مخاطر جسيمة تهدد صحة السكان.. منظمتان تحذران من أزمة مياه حادة في سوريا

مخاطر جسيمة تهدد صحة السكان.. منظمتان تحذران من أزمة مياه حادة في سوريا

حذّرت منظمة “أطباء بلا حدود”، الثلاثاء، أن محدودية الوصول إلى المياه النظيفة في سوريا، تفاقم انتشار الأمراض وتعيق إجراءات النظافة الأساسية في ظل ارتفاع وتيرة الإصابات بكوفيد-19.

وحذّرت المنظمة، من أن الناس يواجهون «وضعاً مزرياً في شمالي سوريا، حيث وصلت محدوديّة الوصول إلى المياه النظيفة خلال الأشهر القليلة الماضية إلى مستويات خطيرة».

ومن جهته، أكدّ المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق، “عدنان حزام”، الثلاثاء، أن الوضع الإنساني في سوريا سيء بسبب النزاع الدائر منذ 10 سنوات والعقوبات الاقتصادية، لافتًا إلى أن اللجنة الدولية تعمل على تخفيف المعاناة وتقديم المساعدات للسوريين.

وقال “حزام” في تصريحات صحفية، إنّ اللجنة قدمت خلال النصف الأول من العام الحالي مساعدات لأكثر من 15 مليون سوري في الحصول على المياه النظيفة، وأكثر من 1.5 مليون للحصول على مساعدات غذائية للتخفيف من المعاناة.

وأِشار المتحدث باسم اللجنة، إلى أنّ هناك بعض الأرقام تعكس الواقع المأساوي في هذا البلد، فهناك 6 ملايين نازح سوري داخليًا وأكثر من 13 مليون بحاجة إلى مساعدات إنسانية، إضافة إلى أن حوالي نصف المنشآت المائية والصرف الصحي لا تعمل بشكل جيد.

وتابع، أن هناك أكثر من 80% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، إضافة إلى تأثير جائحة كورونا، والتي تسببت في تفاقم الوضع الإنساني في سوريا وجعلته مأساويا.

النزاع المسلح أدى لتفاقم أزمة المياه

ومع وقف العديد من المنظمات أنشطة نقل المياه بالشاحنات في العديد من المخيمات، تأثرت مناطق بشدة في ريف إدلب الشمالي، حيث زادت الأمراض المنقولة بالمياه بنسبة 47% بين شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو 2021، وفق ما ذكرت المنسّقة الطبيّة للمنظمة، “تيريزا غراسيفا”.

وفي شمال وشرق سوريا، أفاد مركز رعاية صحيّة أوليّة تدعمه المنظمة في الرقة، أنّ عدد حالات الإسهال في أيار/مايو كان أعلى بنسبة 50% مقارنة بالشهر ذاته في العام الماضي.

ويواجه مليون شخص في الحسكة صعوبة في الوصول إلى المياه منذ نحو عامين، بسبب الانقطاع المتكرر في توفير المياه من محطة مياه علوك، الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا.

 كما تأثر سكان شمال شرقي سوريا بالانخفاض الحاد في حجم المياه المتدفقة في نهر الفرات، وهو أهم مصدر للمياه في المنطقة.

ويعتمد أكثر من خمسة ملايين شخص في سوريا بشكل مباشر على نهر الفرات.

وفي العراق، يهدد فقدان الوصول إلى مياه الفرات بالإضافة إلى الجفاف، ما لا يقل عن سبعة ملايين شخص، ويضع نحو 400 كلم2 من الأراضي الزراعية في خطر الجفاف التام.

وتشير بيانات البنك الدولي، إلى أن الخسائر في قطاع المياه هي الأعلى، إذ بلغت 121 مليون دولار، كما أدى النزاع المسلح إلى مقتل ولجوء العديد من العاملين في قطاع المياه والصرف الصحي.

وصار نحو ثلثي السوريين يحصلون على المياه من مصادر تتراوح درجة خطورتها بين المتوسطة والعالية، وانخفض معدل توفر المياه في سوريا من 75 ليترًا لكل شخص يوميًا إلى 25 ليترًا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.