«داعش» يُصعّد ضد القوات السورية في البادية.. هل تستغل روسيا تلك الهجمات سياسياً؟

«داعش» يُصعّد ضد القوات السورية في البادية.. هل تستغل روسيا تلك الهجمات سياسياً؟

يواصل تنظيم “داعش”، هجماته ضد القوات الحكومية في البادية السورية، حيث شنَّ أمس السبت، هجوماً واسعاً على نقاطٍ عسكرية من عدة محاور في مناطق #الشولا و#كُباجب على طريق ديرالزوردمشق.

وبحسب مصادر محلية لـ (الحل نت) فإن الهجوم «أسفر عن تدمير دبابتين وعدد من الآليات العسكرية، تزامناً مع فقدان الاتصال بمجموعة تابعة لـ  الفرقة الرابعة وأخرى لـ “الفوج 147” ببادية دير الزور الجنوبية.

ما دفع القوات الحكومية إلى إرسال تعزيزات بحثاً عن المفقودين، قبل أن يعاود التنظيم الهجوم ضد إحدى مجموعات التعزيزات في محيط منطقة #جبل_البشري.

في وقتٍ شنت الطائرات الحربية الروسية عدة غارات، استهدفت مواقع التنظيم في بادية الرصافة جنوب غرب الرقة، بحسب المصادر ذاتها، التي أشارت إلى أن الغارات جاءت بعد عدة هجمات من جانب التنظيم استهدفت القوات الحكومية وعناصر لفصائل محلية تتبع للنفوذ الإيراني بالبادية السورية.

ويبدو أن الفترة الحالية هي الأمثل لـ روسيا لإعادة تفعيل حملتها ضد التنظيم الإرهابي، بعد أن كانت قد أطلقت عدة حملات لملاحقة خلاياه منذ نهاية الصيف الفائت باءت جميعها بالفشل.

إلا أن هذه المرحلة التي تشهد انفراجة في العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الملف السوري، تتيح لموسكو إعادة طرح ملف مكافحة الإرهاب، وإنما بشكل تشاركي مع واشنطن، بحيث يستثمر الروس هذا الملف أيضاً بالتوازي مع ملف المساعدات الإنسانية لجعل التقارب مع واشنطن ذو أبعاد أكثر استراتيجية.

إلا أن التساؤل الذي يبرز في سياق مواز، هو إمكانات حدوث تعاون بين الروس والإيرانيين في مقاتلة “داعش” لا سيما وأن منطقة البادية تشهد نشاطاً كبيراً لعناصر النفوذ الإيراني، حيث يبقى حسم الأمر عند الروس.

ففي حال توجهت موسكو لاستخدام العناصر الإيرانية على الأرض؛ لا بد أن تضع في حساباتها إمكانية تعطيل هذا التوجه لأي تعاون مع الولايات المتحدة داخل الملف السوري.

ورغم الهجمات التي ينفذها التنظيم بين حين وآخر، إلا أنها تأتي ضمن سياسته التي يسعى من خلالها للتظاهر بأن قوته ما تزال موجودة، مستغلاً ضعف القوات الحكومية في منطقة البادية.

إذ يسعى لإيهام الجميع بأن قوته عادت إلى سابق عهدها، رغم أن هجماته لا تتجاوز عن كونها كمائن متفرقة، إذ لم يعد بمقدوره القيام بهجمات منظمة منذ هزيمته على يد التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، آذار 2019.

كما بات التنظيم أكثر ضعفاً، بعد هروب قياداته، وترك باقي العناصر يواجهون مصيرهم في سوريا ما بين الموت والاعتقال، أو الهروب إلى القارة السمراء  حيث ينقل التنظيم نشاطه إلى أفريقيا.

في وقتٍ تستمر تحركات “داعش”، مستغلة صعوبة تضاريس منطقة البادية السورية، حيث زادت عناصر التنظيم  من وتيرة مهاجمتها للنقاط العسكرية هناك، منذ شهر شباط/فبراير الماضي.

ما أجبرت موسكو ودمشق إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة بهدف تقويض وجود عناصر التنظيم، وهو أمرٌ يفتح باب مكافحة الإرهاب على مصراعيه في منطقة البادية، خصوصاً في ظل متغيرات عدة إقليمية ودولية.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.