تجدد التوتر بين القوّات الحكوميّة السوريّة والميليشيات الإيرانيّة في منطقة «السيدة زينب» جنوبي العاصمة دمشق، وذلك على خلفيّة إغلاق أحد الطرق الرئيسيّة المؤديّة إلى المنطقة، وهو الطريق الذي يصل العاصمة دمشق من جهة حي القزاز باتجاه «السيّدة زينب» مروراً ببلدتي ببيلا وحجيرة.

والطريق الذي تم إغلاقه هو واحد من طريقين مؤديين إلى منطقة «السيدة زينب»، حيث يصل الطريق الثاني إلى المنطقة، عبر مطار دمشق الدولي، في حين تضاربت الأنباء حول أسباب إغلاق الطريق الأول، الأمر الذي جدد التوتر بين القوّات السوريّة والميليشيات الإيرانيّة.

وبحسب ما أكدت مصادر محليّة فإن إغلاق الطريق جرى عبر «ساتر ترابي» على بعد نحو كيلو متر من منطقة «السيّدة زينب»، حيث تم منع السيارات من الدخول إليها، كما أن عناصر مسلّحة مجهولة أقامت حاجزاً عند الساتر للتدقيق على المارّة.

من جانبها أكدت صحيفة «الشرق الأوسط» نقلاً عن مصادر محليّة أن «أهالي بلدة حجيرة فوجئوا بالساتر ومنع مرور أصحاب السيارات للوصول إلى منازلهم، وحصر الدخول إلى المنطقة بالسيارات من مفرق المستقبل، على طريق مطار دمشق الدولي».

وتذهب مصادر أهليّة في المنطقة إلى التأكيد بأن من قطع الطريق إلى «السيدة زينب» هم عناصر من الفرقة الرابعة في «الجيش السوري»، وذلك على خلفيّة اعتداء على عناصر الفرقة من قبل الميليشيات الإيرانيّة في المنطقة.

وتسعى الميلشيات الموالية لإيران إلى الاستحواذ على منطقة «السيدة زينب»، ونشر الألوية التابعة لها فيها، وطرد قوات #الحكومة_السورية منها، بدعوى حماية مقام «السيدة زينب»، الذي يزوره ملايين الحجاج الشيعة سنوياً.

الأمر الذي يثير استياء كبير في أوساط القوّات السوريّة والفرقة الرابعة في «الجيش السوري»، التي تسعى إلى وقف تمدد الميليشيات الإيرانيّة في المنطقة، لا سيما بعد أن عمدت الأخيرة إلى بناء مجمع ضخم على مساحات واسعة شمالي حجيرة، بحجة أنه (مجمع ثقافي – رياضي – ترفيهي)، كما عمدت إلى شراء عشرات المنازل من أصحابها في المنطقة.

وكانت المنطقة شهدت هدوءً نسبيّاً بين القوّات السوريّة والمجموعات الإيرانيّة خلال الأسبوعين الماضيين، وذلك بعد اتفاق عُقد بين الميليشيات الموالية لإيران وقوات #الفرقة_الرابعة، التابعة للحكومة السورية، ينص على تهدئة الأوضاع الأمنيّة في #السيدة_زينب، الاتفاق الذي جاء بعد أيام من اشتباكات أوقعت خسائر في صفوف الجانبين مطلع شهر أيار /مايو الجاري.

وتُعدّ بلدة السيدة زينب وضواحيها مركز الثقل الإيراني في سوريا، وأبرز معاقل الميلشيات الإيرانيّة في البلاد، ويتحدث ناشطون محليون عن تعرّض المنطقة لعملية تغيير ديمغرافي ممنهج، عن طريق استبعاد سكانها من الطائفة السنية، لحساب سكّان جدد، منهم المقاتلون الأجانب وعائلاتهم، وبعض المتشيعين من المناطق المجاورة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.