استمرار القصف على جبل الزاوية.. مؤشّراتٌ على دورٍ روسي سلبي في إدلب وغياب حلول للأزمة السوريّة

استمرار القصف على جبل الزاوية.. مؤشّراتٌ على دورٍ روسي سلبي في إدلب وغياب حلول للأزمة السوريّة

يستمر الطيران الروسي في تركيز قصفه على ريف إدلب الجنوبي، حيث قصف اليوم الأحد مواقع عدة في منطقة جبل الزاوية، كان أبرزها محيط إحدى القواعد العسكرية التركية. ما يدعو للتنبؤ بوجود رسالة روسية تجاه الجانب التركي، بالتوازي مع إصرار موسكو على عدم التهدئة في سوريا.

مصادر محلية، قالت لـ(الحل نت) بأن الطائرات الحربية الروسية استهدفت محيط إحدى القواعد العسكرية التركية وعددا من قرى وبلدات جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي بشكل مكثف.

وقالت المصادر، إن طائرة حربية روسية استهدفت بغارة جوية بالصواريخ الفراغية شديدة الانفجار محيط القاعدة العسكرية التركية المتمركزة بالقرب من بلدة احسم في منطقة جبل الزاوية.

إضافة إلى قيام طائرات أخرى بقصف جوي مكثف طال بلدات البارة، ودير سنبل، وكنصفرة في جبل الزاوية جنوب المحافظة، إضافة إلى قصف القوات الحكومية بقذائف المدفعية وراجمات صواريخ الغراد استهدف ذات البلدات.

وبيّنت المصادر أن ذلك القصف تسبب بوقوع أضرار مادية جسيمة في ممتلكات المدنيين، دون تسجيل أضرار بشرية -حتى الآن- في صفوف المدنيين.

التصعيد الروسي الذي طال إدلب، صباح اليوم، يأتي في وقت هددت فيها أيضاً موسكو أهالي درعا بالتصعيد العسكري على مناطق محافظتهم ومشاركة الطيران الحربي بقصها إلى جانب الحملة البرية التي يمكن أن تقودها القوات الحكومية إلى جانب الميليشيات الإيرانية هناك.

وهو الأمر الذي يشي بدور سلبي لروسيا في عموم المناطق التي تتواجد بها قواتها، لاسيما وأن مختلف المناطق السورية لا تنعم بالاستقرار في ظل ادعاء روسيا بوجود قواتها فيها كضامن للاستقرار الغائب.

تدل المؤشرات الميدانية إلى أن الهدف الروسي المتمثل في تطبيق الهدن والاتفاقات على امتداد المناطق السورية، لم يكن الهدف من ورائه إرساء الاستقرار ووقف إطلاق النار فيها، بقدر ما كانت تسعى فيه موسكو إلى تغليب مصالحها وفرض نفوذها الواسع عليه، حتى لو كلّف ذلك إراقة المزيد من دماء السوريين.

الدور الروسي السلبي

العقيد ‘‘عبدالرحمن الحلاق’’، قال في حديث لـ(الحل نت) إن استمرار القصف يبين سياسة روسيا في عموم سوريا، والتي تقوم وفق وصفه على ‘‘الغدر’’. معتبراً أن إحدى معاني القصف الروسي اليوم تُعبّر عن رسالة تحذيرية من موسكو تجاه أنقرة.

وأضاف في هذا السياق «روسيا تقول للأتراك، أنها ما تزال موجودة وبقوة في المنطقة، وبأنها تستطيع القصف حتى على قواعد تركيّة هناك لو أرادت، وفيما إذا لم تنصاع تركيا للطلبات الروسية وتنفيذ رغبة موسكو في السيطرة على مناطق أوسع في الشمال الغربي، واقتطاع ما تريده روسيا من أراض في سوريا.

وأن تركيا إذا لم تتوافق معها، فإن الروس يمكنهم بقوة طيرانهم وتواجدهم العسكري التوغل إلى أي منطقة يريدونها».

ولفت “الحلاق” إلى أن «تركيا تعرف أن هذا القصف رسالة قوية جدا لها، وهي لا تريد التصادم مع روسيا لأنها ستكون الخاسرة ولن يقف معها أحد ولن يكون أحد خاسر إلا الشعب السوري الذي ضاع بين هذا وذاك من جميع الدول التي تدخلت بالشأن السوري. الشعب السوري يسعى لإرضاء الدول جميعا على حساب تهجيره وتشرده وجوعه وإذلاله».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.