صُنّفت سوريا من بين أكثر الدول خطورة على الأطفال في عام 2019، إلى جانب كل من #أفغانستان، العراق، الكونغو، نيجيريا ومالي. وأفاد تقرير أصدرته منظمة “أنقذوا الأطفال”، أن نحو واحد، من بين كل خمسة أطفال، يعيش في مناطق نزاعات، أو مناطق مجاورة لها.

ويواجه الأطفال في العاصمة السورية #دمشق وريفها أخطاراً كثيرة، على رأسها الفقر، وسبق للأمم المتحدة التحذير من زيادة عدد الجياع في عدة دول في العالم، على رأسها سوريا، التي تتصدر قائمة الدول الأكثر فقراً، بنسبة بلغت 82.5% من السكان، فضلاً عن ممارسات مختلف أطراف النزاع المسلح في البلاد، التي تواصل حجز واعتقال الأطفال، حسب تقارير كثير من المنظمات الحقوقية الدولية.

 


قتل الأطفال بسبب الفقر

«بدت حالة الذهول على وجوه القاطنين في #حي_التضامن بمدينة دمشق، لدى سماعهم بحادثة مقتل ثلاثة أطفال على يد والدهم، وهي حادثة غير مسبوقة في المنطقة، رغم كل الظروف التي عاشتها في سنوات الحرب»، بحسب ما أفاد “علي التميمي”، من سكان حي التضامن، لموقع «الحل نت».

ويروي “التميمي” ملابسات الحادثة بالقول: «اعترف والد الأطفال الثلاثة، بعد القبض عليه من قبل قوى الأمن الجنائي، بخنق أبنائه، بعد محاولتي قتل فاشلتين: الأولى بسم الفئران والثانية بمبيد حشري، وبرر جريتمه، لقاضي المحكمة العسكرية الثالثة بدمشق، بعدم قدرته على التكفّل بأبنائه، نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية، ورفض زوجته رعايتهم».

هذه الجريمة ليست الأولى من نوعها، ففي مطلع كانون الثاني/يناير من العام الجاري، أقدم رجل على قتل طفله، البالغ من العمر سنة واحدة، خنقاً، في منطقة #جرمانا بريف دمشق، وبحسب إفادة والدة الطفل، فإن الأب لم يعد قادراً على إطعامه منذ ثلاثة أشهر.

وكانت منظمة “أنقذوا الأطفال” قد تحدثت، في أيلول/سبتمبر الماضي، عن «معاناة عدد غير مسبوق من الأطفال في سوريا من ارتفاع معدلات سوء التغذية، بعد تسع سنوات من النزاع والنزوح، ويواجه سبعمئة ألف طفل إضافي الجوع في سوريا، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، الذي تزيد في تفاقمه القيود المفروضة، بسبب انتشار جائحة #كورونا، كما ارتفع عدد الأطفال، الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في جميع أنحاء البلاد، خلال الأشهر الستة التي سبقت إعداد التقرير، إلى أكثر من 4.6 مليون».

 

معتقل عمره سنة واحدة فقط

خلال السنوات التسع السابقة لم يكف أطراف الصراع في البلاد عن انتهاك الطفولة، عبر الاعتقال التعسفي، والعديد من الأهالي ما يزالون يأملون معرفة مصير أطفالهم، وخاصة القابعين في سجون الأجهزة الأمنية، التابعة للحكومة السورية.

يشير الناشط “وليد طبازة” إلى «إخفاء الأجهزة الأمنية مصير تسعة وأربعين طفلاً فلسطينياً في سوريا، من أبناء #مخيم_اليرموك والحجر الأسود، منذ عام 2011، وبعد استعادة #القوات_النظامية السيطرة على هذين الحيين، سارع الأهالي لتقديم طلبات لإخراجهم إلى لجان المصالحة، لكن دون جدوى».

وذكر “طبازة” لموقع «الحل نت» أن «الأطفال المعتقلين تتراوح أعمارهم، حين اعتقالهم، بين عام واحد وسبعة عشر عاماً، وتتكتّم الأجهزة الأمنية عن مصيرهم».

“براء الآغا”، عضو “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، قال لموقع «الحل نت» إن «نحو 29375 ألف طفل قتلوا في سوريا، منذ آذار/مارس 2011، من بينهم 179 طفلاً قتلوا تحت التعذيب، و4261 من المختفين قسراً، بينما تم تجنيد مئات الأطفال، فضلا عن معاناة آلاف الأطفال من التشرد».

وأوضح “الآغا” أن «ما لا يقل عن 4956 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال والاحتجاز أو الاختفاء القسري، على يد أطراف النزاع، من بينهم 3609 على يد القوات النظامية، و37 على يد #هيئة_تحرير_الشام، و652 على يد #قوات_ سورية_الديمقراطية، و339 على يد المعارضة المسلحة والجيش الوطني، كما أنَّ 319 طفلاً، اعتقلهم تنظيم #داعش قبل انحساره، لا يزالون قيد الاختفاء القسري. وقتل 179 طفلاً بسبب التعذيب، من بينهم 173 قضوا في مراكز الاحتجاز التابعة للحكومة السورية».

 

طفلة تحمل طفلاً

تقول “نغم الأكراد”، الباحثة الميدانية في جمعية “التكافل الشامية”، إن «محافظتي دمشق وريفها شهدتا تصاعداً في حالات الزواج المبكر، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وذلك نتيجة الفقر والنزوح، إضافة إلى العادات والتقاليد السائدة».

وأضافت “الأكراد”، في حديثها لموقع «الحل نت»، أن «نسب زواج الأطفال في المحافظتين تصاعدت في الأعوام الثلاثة الفائتة، متخطّية 73% من حالات الزواج. وتعاني الفتيات خصوصاً، جراء إجبارهن على الزواج، أو إقناعهن به. وقد وصلتنا مثلاً شهادة من مدينة #دوما بريف دمشق، أن الطفلة “علياء”، ذات الأربعة عشر عاماً، أصبحت أماً لطفل منذ أربعة أشهر، وسبق أن تطلّقت من زوجها، البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً».

فيما يشدد “خيرت كابالاري”، المدير الإقليمي لمنظمة #يونيسف في منطقة الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حديث مقتضب لموقع «الحل نت»، أن «عمق معاناة الأطفال في سوريا غير مسبوق، فملايين الأطفال يتعرضون لانتهاكات يومية، وتنقلب حياتهم رأساً على عقب، ما يصيب كل طفل، دون استثناء، بضغوط نفسية، تلازمه مدى الحياة، وتترك عواقب وخيمة على رفاهيته ومستقبله».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.