جددت الولايات المتحدة تأكيدها عدم انسحاب قواتها من مناطق شمال شرقي سوريا، بعد سريان أنباء غير مؤكدة مؤخراً، ادعت بزيارة سرية قام بها وفد أميركي لطمأنة الشركاء المحليين في المنطقة، بالالتزام ومواصلة القتال ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.

وبحسب صحيفة ‘‘الشرق الأوسط’’، فإن العديد من الأقاويل دارت حول زيارة سرية قام بها وفد أميركي إلى شمال شرقي سوريا، عقب انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان الشهر الماضي.

إلا أن التوضيح الأميركي، جاء لينفي هذه الادعاءات، عبر وزارة الخارجية بواشنطن والتي أكدت التواصل مع مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، والعمل على مقاتلة “داعش”، والتأكيد على أن ما حدث في أفغانستان لا يمكن أن يحدث في سوريا.

ويُعتبر التوضيح الأميركي أمر منطقي قياساً على تطورات الأوضاع الميدانية في سوريا، لا سيما أن مسألة مواجهة داعش لم تنتهي بعد، بخاصة في ظل وجود خلايا للتنظيم منتشرة في عموم المنطقة، وضرورة استمرار المواجهة الأمنية الحثيثة، إضافة إلى خطر العقبة الأخرى المتمثلة بمعتقلي داعش وعوائلهم.

يضاف أيضاً خطر تواجد الميليشيات الإيرانية في الشرق السوري، وضرورة مواجهته ومنع تمدده في المنطقة، وإيقاف التغول الذي تقوم به بالانطلاق من مناطق الشرق، وما يؤدي من تبعات على تهديد استقرار المنطقة، والتأثير على أية خطط للتهدئة والتسوية هناك.

الباحث المتخصص في الشؤون الأميركية، ‘‘رامز دباس’’، قال خلال حديث لـ(الحل نت) إن الانسحاب الأميركي من سوريا، هو «أمر غير قابل للحدوث خلال الفترة المقبلة، لاسيما وأن أهداف السياسة الخارجية الأميركية في سوريا لم تتحقق بشكل تام، سواء المتعلقة بالقضاء على الخطر الكلي لداعش في المنطقة، أو تحجيم الوجود الإيراني في سوريا وفي المنطقة الشرقية بشكل رئيسي».

كما اعتبر أن إرساء قواعد الحل النهائي والتسوية السياسية في سوريا، تستلزم وجوداً أميركياً «لمنع تمدد نفوذ أي قوى أخرى متدخلة في الملف السوري، وضبط تحركاتها إلى جانب ضبط تحركات حكومة دمشق، وإلزامها بالتوجه لحل نهائي ومستدام في سوريا».

فيما رأى أن تجربة الانسحاب في أفغانستان «لا يمكن تكرارها في سوريا خلال القريب العاجل، على اعتبار أن خصوصية الوضع في سوريا، وضرورة إيجاد تسوية فيها، تلزم واشنطن إكمال المهمة التي تواجدت من أجلها في سوريا».

يشار إلى أن مصدر أميركي في وزارة الخارجية أوضح لـ “الشرق الأوسط”، أن جوي هود، النائب الأول المساعد لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، تحدث «مع الشركاء في قوات سوريا الديمقراطية مرئياً وليس حضورياً، في 29 أغسطس (آب).

وذلك لتأكيد التزام الولايات المتحدة بالحملة المستمرة ضد تنظيم داعش الإرهابي، ومسببات عدم الاستقرار في المنطقة، وكذلك مناقشة المخاوف بشأن تصعيد النشاط العسكري في شمال سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.