انسحاب الفيلق الخامس من القريا: حل عشائري تحت ضغط قوى إقليمية ودولية

انسحاب الفيلق الخامس من القريا: حل عشائري تحت ضغط قوى إقليمية ودولية

بعد مفاوضات معقّدة للغاية، وتدخلات دولية وإقليمية، بدأ عناصر اللواء الثامن، التابعون للواء الخامس المقرّب من #روسيا، الانسحاب من أراضي بلدة #القريا جنوب غربي #السويداء، بعد أن أدى تواجدهم هناك إلى اشتباكات كثيرة مع أهالي البلدة، خلّفت عدداً من القتلى والجرحى، واحتقاناً طائفياً كبيراً بين أهالي محافظتي #درعا والسويداء.

الانسحاب الذي بدأ يوم الاثنين، التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر، بإشراف لجنة حل النزاع، المشكّلة من وجهاء من المحافظتين، جاء على أساس اتفاق بأن تتولى اللجنة المشكّلة حلّ أي إشكال قد يحصل، ووضع نقاط مراقبة تتوالها فصائل مسلّحة من المحافظتين، على أن يستمر الحل العشائري بما يخص الضحايا، عن طريق “عقد الراية ” (الصلح).

الحل الذي تولاه الأمير “لؤي الأطرش”، وشيخ العقل “حمود الحناوي”، جاء بتوافق مع أهالي الضحايا، وعدد من وجهاء درعا، الذين تفاوضوا باسم المحافظة وفصائلها المسلحة، وحملوا تفويضاً من “أحمد العودة”، قائد #الفيلق_الخامس.

 

سير المفاوضات

يقول “سمير حسون”، من أهالي بلدة القريا، وعضو مجلس الشعب السوري السابق، إن «الاجتماع الأول، الذي جرى في القريا، تم فيه تفويض الأمير “لؤي الأطرش” بإجراء المفاوضات، وإيجاد الحلول المنصفة، التي تستند إلى انسحاب مسلحي اللواء من أراضي البلدة، وتعويض أسر الضحايا».

وأضاف “حسون”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنه «تم الاتفاق على التفاوض مع لجنة من أهالي محافظة درعا، بشرط أن تكون مفوّضة خطياً، ويتم ابرام اتفاقية، يُحاسب على أساسها المتورطون بالقتل عشائرياً. وسارت المفاوضات بشكل مرضٍ، خاصة أن لجنة المصالحة، المنبثقة من المحافظتين، كان هدفها الأساسي الحل العادل، ونتيجة هذا انسحب اللواء الثامن من أراضي القريا، وتم تشكيل نقطتي مراقبة لحماية الاتفاق».

 

ضغوط خارجية

وذكر مصدر خاص لـ«الحل نت»، رفض الكشف عن هويته، أن «الاجتماعات المتلاحقة، التي جرت في بلدة “عرى” في السويداء، شهدت ضغوطاً كبيرة على الجميع، فقد زار وفد من #حزب_الله اللبناني الأمير “الؤي لأطرش” ليلاً، وعرض المساهمة في حماية الاتفاق ودعم نقاط المراقبة، وفي الليلة نفسها زار الأمير وفد عسكري آخر، من مركز المصالحة الروسية، يعرض بدوره المساهمة في ضمان الاتفاق».

ويضيف المصدر: «المفاجأة الأكبر كانت تدّخل ما بات يعرف بـ”الأمن الوطني”، برئاسة اللواء “علي مملوك”، الذي أرسل أحد ضباطه إلى الاجتماعات، كي يكون للحكومة السورية وأجهزتها الأمنية دور في رعاية الاتفاق».

الناشط المدني “سعيد الأحمد” (اسم مستعار) قال لـ«الحل نت» إن «التدخلات الخارجية كانت كبيرة جداً، وكل جهة كانت تريد فرض رؤيتها على المتفاوضين».

 

مواقف داعمة

“الأحمد” أكد أن «موقف أهالي الجولان كان داعماً للاتفاق، من خلال إرسالهم أموالاً لمساعدة أسر الضحايا، وكذلك موقف الشيخ “موفق طريف”، شيخ عقل الطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة، الداعم لأي اتفاق يتم دون تدخلات خارجية».  ويتابع بالقول: «الأمر الجدير بالاهتمام أن أهالي الضحايا رفضوا تدخل #الحكومة_السورية، واتهموها بالتخلي عن مسؤوليتها بحماية مواطنيها».

وكان الأمير “لؤي الأطرش” قد أكد، عقب اتمام الاتفاق، أن «انسحاب قوات “العودة” فتح المجال لأن يأخذ الشرفاء والوجهاء ورجال العقل والإفتاء، في السويداء ودرعا، دورهم في إنهاء النزاعات القائمة بين الجارتين “بصرى” و”القريا”».

وسبق لـ”االأطرش” القاء كلمة، في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر، هدّد فيها أن «أهالي السويداء لم يقولوا كلمتهم بعد»، عقب المعركة التي دارت في بلدة القريا، في التاسع والعشرين من أيلول/سبتمبر الماضي. ودعا الجميع لـ«الانتباه والحذر مما يحاك للجبل بشكل خاص، ولسوريا بشكل عام»، حسب تعبيره.

يُذكر أن كثيراً من بنود الاتفاق بين وجهاء المحافظتين ما زالت سريّة، وكذلك الضغوط التي مورست على لجنة المصالحة، خاصة لجهة تدخلات القوى الإقليمية والدولية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.