غادر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الأحد، إلى الولايات المتحدة الأميركية، في ثاني زيارة له خلال أقل من عام، لبحث ملفات ترتبط وضع القوات الأميركية في العراق.

وذكر المكتب الإعلامي للحكومة العراقية أن «الكاظمي توجه إلى الولايات المتحدة الأميركية على رأس وفد حكومي، وذلك في زيارة رسمية تستغرق عدّة أيام، تشهد بحث العلاقات العراقيةـ الأميركية في مختلف المجالات، والقضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك».

ونقل البيان عن الكاظمي، قوله إن «هذه الزيارة تأتي في إطار جهود العراق لترسيخ علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة الأميركية، مبنية على أسس الاحترام المتبادل والتعاون الثنائي في مختلف المجالات، كما أنها تتوّج جهوداً طويلة من العمل الحثيث خلال جلسات الحوار الاستراتيجي لتنظيم العلاقة الأمنية بين البلدين على أساس المصلحة الوطنية العراقية».

ومن المقرر أن يعقد الكاظمي غدا الاثنين، اجتماعاً مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، وفقاً لبيان سابق لوزارة الخارجية الأميركية.

أمس السبت، قالت مجلة (فورين بوليسي) الأميركية إن «هناك 3 سيناريوهات محتملة قد تحدث إبان اجتماع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مع الرئيس الأميركي جو بايدن بإطار الحوار الاستراتيجي المرتقب».

وبيّنت أن «السيناريو الأول يتمثل في سعي “الكاظمي” إلى الاستفادة من “بايدن” من خلال تلقيه دعماً فقط، بينما يزداد الوضع سوءاً في العراق الذي واجه خلال الأيام الماضية حريقين في مستشفيين أسفرا عن مقتل أكثر من 160 شخصاً، وهجوماً في مدينة الصدر أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه، وأودى بحياة 35 شخصاً على الأقل، فضلاً عن مجابهته الموجة الثالثة من فيروس كورونا».

وأردفت أن «السيناريو الثاني، يتجسد في أن يكون الاجتماع جوهرياً يمكن أن يؤثر إيجاباً على مجرى الأحداث، إذ يمكن لبايدن أن يضغط على “الكاظمي” لكبح جماح الفساد الذي يقوض الدولة العراقية، والتركيز على إعادة بناء اقتصاد البلاد، خاصة مع قرب الانتخابات العراقية المقررة في أكتوبر المقبل».

لافتةً إلى أن «السيناريو الثالث هو الأكثر إثارة للقلق، إذ قد يكون الاجتماع روتينياً قصيراً دون متابعة ملموسة أو نتائج تذكر، ما يدل على نقص واضح في اهتمام الولايات المتحدة بالعراق، إذ من شأن ذلك أن يضعف “الكاظمي”، الذي فقد بالفعل الكثير من حسن النية بين العراقيين».

كما اعتبرت المجلة أنه «يترتب على “بايدن” أيضاً أن يشجع “الكاظمي” على اتخاذ موقف قوي ضد السلاح المنفلت في العراق، فمن الضروري أن يؤكد “بايدن” دعم بلاده حال اختار “الكاظمي” تلك الحلول».

وتابعت أنه «وفي المقابل يجب على “الكاظمي” إقناع “بايدن” بالالتزام بوجود أميركي طويل الأمد في العراق، لا يقتصر على محاربة تنظيم “داعش” فقط، ودعم الجيش والشرطة العراقية لتوفير الأمن، لكن يجب أن تضمن واشنطن عدم استخدام العراق كبيدق في المفاوضات مع إيران».

ونوهت المجلة في تقريرها إلى أن «وقت “الكاظمي” قليل، كما أن وقت “بايدن” للتركيز على العراق محدود أيضاً، إذ يمكن أن توفر القمة بين الطرفين فرصة نادرة لتحقيق نتائج تساعد العراق وشعبه والمنطقة بأسرها».

والثلاثاء الماضي، وصل وزير الخارجية فؤاد حسين إلى واشنطن، على رأس الوفد العراقي المفاوض لعقد الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي العراقي – الأميركي.

وأكّد مسؤولون عراقيون بالأيام الماضية، أن الجولة الرابعة والأخيرة من الحوار الاستراتيجي، ستشهد مناقشة الانسحاب العسكري الأميركي من العراق، والخروج بصيغة واضحة بشأن ذلك.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.