بعد محاولات تعود لأكثر من عامين، تتجه هيئة التنسيق الوطنية المعارضة السبت القادم، إلى عقد مؤتمر يضم قوى معارضة في العاصمة السورية دمشق هدفها تأسيس إطار جديد تحت مسمى “الجبهة الوطنية الديمقراطية”، وسط تكهنات باحتمالية حصولها على ضمانات روسية أو إيرانية لعقد المؤتمر الذي يعتبر الثاني بعد مؤتمر الإنقاذ المنعقد في دمشق العام 2012.

وبحسب عضو اللجنة التحضيرية “جون نسطة” فإن الدوافع إلى عقد هذا المؤتمر تعود إلى وجود «حاجة موضوعية لتشكيل جبهة وطنية ديموقراطية، تضم قوى وتيارات وشخصيات، تسعى إلى الحفاظ على القرار الوطني المستقل، … وتؤمن عن وعي، بالحل السلمي التفاوضي، للتغيير الديموقراطي الجذري والشامل».

وأضاف نسطة في تصريحات صحفية نشرها حساب هيئة التنسيق على موقع فيسبوك، أن «المجتمع الدولي بكامله لم يكن له الثقة بالتشكيلات، التي ادّعت بأنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، و تضم في صفوفها بالدرجة الأولى قوى الإسلام السياسي، وبعض الشخصيات الانتهازية التي تسعى إلى الشهرة وحب الأضواء» حسب قوله.

وأشار القيادي في الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي)، إلى أن «أهداف هذه الجبهة هي متابعة أهداف الانتفاضة الأولى بتحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية… وإقامة تحالف أوسع، يضم كافة القوى الوطنية الديموقراطية، التي ترغب بالاحتفاظ على أسماء كياناتها الحالية».

وأوضح نسطة أن القوى التي ستشارك بالمؤتمر، بالإضافة الى هيئة التنسيق الوطنية، بمكوناتها السياسة العشرة، هي حزب التضامن، والحزب الكردي التقدمي، وحزب يكيتي الكردي، والمنظمة التركمانية، وكوادر الشيوعيين في جبل العرب، والهيئة الاجتماعية في السويداء، وشخصيات وطنية وقومية مستقلة، وبعض القوى آلتي ستتخذ قراراتها قريباً.

ونفى القيادي الشيوعي الحصول على موافقة من السلطة السورية على انعقاد المؤتمر في دمشق، مشدداً على أن «اللجنة التحضيرية لم ولن تسعَ إلى أخذ موافقة السلطة، أو حتى إعلامها بالمؤتمر».

مشاركة حذرة

وحول المشاركة الكردية في المؤتمر قال “أحمد سليمان” عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا إن الدعوة من قبل هيئة التنسيق الوطنية إلى عقد مؤتمر وطني عام في دمشق تحديداً، يعود لأكثر من سنتين ونصف.

وأضاف القيادي الكردي في تصريح لموقع (الحل نت) «كحزب ديمقراطي تقدمي كردي في سوريا و منذ بداية النقاش حول هذا الموضوع أكدنا أنه إذا حصل هذا المؤتمر كمحفل وطني لوجود قوى معارضة في دمشق سنكون جزءً من حواراته».

ولكنه أكد أن مسألة انضمامهم إلى إطار ينتج عن هذا المؤتمر «سيتوقف على مخرجات المؤتمر والموقف من الوضع العام السوري والقرارات المتعلقة بذلك والموقف من القضية الكردية، فإذا حدث توافق سياسي أو اتفاق حول هذه المخرجات وهو ما سيحدد ما إذا سنكون جزء من الإطار الجديد أم لا».

بدوره قال مصطفى مشايخ نائب سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) حول إمكانية مشاركتهم في المؤتمر المزمع انعقاده بدمشق “نحن لسنا من اللجنة التحضيرية ولكن هناك دعوة لنا كحزب”.

وأوضح مشايخ في تصريح لموقع الحل نت “حتى الآن لم نحسم بعد فيما إذا كنا سنشارك في المؤتمر أم لا”.

يشار إلى أن الحزب الشيوعي السوري أعلن في حزيران/ يونيو الماضي، بدء تشكيل الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود)، وقال إنها ترمي إلى عقد “مؤتمر إنقاذ وطني عام، للعمل على التغيير الجذري للنظام، وإنجاز مهمات المرحلة الانتقالية…ودعم العدالة الانتقالية، بما يشمل محاسبة وتعويضاً وسلاماً مجتمعياً، والإسهام في بناء نظام سياسي – اقتصادي – اجتماعي، يوفر العدالة الاجتماعية، ويسهم في انتشال أكثر الفئات فقراً وتهميشاً، ويؤمّن نمواً مستداماً مؤسساً على حقوق الإنسان”.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.