بعد أن حرضتهن الثورة على التمرّد.. سوريّات يجدن في “السوشال ميديا” حُضناً داعماً لقضاياهن

بعد أن حرضتهن الثورة على التمرّد.. سوريّات يجدن في “السوشال ميديا” حُضناً داعماً لقضاياهن

انتشرت في الفترة الأخيرة، العديد من الصفحات والمجموعات النسوية السوريّة، التي تمكنت من خلال تعاون المشتركات وحتى المشتركين فيها، من نشر العديد من الحملات التوعوية الداعمة لحقوق المرأة، مما أحدث شرخاً في الحائط الذكوري الذي طالما حاول الإحاطة بكل القضايا والمسائل الخاصة بالمرأة.

حاول (الحل نت) الوقوف على الأسباب التي ساعدت الحركة النسوية السوريّة على زيادة نشاطتها وارتفاع صوت المشاركات فيها.

الثورة و”السوشال ميديا”

تُفرّق الباحثة في المجال السياسي “ديما دهني”، بين نشاط النساء النسويات والرجال النسوييّن من جهة، وبين وجود نشاط منظم للحركة النسوية السوريّة، مشيرةً إلى أن الجهود المبذولة تشكل نواة لحركة نسوية سوريّة ولكنها لا تزال جهود فردية وغير منظمة،  وتوضح “دهني”: «النشاط النسوي الذي تقوم فيه النساء النسويات والرجال النسويون واضح في الإعلام و”السوشال ميديا” وفي حملات الحشد والمناصرة بدرجة كبيرة، إلا أن الموارد على الأرض لا تزال محدودة».

في حين ترى المعيدة السابقة في قسم دراسات اللغات السامية، والناشطة في قضايا النساء والفتيات” لارا المحمد”، أننا نشهد حالياً توسعاً وتوهجاً في نشاط الحركة النسوية السوريّة، وهذا بلا شك بسبب الانفتاح الهائل على الحركات النسوية المناصرة في العالم، حيث بدأت النساء بالانفتاح على أنواع وأنماط مختلفة من الحقوق والحريات، إضافةً إلى القنوات المتعددة لـ”السوشال ميديا” التي باتت فضاء آمن لمثل هذا النوع من الحراك النسائي، تمكن الناشطات من تجميع وتنظيم الطاقات والمواهب في مساحة آمنة لتوحيد العمل والجهد في نشر الآراء والأفكار.

ورغم اعتقادها بتوهج نشاط الحركة النسوية، تشير الناشطة في قضايا النساء، إلى أن الحركة النسوية لا تزال في مرحلة المخاض، وتقول: «الحركة النسوية بدأت تتحول إلى حراك حقيقي يمكن تلمسه في حجم الهجوم الهائل الذي بتنا نراه ممن تتعارض مصالحهم ورؤاهم وأفكارهم مع مثل هذا النوع من الحراك الفكري والاجتماعي الهادف إلى كسر العادات والقوالب النمطية المعادية لحقوق المرأة».

وتضيف “لارا محمد”: «يمكن تلمس ثمار الحراك النسوي في كم المواد الإعلامية والمنشورات الفكرية والأصوات والأقلام النسائية التي أصبحت قادرة على إسماع صوتها في مواجهة الذكورية».

وترجع الصحفية المهتمة بقضايا المرأة “هدى أبو نابوت”، زيادة نشاط الحركة النسوية السوريّة إلى ظروف التفكير المتحرر من القيود الذي مهدت له  الثورة وإلى الفضاء الحر الذي فتحته “السوشال ميديا”، موضحةً أن مواقع التواصل الاجتماعي زادت من التفاعل مع القضايا النسوية، مثل التحرش والعنف ضد النساء وغيرها.

ومن جهةٍ أخرى، توضح “أبو نابوت” أن الحلول المطروحة لمعالجة القضايا النسوية «لا تزال بحاجة إلى دعم كبير، خاصةً في ظل اتساع دائرة العنف ضد النساء وغياب آليات حقيقة للمحاسبة».

وتوافق الناشطة النسوية “ميساء جبري” على رأي “أبو نابوت”، معتبرةً أن ثورات الربيع العربي حرّضت النساء للتمرّد على أوضاعهن، وأن “السوشال ميديا” كانت المنفذ الآمن الذي أتاح للنساء التعبير عن همومهن.

وترى “ميساء” أن هذه المساحة النسوية في العالم الافتراضي، هي مكتسب نسوي حرض الجمعيات ووسائل الإعلام والرأي العام على التعاطف مع قضايا المرأة.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.