قال تقرير ألماني أن المرأة السورية تغيّرت حياتها بنسبة كبيرة في ألمانيا، مشيراً إلى أن عملية اندماج النساء السوريات كانت تجربة مختلفة تماماً عن تجربة الرجال.

وبين التقرير الذي نقله موقع “Fair Observer” وترجمه موقع (الحل نت) بأن المرأة السورية وبعد وصولها إلى ألمانيا وجدت الأعراف الجديدة في المجتمع الألماني؛ فرصة لها للعيش بحياة أكثر حرية عما كانت عليه في سوريا.

وتابع التقرير نقلاً عن مصادر إعلامية ألمانية، أنه «بالمقابل فإن الرجال قد ينظرون إلى أنهم قد حُرموا في ألمانيا من النعمة التي كانوا عليها منذ يوم ولادتهم. لقد اعتادوا على رعاية النساء، ولعب دور تقليدي يتمثل بتقديم الخدمات. لكن بعد وصولهم إلى ألمانيا ولم شمل زوجاتهم، بات يتعين عليهم التأقلم مع حقيقة أنه لا يُسمح لهم بمباشرة العمل على الفور، وأن رواتبهم لا تكفي لإعالة الأسرة وأن الدخل الثاني لزوجتهم مطلوب لتغطية نفقات العائلة».

وفقًا لدراسة ألمانية أوردها التقرير فإن 60 بالمئة من السيدات السوريات في ألمانيا يريدون بشدة أن يكون لديهم مورد مالي من عمل خاص لهن، بينما تنوي 25 بالمئة من السوريات الالتحاق بالعمل إذا توفرت لهن فرص مناسبة. ومع ذلك فإن 40 بالمئة منهن فقط، يملكون خبرة ملائمة لفرص العمل المتاحة.

تقول، “مي زينه”، لجأت إلى ألمانيا نهاية عام 2012، والتي تعمل حالياً كـ مُعلمة فنون، أن حقوق المرأة في سوريا بعيدة كل البعد عما تعيشه الآن في ألمانيا: «القوانين في سوريا لا تدعم المرأة. هناك نصوص قانونية مكتوبة فقط، لكن في الواقع؛ ينظر المجتمع السوري إلى النساء بشكل مختلف عن الرجال. هنا في ألمانيا يوجد دعم للمرأة وحرية أكبر لها عما عليه واقع المرأة في سوريا».

بينما تتحدث “غادة” (44 عاما من مدينة حلب) أنها حصلت على حياة مختلفة تماما عند وصولها إلى ألمانيا. فبعد أن هربت إلى ألمانيا هربًا من عائلتها وزوجها المتدينين، تاركة وراءها اثنين من أطفالها الثلاثة تشير إلى أن «حقوق المرأة مكبوتة في سوريا. لقد سئمت من ذلك. أُجبرت على ارتداء حجاب ومعطف أسود طويل، بينما هنا في ألمانيا، لدي المزيد من الحرية».

على عكس “غادة”، التي تركت زوجها عمدًا وراءها، اختارت العديد من النساء السوريات تطليق أزواجهن في ألمانيا، مما وضع حدًا لأدوارهن التقليدية كربات بيوت في سوريا، وفق ما يشير إليه التقرير.

أما “هناء”، البالغة من العمر 24 عاما، تحدثت عن النهج المختلف في موطنها الجديد: «هنا في ألمانيا، لا ينظر الناس إلى حياتك الشخصية، ولا يحتاجون إلى شهادة زواج من أجل زوجين للعيش معا. أشعر بمزيد من الحرية والثقة في اتخاذ قراراتي».

ورغم ما ذكرته “هناء” عن ثقتها بقراراتها، لم تخبر أسرتها بأنها تعيش الآن مع صديقها. فبالإضافة إلى الخوف من إدانة العائلة، فإن النساء اللواتي يعتنقن أسلوب حياة غربي أكثر، يقلقن بشأن حكم الرجال الذين لجأوا إلى ألمانيا.

كما يورد التقرير ما ذكرته “سوزان شروتر”، مديرة مركز “أبحاث الإسلام العالمي” في مدينة فرانكفورت الألمانية، بأن «العديد من المهاجرين من سياقات ثقافية أبوية تُعتبر فيها هيمنة الذكور وتبعية الإناث أمرًا طبيعيًا».

وتضيف «غالبًا ما يفقد اللاجئون الشباب دورهم المهيمن السابق. ومن ثم يميل البعض إلى العودة إلى الممارسات الأبوية في أوطانهم لمنع هؤلاء النساء والفتيات من الحصول على الحرية من خلال العنف».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.