أكثر من عامٍ مضى على ظهور فيروس #كورونا في مدينة ووهان الصينية، وتحول إلى جائحة أدّت إلى إغلاق قطاعات واسعة في العالم وشلّ الحركة #الاقتصادية في موجتين، انتهت الأولى مع شهر آب 2020، وما زال العالم يعاني تحت تأثير الموجة الثانية.

ومع التوصّل إلى خمسة لقاحات عالمياً وتصديق الحكومة البريطانية على لقاح منهم، بدأت بوادر الانفراج والعودة إلى الحياة الطبيعية تلوّح في الأفق.

وقُبيل بدء التطعيم عالمياً، يرصد موقع (الحل نت) في هذا التقرير، أكثر القطاعات تضرّراً على مستوى العالم بسبب الجائحة، من خلال الاستناد إلى تقارير #المنظمات الدولية المعنية بهذه القطاعات.

قطاع النفط.. التأرجح على أخبار الفيروس

منذ تحوّل فيروس كورونا إلى وباء عالمي (جائحة) بدأت أسعار #النفط ترتفع وتنخفض على وقع مستوى وشدّة الإجراءات الاحتياطية عالمياً.

وبعد أن كان متوسّط سعر برميل النفط الواحد بين 50 – 60 #دولار، بدأ السعر بالانخفاض بعد إغلاق مدينة ووهان في الصين، ثم إغلاق بقية الدول واحدةً تلو الأخرى.

في شهر نيسان 2020، عندما كانت أغلبية دول العالم مُغلقة تماماً في الحجر الصحّي، هبط سعر برميل النفط بشكلٍ قياسي ليصبح ثمن البرميل الواحد أقل من 1 دولار، إذ أصبحت كلفة تخزينه أعلى من سعره، ولم يسبق أن يسجّل النفط هذا الهبوط في تاريخه.

هذا الأمر، شكّل ضربات موجعة لشركات النفط، التي سجّلت خسائر غير مسبوقة، في حين حاولت شركات أخرى الاتجاه إلى تخفيض إنتاج النفط وتخفيض عدد العمال والإداريين والخبراء في محاولةٍ لامتصاص الصدمة، وهو ما فعله تحالف “أوبك بلس”.

وفي آخر إحصاءات، وصل سعر سعر خام برنت إلى 35.74 دولارا للبرميل، حيث يعتبر “خام برنت”، وهو المعيار الرئيسي لأسعار النفط في معظم أنحاء العالم، بينما وصل سعر الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط إلى نحو 34.25 دولارا للبرميل في آخر نشرات الأيام الماضية.

قطاع الطيران.. خسائر بمليارات الدولارات

بالتزامن مع تخفيف قيود السفر في صيف 2020، أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” مطلع تموز، أن حجم خسائر قطاع الطيران منذ تفشي جائحة فيروس كورونا بلغ 314 مليار دولار، بالإضافة إلى خسائر أخرى تقدر بـ550 مليار دولار.

وهي عبارة عن ديون ناتجة عن توقف النشاط، بعد تراجع متوسط عدد الرحلات اليومية حول العالم إلى 81٪ في نهاية الربع الأول من العام الحالي بسبب توقف الطائرات في المطارات.

إلّا أن “إياتا” أعاد نشر بيان آخر رصده موقع (الحل نت) في 17 آب، توقّع فيه أن تسجل شركات #الطيران حول العالم صافي خسائر إضافية بقيمة 84.3 مليار دولار خلال 2020، بسبب تداعيات فيروس كورونا.

وقال البيان إن «هامش الربح الصافي للشركات سيكون عند سالب 20.1 بالمئة، في حين ستنخفض #الإيرادات بنسبة 50 بالمئة، لتصل إلى 419 مليار دولار» متوقّعاً أن «تنخفض الخسائر إلى 15.8 مليار دولار في 2021، مع ارتفاع الإيرادات إلى 598 مليار دولار».

بحسب البيانات المعلنة على موقع “إياتا” فإن إيرادات شركات الطيران في عام 2019 بلغت 838 مليار دولار.

وأشار البيان إلى أن كل يوم إضافي من عام 2020 فيه خسائر بقيمة 230 مليون دولار في مجال صناعة الطائرات.

وشلَّت الجائحة حركة التنقّل عالمياً حيث عمدت غالبية الدول إلى تقييد حركة السفر إليها، ما أدّى لخسائر كبيرة لدى شركات الطيران.

قطاع السياحة.. خسائر أعلى بـ 3 مرات من خسائر أزمة 2009

بالتوازي مع الشلل الاقتصادي الذي أصاب قطاع الطيران، تعرض قطاع السياحة والفندقة حول العالم لهزة قوية، بسبب إحجام الناس على السفر وتوقّف حركة السياحة عالمياً.

وفي أواخر تموز2020، قدّرت “منظمة السياحة العالمية” خسائر القطاع السياحي حول العالم بنحو 320 مليار دولار، في الفترة الممتدة بين كانون الثاني حتى أيار 2020.

وهذا الرقم هو أعلى بثلاث مرّات من الخسائر التي سجّلتها السياحة الدولية خلال الأزمة المالية العالمية التي تنامت عام 2009، حسب المنظمة ذاتها.

وبحسب بيانات “الجمعية الأميركية للفنادق والإسكان” المعروفة باسم “AHLA”، فإن خسائر الفنادق الأميركية وحدها بنحو 2.4 مليار دولار من إيرادات الغرف، مع تقديرات بخسارة أكثر من 200 مليون دولار من إيرادات الغرف يومياً في المستقبل.

وبحسب وكالة “بلومبرغ” الأمريكية فإن تداعيات جائحة كورونا على قطاع #السياحة أضرّت نحو 300 مليون عامل في هذا القطاع الذي يمثّل 10٪ من الاقتصاد العالمي، حيث أصبحت ثلث العمال في السياحة بخطر.

ولتعويض الأضرار، رصد موقع (الحل نت) أن بعض الفنادق العالمية حاولت تعويض الخسائر من خلال استضافة الكوادر الطبّية، في حين أن البعض منها فتح أبوابه للحجر الصحّي.

العمّال في خطر.. تدني مستوى الدخل

ومن ضمن المتضرّرين بالجائحة، العمل بكافة مستوياتهم في مختلف أنحاء العالم، حيث تشير “منظمة العمل الدولية” إلى أن دخل العمل العالمي، انخفض بمعدّل 3.5 تريليون دولار أمريكي، في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019.

وفي البلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى، بلغت خسائر دخل العمل 15.1٪، كما بلغت الخسائر في أمريكا الشمالية واللاتينية بنسبة 12.1٪.

ووفقًا لـ “مرصد منظمة العمل الدولية” فأشار في إصداره السادس لنشرة كورونا، أن خسائر ساعات العمل عالمياً وصل إلى 495 مليون وظيفة بدوام كامل (48 ساعة في الأسبوع).

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.