لليوم الثاني على التوالي يصطف السكان في طوابير أمام ما تبقى من أفران مفتوحة في مدينة القامشلي، بغية الحصول على حاجتهم من الخبز، إذ أغلقت غالبية الأفران التموينية المدعومة من الحكومة السورية، فيما خففت الأفران السياحية من ساعات عملها بسبب ارتفاع تكاليف إنتاج الخبز، وفق ما يقول أصحابها.

ويعاني سكان الحسكة والقامشلي ومدن أخرى في مناطق شمال شرقي سوريا من صعوبة الحصول على مادة الخبز منذ نحو أسبوعين، بعد ارتفاع أسعار الطحين على خلفية ارتفاع سعر صرف الدولار ووصله إلى حاجز 2850 ليرة.

وقال “اسماعيل مراد” وهو موزع خبز في حي العنترية للحل نت إن: «الأفران السياحية في القامشلي لم تقم بتوزيع الخبز على الموزعين في المدينة منذ يومين، واكتفت بإنتاج كمية قليلة من الخبز وتوزيعها فقط لمرتاديها من السكان والاكتفاء ببيع ربطة وحدة لكل زبون».

وأضاف أنه اضطر إلى «إرسال أحد أفراد عائلته كحال غالبية السكان إلى أحد الأفران الحجرية للحصول على الخبز، لكنه لم يعد إلا بعد ساعتين من الانتظار في طابور طويل لم يحصل بعض الواقفين فيه على حاجتهم بعد توقف الفرن».

ويقول أصحاب الأفران السياحية إن سعر كيس الطحين ارتفع من نحو 27 ألف ليرة إلى أكثر من 40 ألف مؤخرا عدا ارتفاع أسعار أكياس التعبئة ومصاريف العمال.

وقال “هوزان محمود” وهو صاحب فرن سياحي في القامشلي إن:«الأزمة سببها توقف غالبية الأفران التموينية التي تقدم الحكومة السورية الطحين لها منذ يومين حيث لم يعمل منها سوى 24 فرنا من أصل أكثر من ستين فرنا في القامشلي»، لافتا إلى أن «هذه الأفران ستتوقف غداً الجمعة أيضا، بعد أن تم إخبار أصحابها أنها يوم عطلة رسمية ولا يمكن توزيع الطحين عليها».

وأضاف أن لجنة المطاحن في الإدارة الذاتية لم تحدد بعد تسعيرة كيس الطحين، بعد الاجتماع الذي جمعهم مع اللجنة ومطالبتهم بإيجاد حل بعد تكبدهم لخسائر نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج وخاصة الطحين.

وتحوي القامشلي أيضا 6 أفران سياحية، كما تقوم ثلاثة أفران سياحية هي شيلان في عامودا وإيفان في الحسكة و زاغروس في كركي لكي-(معبدة) بتوزيع كميات من إنتاجها في القامشلي بعد تزايد الطلب على الخبز السياحي منذ نحو عامين وتدهور جودة الخبز المدعوم المنتج من الأفران العامة.

وتجمع العشرات من السكان أمس أمام فرن تشرين الآلي الذي تديره مؤسسات الإدارة الذاتية بحي الصناعة، لكن نوافذ البيع بقيت مغلقة أمام الأهالي من سكان حي الأشورية.

وعادت الأفران الحجرية في مدينة ديريك-(المالكية) أمس إلى العمل بعد اتفاقها مع لجنة الأفران في المدينة على رفع تسعيرة رغيف الخبز من 200 إلى 250 و وتخفيض وزنه من 350 إلى 300 غرام.

وقالت مهاباد خليل من حي الصالحية في مدينة الحسكة في اتصال هاتفي مع «الحل نت» إن تسعيرة ربطة الخبز السياحي تباع في المحال التجارية بالمدينة بـ600 ليرة أي أنها ارتفعت 100 ليرة، مضيفة أن الموزعين يتحدثون عن وجود اتفاق بين الأفران السياحية ولجنة الأفران في الحسكة لبيعهم الربطة بـ550 ليرة وهمي يبيعونها بدورهم بـ600.

ولم يتسنَّ لموقع الحل نت الحصول على رد من لجنة المطاحن والأفران في هيئة الاقتصاد بالإدارة الذاتية حول تصاعد أزمة الخبز رغم إعلانها اتخاذ إجراءات لمواجهة الأزمة وتوفير الخبز قريبا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.