صارت صناعة #الكبتاغون في المناطق الخاضعة لسيطرة #الحكومة_السورية، إحدى قصص نجاح الأعمال التجارية الوحيدة والحديثة في #سوريا، وهي صناعة نامية ضخمة جداً ومعقّدة، لدرجةٍ أنها بدأت تنافس الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاد البلاد بحد ذاته.

وتتبلور الحقيقة من واقع الدمار السوري والانهيار الاقتصادي الكارثي المماثل عبر الحدود في لبنان، فقد تحوّل البَلدين (سوريا ولبنان) بسرعة إلى “دول مخدرات”، هذا إن لم تكونا قد أحرزتا هذا اللقب بالفعل.

وصفٌ أكده تقرير لصحيفة (the Guardian)، بعد أن عثر مسؤولون سعوديون أواخر نيسان الماضي على شحنة من الكبتاغون مخبأة داخل حبات الرمان كانت قد صدّرت من بيروت.

فقبل مصادرة الشحنة في شهر نيسان، والتي أدت إلى فرض السعودية حظراً على جميع الواردات الزراعية القادمة من لبنان، تم اعتراض ما لا يقل عن خمسة عشر شحنة أخرى من هذه المادة المخدرة في الشرق الأوسط وأوروبا خلال العامين الماضيين.

سوريا قلب الكبتاغون

وبحسب الصحيفة، فإن ستة من مسؤولي الشرطة والاستخبارات في الشرق الأوسط وأوروبا، أكّدوا أن جميع تلك الشحنات المصادرة كانت قد شُحِنت من سوريا “قلب الكبتاغون”، أو عبر حدود جارتها في لبنان، حيث تشكلت شبكة من العصابات في المناطق الحدودية تتكون من بعض العائلات وقادة الميليشيات والشخصيات السياسية، وهناك تُركّب تلك المواد وتوزّع بكميات قياسية على النطاق الصناعي.

والكبتاغون ليس إلا أحد الأسماء التجارية المتعددة لتركيبة عقار (فينيثيلين هيدروكلوريد) وهو منشط ذو خصائص إدمانية يُستَخدم كمنشط عبر أنحاء الشرق الأوسط ويطلق عليه في بعض الأحيان اسم “كوكائين الفقير”.

كما يُستخدم أيضاً من قبل المجموعات المسلحة والقوات الحكومية في حالات القتال، حيث يُنظر إليه على أنه يحتوي خصائص تعزيز الشجاعة والحد من المخاوف.

إن الحدود بين هذين البلدين خارجة عن نطاق القانون، حيث يعمل المهربون بتواطؤ مع المسؤولين في كلا الجانبين، وينقلون البضائع والسلع والحشيش والكبتاغون على طول طريقٍ يمتد في #سهل_البقاع اللبناني ومدينة #القصير الحدودية السورية والطرق الواقعة شمالاً باتجاه موانئ مدينتي اللاذقية وطرطوس.

رقابة مُكثّفة دون جدوى

وبالرغم من الرقابة المكثفة في الميناء، إلا أن عدداً قليلاً من عمليات الحظر تمت. وبدلاً من ذلك، نافست قائمة عمليات النقل التي تمت منذ 2019 ذروة عمليات عصابة (سينالوا) المكسيكية من حيث الحجم والكفاءة.

ومن ضمنها خمسة أطنان من حبوب الكبتاغون التي عُثر عليها في #اليونان في شهر تموز من العام الماضي, وشحنتين مماثلتين في #دبي خلال الأشهر اللاحقة، وأربعة أطنان من الحشيش اكتُشِفت في مدينة #بور_سعيد المصرية نيسان الماضي، معبأة في عبوات حليب شركة (ميلك مان) التي كانت ملكيتها تعود لرجل الأعمال #رامي_مخلوف.

أيضاً كانت هناك شحنة كبتاغون إلى المملكة العربية السعودية مخبأة في أوراق الشاي، كما صودرت شحنات في #رومانيا #الأردن #البحرين و#تركيا. وفي شهر تموز 2020، اعتُرِضت أكبر كمية من المخدرات على الإطلاق في #ميناء_ساليرنو الإيطالي والتي كانت تقدر قيمتها بما يزيد عن مليار يورو ، حيث يُعتقد أن الميناء كان نقطة وسيطة في طريق الشحنة إلى دبي.

كانت هذه الشحنة مخبأة ضمن لفائف المحارم الورقية وآلات أُرسِلت من مطبعة في حلب، ووجه مسؤولون في روما أصابع الاتهام نحو تنظيم #داعش في بداية الأمر. لكن فيما بعد، وُجِّهت أصابع الاتهام نحو #حزب_الله اللبناني الذي نفى ضلوعه في تجارة الكبتاغون الإقليمية والعالمية والتي أصبحت مرتبطة بسرعة بكل من سوريا ولبنان.

مركز عالمي لإنتاج الكبتاغون

وقال مركز التحليل والبحوث التشغيلية في أحدث تقريرٍ له:  «باتت سوريا دولة مخدرات مع عقارين رئيسيين يثيران القلق: الحشيش والكبتاغون المنشط من نوع أمفيتامين. واليوم، تمثل سوريا المركز العالمي لإنتاج الكبتاغون، فصناعته الآن أكثر تكيفاً وتطوراً من الناحية التقنية مقارنةً مع أي وقت مضى».

التقرير ذاته، أكّد أن صادرات سوريا من مادة الكبتاغون  في عام 2020، وصلت إلى ما لا تقل قيمته السوقية عن 3.46 مليار دولار، أي نحو 2.5 مليار جنيه إسترليني، وبالرغم من هذه التخمينات، إلا أن سقف السوق الفعلي أعلى بكثير مما هو متوقع.

ورغم أن عمليات تهريب الكبتاغون كانت من بين مصادر التمويل التي تستخدمها الجماعات المسلحة المعارضة لحكم الأسد، إلا أن استعادة السيطرة على الأراضي السورية؛ مكّنت #بشار_الأسد وحلفائه الإقليميين الرئيسيين من ترسيخ دورهم كمستفيدين رئيسيين من تجارة المخدرات السورية، بحسب التقرير.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة