روى الصحفي الأميركي “داريل فيلبس” الملقّب بـ“بلال عبد الكريم” تجربة اعتقاله في سجون «هيئة تحرير الشام» بمحافظة إدلب، كاشفاً عن تفاصيل وانتهاكات ترتكبها الهيئة بقيادة “أبو محمد الجولاني“، لا سيما فيما يتعلق بعمليّات التعذيب داخل السجون.

واتهم “عبد الكريم” قائد تحرير الشام “الجولاني” بـ«الكذب» بشأن الأوضاع في السجون التابعة له، معتبراً أن الأخير «غير لائق للحكم»، كما أكد أن التعذيب منتشر في معتقلات «هيئة تحرير الشام».

وفي مقابلة مع موقع «ميدل إيست آي» قال “عبد الكريم” إنه احتُجز في سجون الهيئة لمدة ستة أشهر في حبس انفرادي، مشيراً إلى أنه تعرض للتهديد بالاعتداء الجسدي خلال فترة اعتقاله.

وأردف قائلاً: «في كل يوم تقريباً، كان علي أن أستمع إلى صراخ التعذيب على بعد أمتار قليلة مني، يمكن للجميع في السجون سماع التعذيب دائماً، الجولاني وأولئك الذين دافعوا عنه في هيئة تحرير الشام، مذنبون بالتغاضي عن الانتهاكات نفسها التي أدانوها عندما نفذتها قوات الأمن التابعة لبشار الأسد».

تصريحات الصحفي الأميركي جاءت بعد أيام على مقابلة للجولاني نشرها موقع “فرونت لاين” الأميركي، كجزء من فيلم وثائقي تحت اسم “الجهادي“، إذ ادعى خلالها أن المحتجزين لدى الهيئة لا يتعرضون للتعذيب على الإطلاق.

وأكد “عبد الكريم” أنه غادر المناطق الخاضعة لهيئة تحرير الشام بعد إطلاق سراحه المشروط بعدم النشر أو الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي لمدة ستة أشهر، وهو ما اعتبره تهديداً لسلامته وأمنه.

وعن «حكومة الإنقاذ» التابعة للهيئة زاد الصحفي الأميركي بالقول: «لا أحد هنا يعطي أي مصداقية كبيرة لحكومة الإنقاذ، أشك في أن هناك واحداً من كل 100 شخص يمكنه حتى أن يخبرك من هو رئيس حكومة الإنقاذ، لأن الجميع يعلم أنه لا يملك أي سلطة».

وساهم الصحفي “بلال عبد الكريم” في تغطية الأخبار في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا، لا سيما في محافظة إدلب والمناطق المحيطة، تمثل عمله في نشر وتصوير أفلام وتقارير صحفية باللغة الإنجليزية.

كما كان مراسلًا للعديد من الوسائل الإعلامية والشبكات العالمية في الشرق الأوسط، وتنقل بين دولتي السودان ومصر خلال عمله الصحفي، بحسب صحيفة “Dailymail” البريطانية.

اعتقلته «هيئة تحرير الشام» في آب /أغسطس من العام الماضي، بتهمة العمل مع «مجاميع تخل بالأمن العام، وتحريضه على السلطات المحلية دون وجه حق، والإصرار على نشر وترويج أكاذيب تمس بالمؤسسات دون أدلة أو إثباتات»، إلى جانب لقاءاته المتكررة مع شخصيات مطلوبة للقضاء، وتلفيق الادعاءات الباطلة.

وأطلقت سراحه في شباط /فبراير الماضي، بعد حملات إعلاميّة واسعة للتضامن معه، وإرسال العديد من طلبات الاسترحام إلى إحدى المحاكم التابعة للهيئة، لتطلق سراحه شرط الالتزام بشروط تتعلق بعمله الصحفي في مناطق سيطرة الهيئة.

وهيئة تحرير الشام هي خليط من الفصائل الإسلاميّة والمتطرفة في مناطق شمالي سوريا، وتشكّل هيئة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً)، العماد الرئيسي لها، وأُعلن عن تشكيلها مطلع عام 2017، بقيادة زعيم جبهة النصرة “أبو محمد الجولاني“.

وتعتبر الهيئة من أبرز الفصائل والقوى المسيطرة على مناطق شمالي سوريا، وتتحكم بكافة مفاصل الحياة، لا سيما بعد أن أطلقت ذراعها المدني المتمثل بـ«حكومة الإنقاذ»، التي أُعلن عن تشكيلها في تشرين الثاني /نوفمبر من العام 2017.

ويُذكر أن برنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجيّة الأميركيّة، أعلن في نهاية شهر تشرين الثاني /نوفمبر من العام الفائت عن مكافأة مالية تٌقدر بـ(10 مليون دولار) لمن يملك معلومات عن زعيم #هيئة_تحرير_الشام “أبو محمد الجولاني“

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.