تواجه النساء السوريّات في #تركيا الكثير من التحديات والمصاعب المعيشية، نتيجة الظروف التي فرضت عليهن منذ بداية اللجوء إلى الأراضي التركيّة.

واختلفت التحديات والمصاعب بين الاضطرار إلى تربية أبناءهن لوحدهن مع غياب الأزواج لأسبابٍ عديدة، أو العمل في مهن شاقة بسبب الظروف القاسية، أو الوقوع ضحايا الزواج بعد اكتشاف العديد منهن أن الزوج كان متزوجاً قبل الارتباط بهن.

ورصد (الحل نت) قصصاً للعديد من السوريّات اللواتي يعانين من مشاكل مختلفة جعلتهن ضحايا لظروف الحياة في تركيا.

تقول “زهرة أحمد” (اسم مُستعار)، 52 عاماً، إحدى اللاجئات السوريّات في تركيا لـ(الحل نت)، إنها اضطرت للعمل في الزراعة مع أقاربها ضمن إحدى المزارع في ولاية #أضنة، خصوصاً أنها مسؤولة عن ثلاثة أولاد بعد وفاة زوجها، واصفة ظروفها المعيشية بـ«الصعبة جداً».

وتعتبر قصة “زهرة” حالة من بين الكثير من الحالات المماثلة لنساء سوريّات أخريات في تركيا، حيث لا تزال هناك عشرات الأمهات السوريّات اللواتي يعشن مع أولادهن في تركيا، وبينما الأزواج في دول أوروبا، على أمل إتمام معاملات لم الشمل واللجوء إلى هناك، فيما يبدو أن هناك سوريّات مضى على انتظارهن أكثر من أربع سنوات.

في المقابل، تعرضت نساء سوريّات في تركيا للاستغلال خلال إقدامهن على الزواج بسبب عدم تسجيل واقعة الزواج مدنياً، الأمر الذي جعلهن يفقدن أدنى الحقوق الزوجية، ومن بينهن اللاجئة “إسراء محمد” (اسم مُستعار)، والتي قالت لـ(الحل نت): «منذ قرابة ثلاث سنوات، تزوجت من شاب تركي في ولاية #قونية، واكتشفت فيما بعد أنه متزوج ولديه أولاد من امرأة تركيّة، الأمر الذي كان سبباً في طلاقنا».

وأضافت “إسراء” إلى أنها واجهت الكثير من المصاعب لأنها لم تحصل على حقوقها كونها لم تسجل زواجها بعقد مدني.

وتُشير أرقام معهد الإحصاء التركي، إلى إن السوريّات تصدرن قائمة النساء الأجنبيات اللواتي تزوجن من مواطنين أتراك بنسبة 14،8% من إجمالي العرائس اللواتي تزوجن بأتراك خلال عام 2020.

وازدادت المشاكل التي تواجه السوريّات في تركيا وخاصة اثناء الإقدام على الزواج، بسبب  عدم اطلاعهن على تفاصيل القوانين التركيّة من حيث معرفة حقوقهن قبل الزواج وضرورة تسجيل واقعة الزواج وتوكيل محامٍ عند حصول مشكلة ما معهن وغير ذلك.

في السياق، تعرضت العديد من اللاجئات السوريّات للعنف الأسري، ورغم أن هناك بعض الحالات التي وثقتها تقارير الوسائل الإعلامية في تركيا خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن ما لم يتم توثيقه هو فعلياً أكثر بكثير، وفقاً لناشطين.

وتأتي التحديات التي تواجه السورياّت في تركيا في ظل انسحاب تركيا من اتفاقية #إسطنبول المعنية بمنع ومكافحة العنف ضد المرأة، في آذار/ مارس الماضي، الأمر الذي أثار احتجاجات واسعة نظمها ناشطون حقوقيون على مستوى البلاد.

وتُقدّر أعداد اللاجئات السوريّات في تركيا بمليون و694 ألفاً و64 لاجئة، من بين 3 ملايين و665 ألفاً و946 لاجئاً سورياً، وفق آخر إحصائية رسميّة.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.