الميلشيات الإيرانيّة بين الاستهداف والرَّد.. هل سيرتفع مستوى التصعيد بين واشنطن وطهران؟

 الميلشيات الإيرانيّة بين الاستهداف والرَّد.. هل سيرتفع مستوى التصعيد بين واشنطن وطهران؟

في استهدافٍ جديد يطال ميليشيات النفوذ الإيراني على الأراضي السورية، قصفت طائرةٌ مسيرة تابعة لسلاح الجو الأميركي، شحنة أسلحة تتبع لميليشيا “حزب الله” العراقي على الحدود السورية-العراقية، ما يثير التساؤلات حول الأهداف الحقيقية لاستمرار استهداف النفوذ الإيراني في مناطق الشرق السوري، ومآلات هذا التصعيد.

الاستهداف الذي تسبب بمقتل ثلاثة عناصر من مليشيا #حزب_الله العراقي، على الحدود السورية العراقية، يأتي في وقتٍ ترتفع فيه حدة الهجمات ضد النفوذ الإيراني هناك، بمقابل تصعيد من الأخير طال بعض القواعد العسكرية الأميركية شرقي سوريا.

تصعيدٌ يبدو أن إيران لن تستطيع من زيادة حدته، في ظل عدم رغبتها على المضي بذلك، سعياً منها في استثمار وجود نية أميركية لتغليب سياسة التفاوض، لا سيما فيما يتعلّق بإعادة تفعيل #الاتفاق_النووي.

فضلاً عن عدم وجود أية قدرة حقيقية لإيران وميليشياتها على تحمّل تكاليف أية مواجهة مباشرة مع واشنطن.

لكن يبقى بمقدورها اعتبار هذه الاستهدافات المتبادلة أنها تقع ضمن إطار تبادل التصعيد الناعم المتوازي مع #لقاءات_فيينا التفاوضية حول إعادة تفعيل الاتفاق النووي بينها وبين الولايات المتحدة.

الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية، “حسن راضي”، قال في حديثه لـ (الحل نت) بأن مثل هذه الاستهدافات ستبقى مستمرة لطالما سعت الميليشيات التابعة للنفوذ الإيراني بالتصعيد في سوريا، على حد تعبيره.

مضيفاً، أن التصعيد سيستمر «طالما لا يوجد هناك أدنى حد من التوافق بين إيران والولايات المتحدة، فإيران تستخدم ميليشياتها للتصعيد مع الولايات المتحدة من أجل انتزاع بعض من الامتيازات في المفاوضات النووية، فيما تحاول واشنطن تحجيم دور إيران وعناصرها في المنطقة حتى لا تستخدم ذلك النفوذ كوسيلة ضغط على واشنطن في المفاوضات».

ويرى “راضي” بأن هذا الاستهداف «سيأخذ بُعداً تصعيدياً في حال لم تصل الولايات المتحدة إلى أي اتفاق مع إيران في فيينا، وكذلك حول ملفات أخرى».

وختم بالقول «الصراع لن يكون مباشراً، فإيران تتجنب ذلك، لأنها تعرف بأن تداعيات ذلك ستكون كارثية عليها، وعلى تواجد عناصرها في المنطقة، وكذلك على وجود النظام السياسي واستمراريته».

بينما اعتبر الكاتب والمحلل السياسي السوري، “فراس علاوي”، بأن الاستهداف الأخير وما سبقه من استهدافات متبادلة، ما هو إلا رسائل متبادلة بين الأميركيين والإيرانيين، بحسب وصفه.

وأضاف خلال حديثه لـ (الحل نت) «ستستمر الاستهدافات طالما أن هناك مفاوضات بين الجانبين حول إعادة تفعيل الاتفاق النووي، لكن  لن يكون هناك تطوّر في تلك الهجمات، بحيث يكون هناك صدام مباشر أو صدام مفتوح، وإنما ستبقى رسائل محدودة الأهداف والمكان».

ورجّح بأن كلا الطرفين يتبعان سياسة الهجمات بدقة وحذر من أجل عدم التصعيد الواسع بينهما خلال الفترة الحالية.

وتخضع مدينة البوكمال ونواحيها، لسيطرة “الحرس الثوري” الإيراني وميليشياته بشكل رئيسي، كما تسيطر على مناطق واسعة من مدينة الميادين وريفها، فضلاً عن انتشارها في مواقع أخرى بمحافظة دير الزور.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.