يتلقى مربو #الأغنام في سوريا ضربات موجعة متتالية، لا يمكن أن تحصر  خلال سنوات #الحرب فقط، بل تمتد إلى عقود سابقة، نتيجة السياسات الزراعية الفاشلة التي تنتهجها المؤسسات القائمة على هذا القطاع سواء وزارة الزراعة أو الجمعيات التعاونية.

وما يعتري تلك السياسات من صفقات للفساد، أدت إلى خروج شريحة كبيرة من مربي الأغنام من العملية الإنتاجية، كما أن الظروف الأمنية والحرب التي أثرت على هذا القطاع الحيوي، إذ أدت إلى فقدان أكثر من نصف أعداد قطيع #الأغنام، بخاصة في المناطق التي تتوفر فيها البيئة المناسبة لتربية المواشي، كالمحافظات الشرقية والوسطى.

كما أن غياب المواد العلفية لدى المؤسسة العامة للأعلاف وامتناعها عن توزيع الدورات العلفية في وقتها المطلوب، ساهم في بحث المربي عن منافذ  لشراء المواد العلفية من السوق السوداء.

وذلك في ظل اتهامات كثيرة وجهت إلى مديريات #الزراعة في المحافظات والجمعيات الفلاحية عن تقديم بيانات وهمية إلى مؤسسة الأعلاف بعدد رؤوس الأغنام ، للحصول على كميات من المخصصات المدعومة تزيد على حاجة القطيع وطرحها للبيع للتجار بدلاً من أن تذهب إلى المربي الحقيقي.

احصائيات غير دقيقة لعدد الأغنام

قدرت وزارة الزراعة في الحكومة السورية عدد رؤوس الأغنام، وفق أحدث إحصائية للوزارة لعام 2019 نحو 14.5 مليون رأس غنم، بينما كان عدد رؤوس الأغنام في عام 2010 بحسب بيانات الوزارة 15,5 مليون رأس.

وفي مقاربة سريعة ما بين الرقمين نجد أن الفارق ضئيل لتراجع الثروة الغنمية بنحو مليون رأس غنم فقط، رغم أن الأحداث الأمنية والعسكرية التي عصفت بسوريا قسمت مناطقها إلى جزر متناثرة  وأدت إلى فقدان أعداد كبيرة من رؤوس الأغنام في جميع المحافظات.

الرقم الذي رشح عن وزارة الزراعة مبالغ فيه، وغير دقيق، ويعكس أن الثروة الحيوانية “لا تزال بخير”، رغم هجرة أكثر من 6 ملايين سوري إلى خارج البلاد.

ومن جهة ثانية، كيف يتسنى لمديريات الزراعة أن تجري إحصائها في المناطق الخاضعة خارج سيطرة الحكومة السورية قياساً بالأوضاع الأمنية التي تعيشها #سوريا؟.

بحسب أحد العاملين في وزارة الزراعة أوضح في تصريح صحفي مؤخراً، أن السبب الرئيسي للأرقام المرتفعة في عدد الأغنام، يعود إلى المربين الذين لا يقدمون أرقاماً صحيحة عن  رؤوس أغناهم، ويزيدون من أعدادها للاستفادة من زيادة الكمية في المقنن العلفي الذي توزعه مؤسسة الأعلاف.

طبعاً هذا الأمر لا يحدث إلا باتفاق ضمني ما بين رؤساء الجمعيات الفلاحية ولجان التعداد في وزارة الزراعة.

ويقول المربي “نواف محمد” من ريف حماة الشمالي أنه يملك 50 رأس غنم ولم يحصل على المقنن العلفي رغم إعلان وزارة الزراعة عن التوزيع للمربين ضمن الدورات العلفية.

ولفت إلى أن معظم الكميات التي توزع على المربين لا تخضع إلى المنطق بل هناك تواطئ بين رؤساء الجمعيات والتجار الذين يشترون المقنن العلفي من شعير ونخالة وكسبة من المربي غير الحقيقي قبل تسليمها له.

تهريب العواس إلى دول الجوار

ساهم انخفاض كميات الأعلاف في السوق المحلية إلى خروج الكثير من مربي الأغنام بمواصلة تربية الأغنام، نتيجة غياب الطبابة الحيوانية والكلفة العالية لأسعار الأعلاف.

وبخاصة بعد التسعيرة الجديدة التي أعلنت عنها المؤسسة العام للأعلاف نهاية العام الماضي، بحجة أن المؤسسة تستورد الأعلاف وتبيعها  للمربي أقل من سعرها الحقيقي بنسبة 50%، حيث وصل سعر طن النخالة حدود 300 ألف ليرة وطن كسبة فول الصويا 950 ألف ليرة وطن الشعير وصل إلى 400 ألف ليرة سورية.

بينما بحسب أسعار سوق المواشي للسوق المركزي في الرحيبة بمحافظة ريف دمشق (نيسان 2021) فقد تراوح سعر كيلو الشعير الأبيض ما بين 1175-1200 وكيلو النخالة700- 725 ليرة سورية وتبن القمح نحو 350 وتبن الشعير 300 ليرة.

وارتفاع أسعار المواد العلفية ساهم إلى حد ما إلى لجوء بعض المربين لتهريب أغنامهم وبيعها بطرق غير مشروعة للاستفادة من فرق الأسعار الذي يصل إلى الضعف وبخاصة في مناطق الشمال السوري، حيث يتم تهريبها إلى السوق التركية والمناطق الشرقية نحو العراق، وقطعان الجنوب نحو الأردن وذلك بحكم وجود العديد من المعابر غير الشرعيّة.

وبين تلك البلدان وترحيلها عبر الحدود مشياً، أو ضمن سيّارات تحظى بتغطية بعض عناصر الجمارك، بالاشتراك مع التجار، بحسب روايات عدد من أهالي المناطق الحدودية الذين أكدوا أن تجارة تهريب أغنام العواس تشهد ازدهاراً في أشهر نيسان وأيار وبخاصة بعد ولادات الأغنام.

ويأتي سماسرة وتجار إلى سوق الأغنام المنتشرة في سوريا لشراء أغنام العواس، لتنقل بعد ذلك إلى دول الجوار عبر مهربين متخصصين، ويؤكد تاجر مواشي سمير أبو عبد الله أن عملية التهريب لا تتم إلا من خلال رشاوى تحصل عليها الحواجز العسكرية سواء كانت التابعة لمناطق الإدارة الذاتية أو الحكومة السورية أو المناطق الخاضعة تحت سيطرة المعارضة.

وكان رئيس جمعية اللحامين في سوريا “أدمون قطيش”، دعا في تصريحات صحفية مؤخراً، إلى مواجهة الكارثة التي تهدد الثروة الحيوانية حاليا والعمل على منع تهريب الأغنام والأبقار لافتاً إلى أن أغلب الأبقار والأغنام للمنطقة الجنوبية، موجودة في منطقة الرحيبة ومن هناك يتم تهريبها إلى الخارج.

وأكد بعض تجار الأغنام لم يعلنوا عن أسمائهم أن رأس الغنم في دول الجوار (الأردن، ولبنان، والعراق) يباع بأكثر من 200 دولار أمريكي (600 ألف ليرة) بينما في الداخل لا يتجاوز سعره وحسب وزنه أكثر من 70 دولار(210 ألف ليرة)

أسعار اللحوم خارج موائد السوريين

تعيش أسواق اللحوم حالياً حالة ركود فلا بيع ولا شراء من قبل اللحامين ولا طلب من قبل المستهلكين على المادة سواء لحم الغنم أو العجل، وانخفاض العرض للحوم في السوق المحلية، وزيادة أسعارها منذ بداية العام الجاري بنسبة 50%.

كما أن القدرة الشرائية للمواطن لا تؤهله لشراء نصف كيلو في الشهر مقارنة مع دخله الشهري الذي لا يتجاوز وسطيا 20 دولار ، في حين  سعر كيلو لحم الغنم يصل إلى 10 دولارات (الدولار يساوي 3000 ليرة).

ووفق نشرة أسعار اللحوم في موقع الليرة اليوم الغنم في سوريا وبشكل عام فقد وصل سعر كيلو هبرة الغنم إلى حوالي الـ 27 ألف ليرة سورية، أما اللحوم المسوفة فقد سجلت سعراً أعلاه 20 ألف ليرة سورية.

وأصبح سعر كيلو اللحم المسوف بـ 20 ألف ليرة سورية للحم الغنم وسجلت شرحات الغنم سعراً قدره 20 ألف ليرة سورية للكيلو الواحد، وكيلو لحم الغنم بعظم وصل إلى سعر 18 ألف ليرة سورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.