللاجئين إلى أراضيها.

إعادةُ القوارب المطاطيّة

منذ بدء موجات اللجوء من تركيا إلى اليونان عام 2014، لم تُقْدِم اليونان على إعادة القوارب المطّاطية التي تصل إلى الجزر اليونانية المختلفة.

لكن منذ عدّة أشهر، بدأت اليونان بهذا الإجراء، حيث أعادت مئات القوارب بشكلٍ شبه يومي منذ مطلع عام 2020 الحالي.

ففي شهر مايو/ أيار الماضي، حاول الشاب السوري “حسام” الوصول إلى #جزيرة_ليسبوس اليونانية انطلاقًا من تركيا، لكنه أُعيدَ من حيث أتى.

«تأجّلت الرحلة ثلاث مرّات، بسبب دوريات خفر السواحل التركي المُكثّفة، وفي المرّة الرابعة نجحنا باجتياز المياه الإقليمية التركية، وبعد الوصول إلى منطقةٍ قريبة من الشواطئ اليونانية، اعتَرَضَنا خفر السواحل اليوناني وأعادنا قسراً بسفينته المتطوّرة إلى المياه الإقليمية» يقول  “حسام” الذي عاد للاستقرار في تركيا.

ويُضيف في حديثه لـ (الحل نت): «بعد ذلك، جاءت سفينةٌ تابعة للخفر التركي ونقلتنا إلى الأراضي التركية، ثم أطلقت سراحنا بعد ساعات»، مؤكّداً أنّه «لن يُعيد تكرار هذه التجربة».

وعاين (الحل نت) عشرات البيانات الرسمية التي نشرها خفر السواحل التركي عبر وكالة “الأناضول” الرسمية التركية والتي تفيد بأنّه «أنقذ لاجئين من #بحر_إيجة، بعد أن أعادتهم اليونان مع قواربهم المطّاطية».

وفي بعض الأحيان، كان خفر السواحل اليوناني «يرتكب ممارسات تُشكّل خطراً على حياة طالبي اللجوء، مثل انتزاع محرّك القارب المطّاطي ورميه في البحر، أو ثقبه في بعض الأحيان قبل إعادته نحو المياه الإقليمية مع تركيا»، بحسب البيانات ذاتها.

أنظمةُ «الصّرع» الصّوتيّة

قبل أسبوعين، دشّنت السلطات اليونانية أجهزة “صرع صوتية” على حدودها البرّية مع تركيا، في منطقة “نهر مريج” الذي تتركّز عمليات التهريب عندها.

الجهاز الصوتي يُدعى “LRAD” ويُستخدَم لصيد الحيتان في البحر، حيث يتكوّن الجهاز من نظامٍ صوتي ذكي طويل المدى، يقوم بإطلاق أصوات قوية جداً، تؤدّي إلى فقدان حاسّة السّمع لدى البشر على بُعدِ عشرات الأمتار.

وتَبلُغ كثافة الموجات الصوتية التي يستخدمها هذا الجهاز 162 ديسيبل، وبمجرّد إطلاق هذا الصوت بالقرب من البشر، فإنّه يؤدّي إلى آلام شديدة جدّاً في الأذنين والرأس، إضافةً إلى الصدمة الشديدة.

وبحسب تلفزيون (سي إن إن تورك)، فإن حرس الحدود اليوناني، عزّز هذا الجهاز بكاميرات حرارية يبلغ مدى رؤيتها 3.5 كيلو متراً لتمكين تشغيل الجهاز الصوتي بمجرّد مرور شخص ما بالقرب من الحدود اليونانية التركية.

تعزيز حماية الحدود البرية

على الحدود اليونانية أيضاً، تضعُ السلطات اليونانية مجموعة إجراءات لمنع وصول اللاجئين إليها، البعض منها مكلفٌ للغاية، في مقدمتها، تركيب أسلاك شائكة على طول المناطق التي يمر عبرها طالبو اللجوء على الحدود البرية مع تركيا، بطول 27 كيلو متراً.

عاين (الحل نت) مجموعة مقاطع فيديو تُظهِر تلك الأسلاك، حيث يبلغ ارتفاعها نحو مترين، وهي دائريّة الشكل، وكان لها دورٌ رئيسي في منع دخول اللاجئين من تركيا عندما سمحت لهم أنقرة بالوصول إلى اليونان قبل أشهر.

ووفقاً لوسائل إعلام يونانية، فإن هذه الأسلاك، كلّفت البلاد المنهكة اقتصادياً، أكثر من 60 مليون يورو.

وعلى غرار الأسلاك الشائكة، بدأت اليونان مؤخّراً ببناء سياجٍ اسمنتي على الحدود مع تركيا بارتفاع ثلاثة أمتار، وسيتركّز في منطقة “إيفروس” التي تُستخدم لعبور اللاجئين، ما يجعل مهمّة عبور الحدود بعد تشييده «شبه مستحيلة».

وبحسب وسائل إعلام يونانية، فإن السياج، سيكون بطول 26 كيلو متراً، على أن ينتهي تشييده  بحلول الصيف القادم، والهدف الرئيسي، هو القضاء على حركة عبور اللاجئين نهائياً.

لماذا التركيز على الحدود البرية؟

«الوصول إلى اليونان حالياً عن طريق البحر، فكرةٌ غبية، لأن القارب حتّى وإن وصل إلى الجزر اليونانية، فإن اللاجئ سوف يُحتَجَزُ هناك ولن يتمكّن من إكمال طريقه إلى البر اليوناني (أثينا)، لذلك فإن اللاجئين يُركّزون حالياً على العبور برّاً والوصول إلى العاصمة اليونانية»، يقول أحد وسطاء التهريب وهو سوري الجنسية تحدّث لـ (الحل نت) شريطة عدم ذكر اسمه.

وأضاف: «غالبية اللاجئين يصير طريقهم إلى أوروبا أسهل بعد الوصول إلى اليونان، حيث يسافرون جوّاً بجواز سفرٍ مزيّف أو برّاً عبر طرقٍ تمرّ من ثماني دولٍ قبل الوصول إلى النمسا».

مشيراً إلى أن الذين يسافرون عبر البحر، «ليس لديهم المال الكافي لاعتماد طريق التهريب برّاً والتي تُكلّف 2500 دولار، في حين تبلغ تكلفة التهريب عبر البحر ما بين 600 إلى 700 دولار .

ولفت إلى أن اليونان «تُدرِك أن غالبية اللاجئين، يركّزون على الوصول برّاً، لذلك تحاول “أثينا” إقفال هذا الطريق الأخير في وجههم».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.