أصبحت الألبسة المستعملة أو كما تعرف باسم “البالة”، مقصدا للناس بمحافظة إدلب، وخاصة للأهالي المقيمين في مخيمات اللاجئين شمال المحافظة، نظرا لانخفاض أسعارها مقارنة بالألبسة المستوردة الجديدة، إضافة لقلة المصانع المخصصة لصناعتها، بمناطق شمال غرب سوريا

“البالة” بديل للسوريين عن الألبسة الجاهزة بإدلب

يقول مصطفى الإبراهيم أحد أهالي مدينة إدلب، لموقع “الحل نت”، إن “أسواق البالة أصبحت بالنسبة لي ولعائلتي المقصد الرئيسي لإكساء العائلة المؤلفة من أربعة أطفال وأمهم، ولم تقتصر فقط على الملابس، أيضا الأحذية المعروفة باسم الأوربية، باتت من الأمور التي أقدم على شرائها من البالة”.

وأشار الإبراهيم إلى أن “السبب الرئيسي للجوء إلى البالة هو ضعف القدرة الشرائية وارتفاع أسعار الملابس الجديدة، مقارنة بأسعار الملابس المستعملة”.

ونوه الإبراهيم خلال حديثه، أن “البالة في البدايات كانت شيئا غريبا لنا، وكانت محط الاستهزاء الشخص الذي يقدم على شرائها، أما الآن وبعد ثلاثة أعوام من الفقر، باتت الحل الأنسب لمشاركة أطفالنا بأجواء الأعياد، بسبب أسعارها المتدنية”.

وفي السياق نفسه، اعتبر إبراهيم الصلاح أحد المدنيين الذين يرتادون أسواق “البالة”، أن السبب الثاني للإقبال المدنيين على “البالة” الأوربية، هو الجودة والمتانة مقارنة بالألبسة التي تباع في أسواق الألبسة الجديدة، حيث لم يعتمد تجار الألبسة على الأنواع الجيدة نظرا لارتفاع أسعارها الكبير، وبذلك فإن الألبسة المستعملة المستوردة تأتي إلى إدلب، بجودة وماركة تجارية عالية الجودة، وبأسعار منخفضة.

للقراءة أو الاستماع: سوريا.. لباس العيد للطفل بربع مليون ليرة

أوربا مصدر الألبسة المستعملة

عبد الرزاق الخالد أحد تجار الألبسة المستعملة، قال في حديث مع موقع “الحل نت”، إن المصدر الرئيسي للألبسة المستوردة المستعملة، هو القارة الأوربية، حيث نعتمد في استيرادها على تجار سوريون يتواجدون في الدول الأوربية، وتصديرها إلى سوريا.

وأشار الخالد في حديثه، أن الألبسة المستعملة  نعمل على شرائها بالوزن وليس القطعة، حيث يتراوح سعر الطن الواحد ما بين 75 دولارا و 100 دولار أمريكي، ثم يتم توزيعها على الأسواق بأسعار تصل حتى 150دولارا للطن الواحد، حتى يعمل بائع المحل المفرق على بيعها بالقطعة حسب نوعها وجودتها.

وأوضح الخالد، أن “الطريق المستعمل في استيراد تلك البضائع هو معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، ثم إلى السوق المركزي الوحيد المتواجد في مدينة الدانا شمال إدلب”.

وتشهد مناطق شمال غرب سوريا، أوضاع اقتصادية هي الأسوأ منذ 10 أعوام، حيث ارتفعت معدلات الفقر والبطالة لأسباب عدة أهمها تقلبات أسعار صرف العملات، واستمرار الحرب، وحركات النزوح والتهجير.

للقراءة أو الاستماع: بنطال جينز بـ90 ألف في سوق الألبسة السورية.. ما علاقة الكهرباء؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.