لبنان: باسيل ينتقد الحريري والراعي يمضي في دعوته للتدويل

لبنان: باسيل ينتقد الحريري والراعي يمضي في دعوته للتدويل

متابعات/ وكالات

أطلق رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل سلسلة من المواقف التصعيدية خلال مؤتمر صحفي مطوّل عقده، أمس الأحد، واستهدف في كلامه بشكل مباشر رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، إضافة إلى القوى المساندة له على الساحة السياسية، وعلى رأسها القوى السياسية المسيحية.

كلام باسيل جاء ليرد على المكاشفة التي أطلقها الحريري خلال كلمة ألقاها بمناسبة اغتيال والده، وفيها كشف عن نتائج مباحثاته مع رئيس الجمهورية ميشال عون، والتي بدأت منذ تكليفه تشكيل الحكومة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إذ وضع الحريري الرأي العام في صورة العقبات التي طرحها الرئيس عون وفريقه أمام تشكيل الحكومة، وأهمها المطالبة بالثلث المعطل وتوسيع الحكومة من 18 إلى 20 وزيراً.

إلى ذلك كان لافتاً التقاطع الصريح في المواقف ما بين باسيل و #حزب_الله، إذ طالب خلال مؤتمره الصحفي أمس أن تتشكل الحكومة من 20 أو 22 وزيراً، ونفى مطالبته بالثلث المعطّل، وقال مؤكداً:” نقبل بما يقبل به حزب الله.” كما لوّحَ باسيل بشكل من أشكال المقايضة مع الحريري، على مبدأ أن تمنح كتلته النيابية الثقة للحكومة المنتظرة، مقابل تطبيق قوانين إصلاحية.

في السياق، بات من الواضح أن المطالب التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي تتصاعد باتجاه تحرك سياسي ولن تتوقف عند حدود التصريحات، إذ سبق للراعي أن دعا إلى الحياد في المقام الأول، ومن ثمّ عقد مؤتمر دولي يبحث سبل الخروج من الأزمة التي يعيشها لبنان، ويبدو أن سلسلة من اللقاءات بدأت بالانعقاد وذلك من أجل التحضير لإنشاء جبهة سياسية وشعبية تدعم التوجهات التي أطلقها الراعي في مواقفه، كما تشير المعلومات المتداولة إلى أن البطريرك الماروني لن يتراجع عن مطالبه، التي تلقى معارضة من قبل حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر، ما يعني بشكل أو بآخر بداية مواجهة سياسية بين البطريركية المارونية وما تمثله من مرجعية سياسية ودينية في لبنان والحليفين حزب الله والتيار الوطني الحر.

من جهته يبدو رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري أكثر ارتياحاً لوضعه الحالي، إذ استطاع بعد كلمته في ذكرى اغتيال والده، والتي أتت لاحقة لجولة زيارات إقليمية ودولية، استطاع بعدها الحريري أن يعزز موقعه السياسي التوافقي، ويظهر في موقع الحريص على تشكيل الحكومة الذي يلقى التعطيل من قبل خصومه.

يأتي كل ما سبق في سياق أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية، تعتبر الأسوأ في تاريخ لبنان، منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، يضاف إليها الكارثة التي حلّت بالعاصمة اللبنانية بعد انفجار ضخم ضرب #مرفأ_بيروت في 4 آب/ أغسطس الماضي، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 200 شخص، وتشريد آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم بشكل كلّي أو جزئي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.