تشهد الأسواق السوريّة في مختلف المحافظات السوريّة حركة مميّزة واكتظاظاً واسعاً لا سيما بالشبان والشابات، الذين لم تمنعهم ظروف جائحة «كورونا» والظروف الاقتصاديّة من إضفاء أجواء الاحتفال بعيد الحب الذي يصادف اليوم 14 شباط /فبراير.

وفي مدينة حلب، اكتست معظم الأسواق منذ مساء السبت بالألوان الزاهية وتحديداً اللون الأحمر الذي يعبر عن هذه المناسبة السنويّة، كما انتشر في معظم الشوارع والطرق الرئيسيّة في المدينة بائعي الورود والهدايا الرمزيّة التي تعبّر عن «عيد الحب» بدءاً من «الدببة الحمراء» وليس انتهاءً بالورود والاكسسوارات المختلفة.

لكن هذه الأجواء تعكّرها ربما الظروف والأزمات الاقتصاديّة التي تعصف بالبلاد منذ أشهر، فالهدايا والألوان الزاهية التي طغت على الأسواق؛ تبدو للمشاهدة والاستمتاع فقط وليست للشراء، بحسب ما يؤكد صاحب محل للهدايا في سوق حي الجميليّة وسط مدينة حلب.

ويؤكد “أبو مرهف” في حديث مع «الحل نت» أن ارتفاع الأسعار الخيالي الذي شهدته مستلزمات عيد الحب، حال دون شراء الناس لهذه المستلزمات، فمعظم الموجودين في السوق جاؤوا للتنزه والمشاهدة فقط، بعد أن صُدموا بالأسعار، ويضيف «الأسعار لا تناسب معظم محدودي الدخل أصلاً، لشراء هذه الأشياء التي تعتبر ثانويّة».

وعلى سبيل المثال بلغ سعر الوردة الحمراء في أسواق حلب نحو سبعة آلاف ليرة سوريّة للوردة الواحدة، في حين بلغ متوسط سعر «الدب الأحمر» 50 ألف ليرة، فضلاً عن الارتفاع الجنوني في أسعار الإكسسوارات والهدايا التقليديّة المرتبطة بيوم الرابع عشر من شباط /فبراير.

تؤكد الشابة “تغريد صباغ” أنها تفاجأت عندما ذهبت مع إحدى صديقاتها التي أرادت شراء هديّة لحبيبها في يوم الحب، لتقتصر هديّتها على علبة صغيرة من الشوكولا وقد زيّنتها باللون الأحمر وكتبت عبارات الحب إلى حبيبها.

وتقول في حديثها لـ«الحل نت»: «كانت صديقتي تود شراء بعض الاكسسوارات ووضعها في صندوق مع الكثير من الورد الأحمر، لكن ذلك كان ليكلّفها راتب شهرين مما تتقاضاه في عملها الوظيفي، لا نستطيع إنفاق هذا المبلغ على مناسبة كعيد الحب على حساب مستلزمات الحياة الأساسيّة».

ليوم الحب، طرق وأساليب عديدة للاحتفال فرضتها الظروف الاقتصاديّة في سوريا، فالشاب أحمد من مدينة حلب يؤكد أنه يحتفل مع زوجته منذ ثلاثة أعوام عندما بدأا يقضيا يوم الحب معاً في طقوس خاصة.

ويقول في اتصال مع «الحل نت»: في يوم الحب من كل عام أقوم بصنع المتة وزوجتي تقوم بإعداد البوشار والكيك المنزلي، ربما نشتري من السوق بعض الشموع فقط ونبدأ طقوس احتفالنا معاً، أشعر بالسعادة في هذه الأجواء، لا سيما عندما نتصفح صور ذكرياتناً معاً».

يذكر أن أكثر من 90 بالمئة من السوريين، يعيشون تحت خط الفقر، ولا يستطيعون تأمين حاجاتهم الأساسية، بحسب الأمم المتحدة، كما تشهد عموم البلاد أزمات اقتصاديّة ومعيشيّة عدّة، أبرزها النقص الحاد في الخدمات والسلع الأساسيّة، بينها الخبز والمواد النفطيّة.

في حين تواصل الليرة السوريّة انخفاضها أمام العملات الأجنبيّة، حيث وصل سعر صرف الدولار إلى 3300 ليرة سوريّة للدولار الواحد، ما يزيد من معاناة السوريين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.