درعا بين ساعات الحسم.. قائد القوات الروسية ووزير الدفاع السوري حضروا لإيقاف الحملة العسكرية

درعا بين ساعات الحسم.. قائد القوات الروسية ووزير الدفاع السوري حضروا لإيقاف الحملة العسكرية

صرحت وسائل إعلام روسية، أن مِلَفّ أحياء درعا البلد المحاصرة، سيحدد بشكل حاسم خلال الساعات الـ24 المقبلة.

اللجنة الأمنية التابعة للحكومة السورية، قالت إنّ المجال لا يزال مفتوحًا، خلال الـ24 ساعة المقبلة، لتطبيق بنود الاتفاق المحدد، الذي تنتهي مدته المحددة الثلاثاء، مع التأكيد على التزام الحكومة بالعهود التي قدمتها، بما فيها إنشاء مراكز “تسوية” وتسليم السلاح وإخراج من يرفض تنفيذ الاتفاق إلى الشمال السوري.

مصادر من اللجنة المركزية في درعا، قالت لـ(الحل نت)، إنّ: «الاجتماع الذي عُقد بين وجهاء من محافظة درعا واللجان المركزية مع اللجنة الأمنية بحضور الوفد الروسي، الثلاثاء، انتهى وما زالت تصرّ اللجنة الأمنية والجانب الروسي، على تنفيذ بنود خارطة الطريق الروسية، بكافة شروطها».

المصادر ذاتها ذكرت، أنّه سبق الاجتماع، جَلسة استمرت لساعتين بين “اللواء الثامن” التابع للفيلق الخامس، دون أي تواجد للحكومة السوري. 

وبعد الجَلسة، غادر ممثلو اللواء، إلى “الملعب البلدي” في مركز مدينة درعا، حيث كان ينتظرهم قائد القوات الروسية في سوريا، ووزير الدفاع السوري العماد “علي أيوب” بعد قدومهما إلى محافظة درعا عبر طائرة مروحية هبطت عصر الثلاثاء.

وكشفت المصادر، لـ(الحل نت)، أنّ اللجنة الأمنية والوفد الروسي اتفقوا على وقف إطلاق النار، ودخول الشرطة العسكرية الروسية إلى درعا البلد ورفع العلم الروسي والسوري، ووضع ثلاث نِقَاط مشتركة بين الأمن العسكري واللواء الثامن، بالإضافة إلى إجراء تسويات للمطلوبين وتسليم السلاح، وتهجير من لا يرغب بإجراء التسوية.

وسيدخل الاتفاق حيز التنفيذ ابتداءً من غداً الأربعاء، وفقاً لما ذكرته المصادر، لكن ناشطون محليون يرون ألّا حل نهائي حتى الآن، فالمبادرة جديدة يتم التشاور فيها، ومن غير المؤكد موافقة الأهالي عليها، إذّ لا يوجد ضامن لعدم عرقلتها من قبل المليشيات.

ويعتقد الناشط المنحدر من مدينة درعا، “عمر الحوراني”، أنّه من المؤكد لن تنفذ طلبات الحكومة السورية، وأيضاً خريطة الطريق الروسية المطابقة لطلبات الأخيرة، مضيفاً، أنّ «التصعيد العسكري الذي تم خلال الأيام الماضية، كان فرصة من روسيا للمليشيات للحسم وفشلت».

وخلال الأيام السابقة، كثفت القوات الحكومية والمليشيات المساندة لها، القصف الصاروخي على أحياء درعا البلد، بما لا يقل عن 146 قذيفة صاروخية يومياً، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، وتدمير مسجدين.

وشاركت في الحملة الأخيرة، قوات اللواء (16 اقتحام) المدعوم من روسيا، جانب “الفِرْقَة الرابعة” والمليشيات المدعومة من إيران.

ويتلقى اللواء (16 اقتحام)، الذي تشكّل قبل نحو عامين، دعماً وتوجيهاً من روسيا على غرار “الفِرْقَة 25” أو ما يُعرف بـ “قوات النمر”، ويقوده العميد الركن، “صالح العبد الله”، الذي سبق وكرّمته روسيا بميدالية وأوسمة ورسالة تقدير في قاعدة “حميميم” في فبراير/شباط 2021.

دمشق تحسم أمرها نحو الريف

رئيس لجنة المصالحة التابعة للحكومة السوري، “حسين الرفاعي”، قال في تصريح على وسائل إعلام محلية، إنّ: «العمليات العسكرية التي بدأها الجيش السوري، الأحد الفائت، في مدينة درعا ستشمل باقي أنحاء المحافظة».

وأضاف “الرفاعي”، الذي يشغل أيضاً منصب أمين فرع حزب البعث بدرعا، أنّ العملية العسكرية في مدينة درعا لن تستمر لأكثر من يومين. 

وزعم رئيس لجنة المصالحة، أنّ «عناصر من تنظيم “داعش” دخلوا إلى درعا البلد من بلدات ريف درعا الغربي». 

ولكن ووفقاً لمصادر (الحل نت) داخل درعا، منذ بداية حصار أحياء البلد قبل نحو 70 يوماً، انتشرت قوات تابعة للفرقة الرابعة في المحور الجنوبي والجنوبي الغربي للمدينة، كما تتواجد حواجز ومفارز عسكرية ومخافر حرس حدود على جميع الطرق المؤدية إلى الريف الغربي، ما يجعل كلام “الرفاعي” في دائرة الشكوك.

وفي سياق منفصل، أغلقت المحالّ التجارية والأسواق العامة في مدينة “جاسم” في الريف الشمالي من محافظة درعا، الثلاثاء، بعد حظر تَجْوال تم الإعلان عنه عبر مآذن المساجد من قِبل مقاتلين محليين في المدينة.

وقالت مصادر محلية، إنّ  مقر فرع “أمن الدولة” الذي يتمركز داخل المركز الثقافي في المدينة، زاد من تحصيناته حول المقرّ وعلى الحاجز المتمركز أمامه.

وكانت اللجنة المركزية في ريف درعا الغربي، قد أعلنت النفير العام في المنطقة، الأحد الفائت، لإيقاف الحملة العسكرية التي تستهدف درعا البلد.

وذكر بيان اللجنة، إنه «على الرغم من كل محاولتنا السلمية والتفاوضية للوصول لحلول ترضي جميع الأطراف من خلال وقف القتل والتجويع والدمار، أصر النظام السوري على جر البلاد لحرب طاحنة، يقودها ضباط إيرانيون يتبعون مليشيات طائفية تهدف للتوسع والسيطرة على أراضي الجَنُوب السوري، لتفتيت النسيج الاجتماعي وخلق تغيير ديموغرافي بالتركيبة السكانية».

وفي ظل التصعيد العسكري الذي تعيشه مدينة درعا، يعاني المدنيون في الأحياء المحاصرة في درعا البلد وحي طريق السد ومخيم الفلسطينيين، أزمة إنسانية في ظل استمرار القصف والمواجهات في المدينة منذ أكثر من شهرين.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فر نحو 38600 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، من درعا البلد إلى أجزاء أخرى من مدينة درعا والمناطق المحيطة بها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.