الثروة الحيوانية تتراجع في مناطق الإدارة الذاتية.. ونبتة إفريقية قد تكون الحل!

الثروة الحيوانية تتراجع في مناطق الإدارة الذاتية.. ونبتة إفريقية قد تكون الحل!

تسبب الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف، إثر تضرر المحاصيل #الزراعية نتيجة شح #الأمطار في مناطق #الإدارة_الذاتية لشمال وشرق #سوريا، بعزوف مربي ماشية كثر عن تجارتهم، وَسْط مخاوف من تناقص الثروة الحيوانية بشكل غير مسبوق في #المنطقة.

تربية الماشية تتراجع بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف

يقول “نيجيرفان السيد” وهو مربي وتاجر ماشية في مدينة #القامشلي، إنّه كان معتاداً منذ سنوات على تربية 1000 رأس من الخراف معتمداً على طريقة محلية تسمى (الربط) لتسمينها، لكنه خفض مؤخراً من عدد الخراف لديه إلى 200 رأس، بسبب ارتفاع أسعار المواد العلفية، حيث وصل سعر كيلو الشعير إلى 900 ليرة سورية، بينما وصل كيلو التبن العادي إلى 600 ليرة.

ويضيف لموقع (الحل نت)، أنّ «الكثيرين من مربي الماشية أي الربيطة، عزفوا مؤخراً عن المهنة للسبب ذاته، بالإضافة لأن أسعار البيع أقل بكثير مع تكاليف التربية التي تتسبب لهم بخسائر كبيرة».

ويعتمد (الربيطة) وتجار الماشية في مناطق شمال وشرق سوريا، على تصدير ماشيتهم إلى إقليم #كردستان ومنها إلى بقية مناطق #العراق، حيث يكون الطلب الرئيس على العجول والخراف التي يجري تسمينها لأشهر في حظائر خاصة، وعبر برامج تغذية محددة ليزداد وزنها بشكل كبير خلال وقت قصير.

ويعبر “السيد” عن خشيته من أنّ  يؤدي واقع الجفاف الحالي وارتفاع أسعار المواد العلفية إلى «تدمير الثروة الحيوانية في المنطقة وتوقف تجارة الماشية خلال الفترة القادمة».

ويقول ، إنّ «شراء إنتاج محصول الشعير العام الماضي بتسعيرة منخفضة من قبل #الحكومة_السورية و #الإدارة_الذاتية، تسبب بخسائر كبيرة للمزارعين».

ويشير إلى أنّ «عدداً محدوداً من التجّار تمكّنوا من شراء كميات كبيرة من الشعير، ومن ثم إخراجها إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، ما ساهم في ارتفاع سعره من 200 ليرة إلى 600 ليرة خلال أسبوع، وَسْط احتمال استمرار ارتفاع سعره وفقدانه من المنطقة بعدما وصل إلى 900 ليرة في الوقت الحالي».

ارتفاع أسعار اللحوم بخلاف المتوقع

بدوره يقول القصاب “يُوسُف سيدو” المنحدر من حي “ميسلون”، إنّ «ارتفاع أسعار المواد العلفية لم يساهم في انخفاض أسعار #اللحوم بأنواعها، بخلاف ما كانوا يتوقعه القصابون».

ويوضح “سيدو”، في حديثه لموقع (الحل نت)، أنّ سعر كيلو لحم العجل يباع حالياً بنحو 20 ألف ليرة، فيما يباع كيلو لحم الغنم ما بين 17 إلى 18 ألف ليرة.

ولا يوجد لدى “سيدو” أي تفسير لسبب بقاء أسعار اللحوم مرتفعة بعد غلاء المواد العلفية، متسائلاً: هل يرجع ذلك إلى تحكم تجّار الماشية بالسعر أو لأسباب أخرى؟

ويقول تجار ومربو الماشية، التقاهم موقع (الحل نت) إنّ أسعار اللحوم في مناطق #الإدارة_الذاتية تخضع بالدرجة الأولى لمقدار الطلب على شراء العجول والخراف (الربط) في أسواق إقليم كردستان، ومتى ما توقف التصدير إليها فإن ذلك يساهم في انخفاض أسعار اللحوم من جرّاءِ توفر العرض بشكل أكبر من الطلب في المنطقة.

وتشير إحصاءات غير رسمية، إلى أنّ أعداد الثروة الحيوانية في محافظة #الحسكة انخفضت إلى الربع خلال سنوات الأزمة في سوريا، فيما قدرت مديرية الزراعة الحيوانية الحكومية أعداد الثروة الحيوانية في محافظة الحسكة بنحو مليون و800 ألف رأس في نهاية العام 2020.

“الأزولا”.. وصفة لإنقاذ الثروة الحيوانية

وبينما تتزايد شكاوى مربي الماشية، من ارتفاع أسعار المواد العلفية المرتبطة بإنتاج المحاصيل الزراعية من قمح وشعير ونخالة، يقول “عماد عبد العزيز” الأخصائي في الثروة الحيوانية، إنّه: «نجح في إنبات #الأزولا، وهي نبته أفريقية تستخدم كمادة علفية يمكن أن تكون بديلاً اقتصادياً للمربين في المنطقة وتعوضهم عن فقدان المواد العلفية وارتفاع أسعارها».

ويوضح “عبد العزيز”، لموقع (الحل نت)، أنّه وبعد عدة تجارِب على مدار ستة أشهر تمكّن من النجاح في التوصل لأسرار إنبات “الأزولا”، وكيفية تأقلمها مع أجواء المنطقة، ذلك أنها تحتاج لكميات ومقادير معينة من السَّماد، بالإَضافة إلى ضرورة استخدام مبيدات معينة للتخلص من الحشرات الضارة التي تعيق إنباتها.

ويردف “عبد العزيز” وهو يجلس على عتبة حوض مياه تنتشر على سطحه كَمّيَّة من نبات “الأزولا” الدائم الاخضرار على مدار السنة، أنّ الدراسة النظرية أثبتت حاجة المنطقة لمثل هذه النبتة “السرخسية”، التي تنمو على سطح الماء، وتعتبر بديلاً اقتصادياً عن المواد العلفية، على اعتبار أنها ما إن تنمو حتى تستمر على مدار العام وتتزايد كميتها، عدا أن مقومات إنباتها تتوفر لدى جميع المربين والراغبين في استخدامها ولا تحتاج إلى تكاليف كبيرة.

ويؤكد الاختصاصي، أنّ “الأزولا” يمكنها أن تكون علفاً لجميع أنواع الحيوانات، فهي مستساغة ومرغوبة بدءاً من الأسماك وحتى الخيول، لأنها تعدّ من الأعلاف دائم الخضرة.

وبناء على ما تمتلك “الأزولا” من خصائص وقيمة غذائية؛ لأن نسبة البروتين فيها تصل إلى 44% مقارنة بأكثر أنواع الأعلاف التي لا تتجاوز نسبة البروتين فيها 20 % كالصويا، يرى أخصائي الثروة الحيوانية، أنّها «من الممكن أن تكون بديلاً ووصفة لإنقاذ الثروة الحيوانية في مناطق شمال وشرق سوريا».

وكان عدد من مربي وتجار الماشية في القامشلي، قد بدأوا بالبحث عن بدائل للمواد العلفية مؤخراً، ومنها تجارب لإنبات “الأزولا” بعد وصولها إلى مناطق سوريا أخرى كإدلب ودرعا، كما أفاد “محمد أمين شكري” وهو مربي وتاجر ماشية من القامشلي.

ويضيف “شكري”، في حديثه لموقع (الحل نت)، أنّه كان من بين من جربوا إنبات “الأزولا”، إلاّ أنه لم ينجح في التوصل إلى الشروط الطبيعية لإنباتها في شمال وشرق سوريا.

ويتعهد الأخصائي، “عماد عبد العزيز”، بتقديم البذار لجميع المحتاجين لهذه النبتة والمساعدة في إنباتها، شرط عدم احتكار عملية إنباتها لغرض التجارة، وذلك حتى تعم الفائدة ويتحقق منها هدف إنقاذ الثروة الحيوانية في المنطقة.

زلا يخفِ عبد العزيز خشيته من أن المشروع الذي لقي اهتماماً مبدئياً من جانب جهات تابعة للإدارة الذاتية ومؤسسات مدنية، قد لا يتمكن من تحقيق هدفه ما لم يكن هناك تبنياً ودعماً لتعميم تجرِبة الإنبات في المنطقة، مؤكداً استعداده لتقديم ما توصل إلى من خبرة مجاناً وبشكل تطوعي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.