وصل سعر كيلو البازلاء في أسواق #دمشق، إلى ما بين 4000 – 4500 ليرة سورية، مرتفعاً أكثر من ألف #ليرة سورية خلال أقل من شهر، فيما وصل سعر كيلو #الفول إلى 2500 – 3000 ليرة، وكل ذلك وسط ندرة المادتين في الأسواق.

“عماد . ر”، يعمل في سوق #الهال بنقل البضائع عبر سيارة بيك آب، قال لموقع (الحل نت) إن «طلب بائعي الخضار انخفض إلى أقل من النصف لعدم قدرتهم على تصريف البضائع، بينما يعمل البعض بنظام التواصي، وسط انخفاض الكميات المعروضة في السوق».

وتابع «الموسم الحالي من البازلاء والفول ليس كأي موسم سابق، حيث يعاني التجار من الحصول على نوعية جيدة وكميات كافية كما المعتاد في كل موسم»، مشيراً إلى أن «الموسم هذا العام سيء جداً ونوعيته دون المتوقع».

فراس رب أسرة من 5 أشخاص، ينتظر كل عام موسم (جبل الشيخ) من البازيلاء والفول، على أنه مروي بمياه نظيفة وليست مياه صرف صحي كثمار ريف دمشق على حد تعبيره، ووفقاً لفراس فإن ثمار جبل الشيخ مشهورة بحجمها وحلاوتها، لكن هذا العام فوجئ بشقين، الأول هو النوعية السيئة التي كانت دون المتوقع، والثاني هو السعر المرتفع جداً.

حسبة منهكة

مع بدء نزول محصول جبل الشيخ إلى الأسواق منذ شهر تقريباً، بدأ السعر بـ3000 – 3200 ليرة سورية للكيلو غرام من البازلاء، ومن المعروف أنه كل 2.5 كيلو غرام بازيلاء بقشره يساوي 1 كيلو غرام جاهز للمونة (مفقى) على الأقل وهي ما يسميها السوريون (طبخة) توضع في التفريز للشتاء، وكل عائلة من 5 أشخاص بحاجة نحو 15 طبخة بازلاء للمونة أي أنهم بحاجة نحو 40 كيلو بازلاء بـ 128 ألف ليرة.

وأيضاً الأسرة بحاجة نصف كمية البازلاء تقريباً من الفول، وبسعر موسم جبل الشيخ كان الكيلو بنحو 2200 ليرة سورية، أي الأسرة بحاجة 44 ألف ليرة سورية للفول، أي ما مجموعه 172 ألف ليرة.

ارتفاع الأسعار، إضافة إلى تدني الجودة مقارنة بالعام الماضي، دفعت الشريحة التي تنتظر هذه الفترة من العام للعزوف عن المونة نهائياً إضافة إلى الشريحة التي عزفت عنه الأعوام السابقة، ومنهم من أجّل التموين هذا العام حتى شهر آخر أملاً بانخفاض الأسعار أكثر.

المفاجأة كانت مع بداية حزيران، حيث وصل سعر كيلو البازلاء إلى ضعف سعره الشهر الماضي، وارتفع سعر كيلو الفول لحدود غير متوقعة، وباتت تكلفة المونة تفوق الـ300 ألف ليرة (100 دولار تقريباً)، وهو ما يساوي راتب موظف حكومي لنحو 6 أشهر، وراتب شهرين بالقطاع الخاص.

المونة مخاطرة بمئات آلاف الليرات

وقال “أبو زياد” وهو رب أسرة من 5 أشخاص ويسكن في مساكن برزة، إن «هذا العام هو الأول الذي يمر على عائلته منذ بداية الحرب الذي لم يستطع به شراء المونة نتيجة الوضع المادي السيء، وانتظار موسم جبل الشيخ الذي اعتاد عليه مسبقاً، إضافة إلى أن الموسم كان سيئاً للغاية من ناحية المذاق الحلو».

وتابع «كنت يومياً أمر من جانب البائعين وأتذوق مالديهم لكنه لا يعجبني، ورغم ارتفاع السعر إلا أنني كنت متوقعاً انخفاضه لاحقاً، لكن المفارقة هو وصول سعر الكيلو إلى 4500 ليرة سورية للجيدة منها، وهذا الرقم شبه مستحيل التأمين».

(الحل نت) التقى أسراً استمرت بعادة المونة حتى العام الماضي، لكنها لم تستطع العام الحالي بسبب عدم جودة الموسم وارتفاع الأسعار، بينما عزف آخرون عن المونة لسبب آخر وهو عدم انتظام التيار الكهربائي وزيادة ساعات التقنين في الشتاء، الذي أدى خلال الأعوام الماضية لخسارة عشرات آلاف الليرات، وفي حال تكرر المشهد هذا العام ستكون الخسارة مئات آلاف الليرات.

وقال ياسر وهو مدير لشركة خاصة ذو دخل جيد «اعتدت على شراء المونة جاهزة مقابل دفع مبلغ مادي لإحدى العاملات المتعاقدات مع بائعي الخضار، لكن في العام الماضي خسرت كل ما وضعته في الفريزة بسبب انقطاع التيار الكهربائي لأيام في جرمانا، ما دفعني هذا العام للاقتناع بعدم جدوى هذه الطريقة في سورية، وسأقوم بشراء الأكياس الجاهزة المفرزة في الشتاء من المول عند الحاجة لها».

ووصل سعر كيلو البازلاء المفرز في مولات دمشق إلى 10 – 12 ألف ليرة سورية، والطازجة غير المفرزة الجاهزة للتفريز في الأسواق إلى 8,500 – 9,500 ليرة سورية.

موسم “مضروب”

بدوره، أكد مصدر في غرفة زراعة ريف دمشق لموقع (الحل نت)، أن موسم المونة الحالي (مضروب)، كما موسم كل الثمار الأخرى، وتأثر بموجة الجفاف وقلة الأمطار، والتقلبات الجوية التي كانت كارثية وأثرت على جودة المحاصيل وكميتها، حيث فوجئ السوريون بتدني جودة وشح ثمار جبل الشيخ المشهورة بامتلاء حباتها وقلة الفارغ منها، بينما كانت محاصيل ريف دمشق غير ذات نكهة وقاسية، وأغلبها غير صالح».

وتابع «لحظنا فعلاً قلة الإقبال على المونة، لكن قلة الإقبال هذه لم تساهم بخفض الأسعار كما كنا متوقعين، بل دفعت بعض التجار لسحبها من السوق لتحضيرها وبيعها مفرزة في المولات وضمن المطاعم».

وأكد أمين سر غرفة زراعة دمشق “رفعت الطرشان”، بداية موسم المونة، امتناع كثير من الأسر السورية عن التموين بسبب ارتفاع أسعار الفول والبازلاء هذا الموسم وعدم تناسبها مع القدرة الشرائية لذوي الدخل المحدود، علماً أن سعر كيلو البازلاء عندما أطلق تصريحاته كان فقط 1,600 ليرة وكيلو الفول 500 ليرة، لثمار ريف دمشق، أي أن أسعار المونة ارتفعت أكثر من 150% خلال شهرين تقريباً.

وكان سعر كيلو البازلاء بقشره العام الماضي لا يتجاوز الـ700 ليرة، في حين لم يكن يتجاوز سعر كيلو الفول 400 ليرة، وبهذا يكون سعر الفول والبازلاء ارتفع عن العام الماضي نحو 7 مرات.

وأشار الطرشان إلى أن الفلاح يعاني من عدم تغطية الأسعار لتكلفة البذار والمحروقات واليد العاملة والسماد والمبيدات، مستبعداً انخفاض أسعار ثمار المونة وإنما قد ترتفع قليلاً وفقاً للتوقعات والتجارب خلال السنوات الماضية، حسب كلامه.

وفي 4 الشهر الجاري، حذرت الأمم المتحدة من ارتفاع أسعار الغذاء في العالم بوتيرة هي الأسرع منذ أكثر من 10 أعوام، معتمدةً على مؤشرات واسعة تشمل تكلفة الغذاء على المستوى العالمي، والتي سجلت ارتفاعاً متواصلاً خلال العام الأخير.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.