بدأ اليوم الأربعاء، في العاصمة السورية “دمشق” برعايةٍ روسية، مؤتمر «عودة اللاجئين السوريين» بغياب الولايات المتحدة الأميركيّة ودول الاتحاد الأوروبي، حيث بدأ المؤتمر بكلمة افتتاحيّة للرئيس السوري “بشار الأسد“، متوجهاً إلى الدول المشاركة عبر «الفيديو».

وكعادته، ألقى “الأسد” باللوم على العقوبات الأميركية والضغوطات الدولية على دمشق، في عزوف أكثر من خمسة ملايين لاجئ سوري هربوا من الصراع عن العودة.

مُشيراً إلى استغلال ملف اللاجئين السوريين من جانب الدول الغربية «لأهداف سياسيّة» وتمنع عودتهم لوطنهم «عبر الترغيب والترهيب»، مؤكّداً في الوقت ذاته؛ أن الأغلبية الساحقة من السوريين في الخارج «راغبين في العودة إلى وطنهم».

من جانبهم، أطلق آلاف السوريّون في الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملةً تحت عنوان «لن نعود والأسد موجود»، وذلك رداً على تصريحات الرئيس السوري “بشار الأسد” الذي أكد فيها أن السوريّون في الخارج يرغبون بالعودة إلى وطنهم.

وقال “حسام حمشو” تعليقاً على تصريحات الرئيس السوري: «كيف بده يانا نرجع والبلد ع كف عفريت!، لا كهربا ولا مي ولا حتى خبز، عن أي بيئة آمنة للعودة عم يحكي، نرجع منشان نقضي يومنا على الطوابير؟، لن نعود والأسد موجود».

في حين علّقت “لمى حاج محمود” على تلك الدعوات، بالقول: «كيف لنا أن نعود وعشرات الآلاف من السوريين في المعتقلات، نعود كي نصبح رقم ربما في أقبية السجون، لن نعود والأسد موجود».

وكانت الولايات المتحدة الأميركيّة شددت خلال جلسة عبر الانترنت لمجلس الأمن الدولي عقدت في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على ضرورة المقاطعة الدولية لمؤتمر اللاجئين الذي سيعقد في #دمشق.

في حين صرح نائب سفير الولايات المتحدة في مجلس الأمن “ريتشارد ميلز” في اعتراضٍ على الرعاية الروسية للمؤتمر،  على أنه: «من غير المناسب أن تشرف موسكو التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد على عودة اللاجئين».

كذلك ذهب الموقف الأوروبي بنفس الاتجاه الأميركي، إذ أكّد السفير الفرنسي في مجلس الأمن “نيكولاس دي ريفيرا” خلال الجلسة ذاتها، على معارضة #باريس لتسييس مسألة عودة اللاجئين.

وكان الاجتماع الافتراضي عبر «الفيديو» الذي جمع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتن” مع الرئيس السوري “بشار الأسد“، قد بحث الخطوات الأخيرة للمؤتمر الجاري، كما تحدث الأسد عما أسماه “أولوية عودة اللاجئين.”

كما لم ينسَ كعادته، أن يتهم الإرهاب بتهجير السوريين، ثم وجّه سهام اتهامه باتجاه الدول الغربية، معتبراً أن العقوبات التي تفرضها على

#سوريا تساهم في تأجيل عودة اللاجئين.
ليختم بما يبدو أنه بيت القصيد من هذا المؤتمر، ألا وهو الملف الاقتصادي وإطلاق عملية إعادة الإعمار، خاصة وأن المناطق التي تخضع لسيطرة حكومة الأسد تعاني من أزمات اقتصادية ومعيشية متواصلة، تشهد عليها طوابير المواطنين المصطفّين للحصول على الخبز والمواد الغذائية والمحروقات.

وفي الوقت الذي يدعو فيه الأسد السوريين للعودة إلى «الوطن»، لا تزال الأزمات الاقتصاديّة والأمنيّة تعصف بالبلاد، لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرته، حيث تنتشر طوابير الخبز والبنزين.

ويعاني السوريّون في الداخل من أوضاع بالغة الصعوبة للحصول على أبسط الخدمات الأساسيّة ولسان حالهم يقول: «عن أي عودة يتحدث الرئيس، نحن نريد الخروج».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.