وجه المرصد السوري لحقوق الإنسان، اتهامات لمنظمتين انسانيتين بوقوف موظفين فيهما وراء اعتداءاتٍ جنسية،  “ضحاياها” نساء يقمن في “مخيم الأرامل”، الواقع ضمن تجمع المخيمات غربي مدينة “الدانا” بريف إدلب. 

وحسب المرصد الحقوقي، فإنّ الاعتداءات لم تكن آنية بل تعود إلى فترات سابقة، مورست من قبل موظفين في منظمتي “إحسان الإنسانيّة” و”رحمة الإنسانيّة”، في تجمع مخيمات “مشهد روحين” المخصصة لنازحي مدينة “معرة النعمان”.

وقال المرصد، إنّه رصد حدوث 5 حالات تحرش خلال الفترة الممتدة ما بين شهر أبريل من العام الفائت وحتى تاريخ 26 من الشهر الحالي، مضيفا: «من بين الضحايا سيدة تبلغ 40 عاماً، من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، وتقطن في المخيم برفقة 2 من أطفالها».

ولم يستبعد نشطاء مطلعون على النشاط الإغاثي في شمال غربي البلاد، حدوث حالات تحرش واستغلال جنسي في مخيمات شمال سوريا، مؤكدين أنّ ذلك قد يتركز بشكل أساسي في المخيمات العشوائية، التي يغيب فيها تنظيم العمل الإنساني سواء للمنظّمات الرسمية، أو تلك التي تعتمد على الأفراد وعلى “الأعمال الخيرية”. 

من جانبه، لم ينكر مدير فريق “منسقو الاستجابة في الشمال السوري”، “محمد حلاج”، وجود حالات كما ذكر المرصد، مشيراً إلى أنّها قليلة ونادرة الحدوث». 

وفي حديث لـ«الحل نت» قال حلّاج: «لا نستطيع توجيه اتهام لمنظمة كاملة بسبب تصرفات فرديّة»، مشيراً إلى أن معظم المنظمات تقوم بالإجراءات المناسبة كالمعاقبة والفصل بحق أي موظف يثبت عليه مثل هذه التصرفات، كما أكد أن هذه الحوادث في حال وجودها «فإن المنظمات ليست لديها علم بذلك».

وأجرى صندوق الأمم المتحدة للسكان، تقييماً للعنف القائم على نوع الجنس في سوريا، في عام 2018، وخلص إلى أنّ «المساعدات الإنسانية يجري تبادلها مقابل الجنس في مختلف المحافظات في البلاد».

وسلط التقرير، الذي جاء تحت عنوان “أصوات من سوريا 2018″، على أمثلة من النساء والفتيات اللواتي تزوجن مسؤولين لفترة قصيرة من الزمن لتقديم “الخدمات الجنسية”، مقابل الحصول على الطعام.

وأوضح أنّ الكثير من موزعي المساعدات الإنسانية، يطلبون أرقام هواتف النساء والفتيات، ويعرضون إيصالهن لمنازلهن بسياراتهم مقابل الحصول على شيء في المقابل، أو يعرضون الحصول على معونات غذائية مقابل زيارتهن في منازلهن، وقضاء ليلة معهن.

ويبلغ أعداد النازحين السوريين في الشمال السوري نحو 2.1 مليون نازح، من أصل أكثر من 4 ملايين سوري يسكنون مناطق سيطرة المعارضة السورية.

في حين يبلغ عدد سكان المخيمات مليوناً و43 ألفا و869 نازحاً، يعيشون ضمن 1293 مخيماً، من بينها 282 مخيماً عشوائياً أقيمت في أراضٍ زراعية، ولا تحصل على أي دعم أو مساعدة إنسانيّة أممّية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.