الهجوم على مطار أربيل: هل صار إقليم كردستان ساحة أساسية للصراع الأميركي-الإيراني؟

الهجوم على مطار أربيل: هل صار إقليم كردستان ساحة أساسية للصراع الأميركي-الإيراني؟

شهدتْ الأيامُ الماضيةُ تطوراتٍ أمنيةً متعددةً في العراق، واستمراراً لمسلسل قصف المواقع، التي تتواجدُ بها القوات الأميركية في مختلف المدن العراقية.

وتعرّض مطار مدينة #أربيل، عاصمة #إقليم_كردستان العراق، لقصف نُفّذ بطائرةٍ مسيرة، وهو ما اعتبره كثير من المحللين تكتيكاً جديداً للميليشياتُ المواليةُ لإيران، بعد فشل صواريخ كاتيوشا في تحقيق أهدافها العسكرية، ويشبّهون التكتيك الجديد بالهجمات التي قام بها الحوثيون في #اليمن ضد المدن السعودية.

ولم يوقع القصف خسائر بشريةً أو ماديةً، بحسب ما أكده “أوميد خوشناو”، محافظ أربيل، في تصريحات صحافية، أعقبت الهجوم على المطار، فيما أعلنت وزارة الداخلية في إقليم كردستان عن فتح تحقيق بالحادث، بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية، لمعرفة الجهة المسؤولة عن الاستهداف.

وبعدَ ليلة واحدة من الهجوم على مطار أربيل، تعرّضت مقرات تابعة لـ”الواء 30” في #الحشد_الشعبي، لهجوم بصواريخ متعددة، أدت لإصابة مقاتل من عناصر اللواء، بحسب ما أعلن عنه “الحشد” في بيان رسمي. وهو تطور قد يشير إلى نية قوات #البيشمركة الكردية الرد على أي استهداف، تقوم به الميلشيات الموالية لإيران، ضد القوات الأميركية المتواجدة على أراضي إقليم كردستان.

 

رسائل لأطراف متعددة

“غياث سورجي”، القيادي في #الاتحاد_الوطني_الكردستاني، أشار إلى أنَّ «استهداف مطار أربيل بطائرة مسيّرة يدل على وجود رسائل جديدة، أردات الفصائل المسلحة إيصالها إلى عدة أطراف في إقليم كردستان».

ويضيف، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنَّه «بعد الرفض الكردي لقرار الانسحاب الأميركي من العراق، وفي ظل إصرار حكومة إقليم كردستان على بقاء تلك القوات في الإقليم، وبناء قواعد جديدة وكبيرة لها فيه، أرادت الميلشيات الموالية لإيران إيصال رسالتين: الأولى للقوات الأميركية، بأنه لن يكون هناك مكان آمن لتواجدها في العراق، فحتى إقليم كردستان، الذي يتمتع باستقلالية، ستصله صواريخ وطائرات الميلشيات، في سبيل الضغط على #واشنطن، لسحب كافة جنودها من العراق؛ والرسالة الثانية موجهة لحكومة الإقليم والأحزاب الكردية، بأن رفض سحب القوات الأميركية سياسياً لن ينفعهم شيئاً، لأن الإقليم غير قادر على تأمين الوجود الأميركي داخل مدن كردستان».

وتعرّض مطار أربيل، في شهر شباط/فبراير الماضي، لقصف صاروخي، أدى لمقتل متعاقد مدني مع قوات التحالف، واثنين من المدنيين، فيما أصيب عدد من المواطنين بجروح، جرّاء سقوط صواريخ عشوائية على مواقع متعددة من مدينة أربيل، واتهمت واشنطن ميلشيات موالية لإيران، وتحديداً كتائب #حزب_الله_العراقي بمسؤوليتها عن الحادث.

 

ماذا تريد إيران من الكُرد

المحلل السياسي “خالد الجبوري” يقول إن «القصف الجديد لمطار أربيل، الذي تمّ بتقنية متطوّرة، هو رسالة إيرانية لحكومة إقليم كردستان، وتحديداً #الحزب_الديمقراطي_الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني».

مبيناً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الفترة الأخيرة شهدت فتوراً في العلاقات بين “الديمقراطي الكردستاني” وإيران، نتيجة ذهاب الإقليم باتجاه تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة، وإهمال العلاقة التاريخية، التي تربطه بإيران»، حسب تعبيره.

وأضاف أن «القصف المتطوّر، وعبر طائرة مسيرة، تم بدعم إيراني للميلشيات العراقية، لإيصال رسالة لحكومة الإقليم، بأنّ طهران لن تتخلى عن مصالحها في المنطقة بسهولة، وكردستان العراق من المناطق التي تحرص #إيران على إدامة وتعزيز نفوذها فيها، اقتصادياً وسياسياً».

 

الردُ الكُردي

“مسرور بارزاني”، رئيس حكومة إقليم كردستان، أكد أنَّ «المسؤولين عن الهجوم على مطار أربيل سيحاسبون حساباً عسيراً».

تصريحات “بارزاني” جاءت عبر تغريدة في حسابه على موقع “تويتر”، شدّد فيها على أنه «يجب على الجماعات المتطرفة والمسلّحة الانسحاب من المناطق المحاذية لمدن إقليم كردستان، بشكلٍ فوري، وترك المهمة للقوات العراقية الرسمية».

في السياق نفسه طالب “سيروان حسن”، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، بـ«سحب كافة الميلشيات من محافظاتي #كركوك ونينوى، وجميع المناطق المجاورة لإقليم كردستان».

مؤكداً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنّ «مدن الإقليم يجب أن تحافظ على أمنها واستقرارها، وأن لا تكون عُرضة لاستهداف الميلشيات، التي تريد العبث بأمن الإقليم، إرضاءً لمصالح إيران».

وأشار إلى أن «إقليم كردستان يقف على مسافةٍ واحدةٍ من الصراع الدائر بين الولايات المتحدة وإيران، ونحن لسنا مع طرفٍ ضد آخر، وهذا الأمر لم يرق للميليشيات الولائية، التي تريد جر كردستان لساحة الحرب، وتحويلها مدنها إلى أنقاض، كما هو الحال مع باقي مدن الوسط والجنوب»، حسب تعبيره.

 

موقف الحشد الشعبي

وتعرضت مقرات “اللواء 30” في الحشد الشعبي، أو مايعرف بـ”الحشد الشبكي”، نظراً لانحدار مقاتليه من الأقلية الشبكية الشيعية، لقصف بالصواريخ، بعد يوم واحد من استهداف مطار أربيل.

ويُتهم عناصر اللواء، الذين يتواجدون على مسافة أقل من أربعين كيلو متراً من مدينة أربيل، بالمسؤولية عن القصف المتكرر للمدينة، أو تسهيل مهمة بقية الميلشيات، التي تنفذ القصف.

“سعد القدو”، المتحدث باسم “اللواء 30” في الحشد الشعبي، نفى صلة عناصر اللواء بقصف مطار أربيل، أو قيامه بمساعدة الفصائل المسلّحة الأخرى.

لافتاً، في تصريح خصّ به موقع «الحل نت»، إلى أنّ «الاتهامات الموجهة لعناصر اللواء مؤامرة هدفها إخراجهم من سهل #نينوى، والمناطق القريبة من إقليم كردستان، بهدف إتاحة المجال لقوات البيشمركة الكردية، للعودة إلى تلك المناطق، التي انسحبت منها بعد أحداث 16 أكتوبر/تشرين الأول عام 2017».

واستكمل حديثه بالقول إنّ «القصف الذي استهدف مقر “اللواء 30″، انطلق من مواقع البيشمركة، وكان يجب على #الحكومة_العراقية فتح تحقيق بالحادث، ومحاسبة الجهة التي قامت بهذا الفعل، الذي يعد استهدافاً لقوة أمنية، مرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة، ورئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي».

وأوضح أنّ «الحشد الشعبي مع التهدئة، وعدم التصعيد واستغلال الموضوع سياسياً وانتخابياً، ولكن في الوقت نفسه نحن مصرّون على البقاء في مناطقنا، ولن ننسحب منها تحت أي ضغوط أو مؤامرات، تهدف لإبعادنا عن المنطقة، بحجة حماية مدن إقليم كردستان، والمصالح الأميركية هناك».

وتعد منطقة سهل نينوى، التي تضم أقضية ونواحٍ متعددة، واحدة من المناطق المتنازع عليها بين #بغداد وأربيل، وتطالب حكومة إقليم كردستان بعودة قوات البيشمركة الكردية إلى المنطقة، بعد انسحابها منها عام 2017، عقب الاستفتاء الذي أُجري في الإقليم، حول قضية الانفصال عن العراق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.